العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جلالة الملك.. ومسيرة ربع قرن من العطاء المتواصل (1)

بقلم: د. عمر الحسن

الجمعة ٠٨ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬حلت‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرون‭ ‬لتسلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‮»‬،‭ ‬الأمانة،‭ ‬خلفا‭ ‬لوالده‭ ‬الأمير‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬‭ ‬‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬‭ ‬الذي‭ ‬سلم‭ ‬الراية‭ ‬لولي‭ ‬عهده،‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬إصلاحية‭ ‬نهضوية‭ ‬شاملة‮»‬‭.. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬يقين‭ ‬كل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بقدر‭ ‬تألمه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرحيل،‭ ‬بقدر‭ ‬قناعته‭ ‬وإيمانه‭ ‬بأن‭ ‬مسيرة‭ ‬خلفه‭ ‬ستواصل‭ ‬خطاها‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬المملكة‭ ‬وأمنها،‭ ‬وسلامتها،‭ ‬واستقلالها،‭ ‬وسيادتها‭.. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعاني‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬تتويجه‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬مارس1999،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أقول‭ ‬لكم‭ ‬جميعا‭ ‬بمنتهى‭ ‬الوضوح‭ ‬إنني‭ ‬ابن‭ ‬عيسى‭ ‬وحافظ‭ ‬عهده،‭ ‬سوف‭ ‬أحمل‭ ‬لواء‭ ‬نهجه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يميز‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬اختلاف‭ ‬الأصول‭ ‬والمذاهب،‭ ‬ولا‭ ‬ينظر‭ ‬إلا‭ ‬لصدق‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وروح‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬الخير‭ ‬للبحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬كافة‮»‬‭. ‬

ومنذ‭ ‬البداية،‭ ‬تجسَّدت‭ ‬شخصية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬وحشد‭ ‬الطاقات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وإيجاد‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬يلتف‭ ‬حوله‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬الوطن؛‭ ‬فكان‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مملكة‭ ‬على‭ ‬أركان‭ ‬ثابتة‭ ‬وأسس‭ ‬راسخة‭.. ‬منتهجا‭ ‬سياسة‭ ‬تعاونية‭ ‬إيجابية‭ ‬نشطة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتوازن،‭ ‬أهم‭ ‬مبادئها‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى؛‭ ‬ما‭ ‬أبعدها‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭.. ‬ففي‭ ‬عهده‭ ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والفرص؛‭ ‬فواجهت‭ ‬التحديات‭ ‬وانتصرت‭ ‬عليها،‭ ‬واستغلت‭ ‬الفرص‭ ‬وحولتها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭.. ‬وكان‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬قاد‭ ‬مسيرة‭ ‬إنجازات‭ ‬وطنية‭ ‬حافلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬

ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬على‭ ‬قائد‭ ‬مثله‭ ‬أن‭ ‬يعتاد‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬وتبني‭ ‬المبادرات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬السياسية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬المستقلة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬عام2011،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ -‬للتحقيق‭ ‬وتقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬حول‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤسفة‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬فبراير‭ ‬ومارس2011‭ - ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدول،‭ ‬دون‭ ‬إملاءات‭ ‬أو‭ ‬ضغوطات‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬والتي‭ ‬تكونت‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬دوليين‭ ‬ذوي‭ ‬سمعة‭ ‬عالمية‭ ‬طيبة،‭ ‬برئاسة‭ ‬الخبير‭ ‬القانوني‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬شريف‭ ‬بسيوني‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬عند‭ ‬تسليم‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬النهائي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬23‭/‬11‭/‬2011،‭ ‬وقبوله‭ ‬جميع‭ ‬توصياتها‭ ‬الـ26،‭ ‬بحضور‭ ‬جمع‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬وممثلي‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬حدث‭ ‬تاريخي‭ ‬قانوني‭ ‬وسياسي‭ ‬مهم‭ ‬وفريد؛‭ ‬لأنه‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬تقبل‭ ‬حكومة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمارس‭ ‬سلطتها،‭ ‬بأن‭ ‬تفتح‭ ‬جميع‭ ‬ملفاتها،‭ ‬وبأن‭ ‬تستقبل‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الاتهام‭ ‬الموجه‭ ‬ضدها،‭ ‬وأن‭ ‬تسهل‭ ‬مهمة‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬أدائها،‭ ‬وربما‭ ‬إقامة‭ ‬الحجة‭ ‬على‭ ‬تقصيرها،‭ ‬رغم‭ ‬إدراكها‭ ‬حساسية‭ ‬الموقف‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مبادراته‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‮»‬،‭ ‬وإطلاق‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬جميعها‭ ‬إشادات‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬وعالمية‭. ‬

خلال‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة،‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المشروع‭ ‬التنموي‭ ‬الوطني،‭ ‬وتنويع‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬بالدفع‭ ‬بتنمية‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬اهتمامه‭ ‬بترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل،‭ ‬وبالاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطن،‭ ‬باعتباره‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬دائمًا‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬البحرين،‭ ‬فعمل‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بأوضاع‭ ‬الشباب،‭ ‬وتوسيع‭ ‬شبكة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭. ‬

وهذه‭ ‬الأيام،‭ ‬يحتفل‭ ‬البحرينيون‭ ‬بذكرى‭ ‬تسلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أمانة‭ ‬الحكم؛‭ ‬وبما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬والتي‭ ‬أسس‭ ‬لها‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وحققت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬نهضة‭ ‬جعلها‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتطوير‭ ‬والإصلاح‭ ‬والحريات‭.‬

ففي‭ ‬مسار‭ ‬‮«‬التطور‭ ‬الديمقراطي‮»‬،‭ ‬أمر‭ ‬بتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإعداد‭ ‬‮«‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬في‭ ‬نوفمبر2000،‭ ‬وتم‭ ‬الاستفتاء‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2001،‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬‮«‬توافقًا‭ ‬شعبيًا‮»‬،‭ ‬وصدق‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬كوثيقة‭ ‬فوق‭ ‬دستورية‮»‬،‭ ‬وعقد‭ ‬اجتماعي‭ ‬الشعب‭ ‬فيه‭ ‬صاحب‭ ‬السيادة،‭ ‬ومصدر‭ ‬السلطات‭. ‬وعليه،‭ ‬وُضعت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬لانطلاق‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬وأسست‭ ‬لنهضة‭ ‬تشريعية‭ ‬وسياسية‭ ‬وحقوقية‭ ‬شاملة؛‭ ‬ليتم‭ ‬وضع‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بإرادة‭ ‬وطنية‭ ‬خالصة‭. ‬وفي‭ ‬14‭ ‬فبراير2002،‭ ‬صدر‭ ‬‮«‬الدستور‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة،‭ ‬يتمتع‭ ‬فيها‭ ‬المواطنون‭ ‬ذكورا‭ ‬وإناثا‭ ‬بكل‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات،‭ ‬أساسها‭ ‬المواطنة،‭ ‬واستقلال‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬والفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات،‭ ‬كما‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬بغرفتيه‭: ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬ورحب‭ ‬بإنشاء‭ ‬جمعيات‭ ‬سياسية‭.. ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬مسار‭ ‬التطور‭ ‬الديمقراطي‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬والبلدية‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬كل‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2002‭.‬

وعليه،‭ ‬أمكن‭ ‬خلال‭ ‬الفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬إنجاز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التشريعات،‭ ‬فشهدت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ (‬2002-2024‭)‬،‭ ‬صدور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬864‭) ‬قانونا،‭ ‬و‭(‬1659‭) ‬مرسوما،‭ ‬و‭(‬1032‭) ‬أمرا‭ ‬ملكيا،‭ ‬شملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬المجلس‭ ‬ثلاثة‭ ‬اقتراحات‭ ‬بتعديل‭ ‬الدستور،‭ ‬وتوجيه‭ ‬مئات‭ ‬الأسئلة‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة،‭ ‬وتشكيل‭ (‬41‭) ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬برلمانية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الموافقة‭ ‬والمصادقة‭ ‬على‭ ‬154‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومعاهدة‭ ‬دولية‭. ‬ولعل‭ ‬إنجاز‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التشريعات‭ ‬والتطوير‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتؤتي‭ ‬ثمارها،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مناخ‭ ‬ملائم،‭ ‬تستقر‭ ‬فيه‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬عملية‭ ‬ودستورية‭. ‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تعهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬منذ‭ ‬خطابه‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬يرتكز‭ ‬حكمه‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فلدى‭ ‬البحرين‭ ‬مؤسسات‭ ‬وجمعيات‭ ‬ولجان‭ ‬تضمن‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬عددها‭ ‬الآن‭ (‬28‭)‬؛‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬رسمية‭ ‬وأهلية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬69‭) ‬تشريعا‭ ‬تُعنى‭ ‬بتنظيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‮»‬،‭ ‬وأهمها‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬اجتماعاته،‭ ‬ومصادقتها‭ ‬على‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬السياسي‭ ‬والمدني‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬ثم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ (‬30‭) ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬وإقليمية‭ ‬حقوقية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬وعقد‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭.‬

وتقديرًا‭ ‬لهذا‭ ‬الالتزام،‭ ‬تم‭ ‬انتخاب‭ ‬المملكة‭ ‬لعضوية‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات؛‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ ‬2006،‭ ‬و2009،‭ ‬و2019،‭ ‬وفاز‭ ‬مرشحها‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الاستشارية‭ ‬في‭ ‬فبراير2015،‭ ‬وفازت‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬واحتلت‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬آخرها‭ ‬تقرير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬الذي‭ ‬أشاد‭ ‬بجهودها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬واحترامها‭ ‬للحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬وترويجها‭ ‬لمبادرات‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

أما‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬مفهوم‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد،‭ ‬يشمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأمن‭ ‬بمعناه‭ ‬التقليدي،‭ ‬محاور‭ ‬إنسانية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬تحقيقه‭ ‬أمرًا‭ ‬تختص‭ ‬به‭ ‬فقط‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وإنما‭ ‬حصيلة‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين؛‭ ‬ولهذا‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬واستحداث‭ ‬‮«‬شرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‮»‬،‭ ‬وتبني‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬العقوبات‭ ‬البديلة‮»‬،‭ ‬و«السجون‭ ‬المفتوحة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراتها،‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬باستخدام‭ ‬استراتيجية‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬‮«‬كوادر‭ ‬مؤهلة‮»‬،‭ ‬تُعقد‭ ‬لها‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية،‭ ‬وتستخدم‭ ‬أحدث‭ ‬الأجهزة‭. ‬وكان‭ ‬ثمرة‭ ‬هذه‭ ‬الجهود،‭ ‬احتلال‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬العاشرة‭ ‬عالميًا‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأقل‭ ‬جريمة،‭ ‬طبقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الجريمة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬موسوعة‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬توميو‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬والمرتبة‭ ‬12‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬134‭ ‬دولة،‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬طبقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الأمان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬جلوبل‭ ‬فايننس‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2023‭. ‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الدفاع‭: ‬عمل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬إمكاناتها‭ ‬التسليحية،‭ ‬والتدريبات‭ ‬المشتركة‭. ‬ولأن‭ ‬البحرين‭ ‬مفتاح‭ ‬أمن‭ ‬الخليج،‭ ‬فهي‭ ‬تشارك‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العربي،‭ ‬ومع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا