العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
كتاب جديد يرصد التجربة الإبداعية للروائية العمانية غالية آل سعيد

إعداد: يحيى الستراوي. Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL.COM

السبت ٠٩ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

صدر‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬أهوار‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أخيرًا‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬همس‭ ‬في‭ ‬عتمة‭ ‬الكلمة‭ -‬رحلة‭ ‬وراء‭ ‬الأحرف‭ ‬المكتومة‭ ‬مع‭ ‬غالية‭ ‬آل‭ ‬سعيد‮»‬‭ ‬للشاعر‭ ‬والصحفي‭ ‬العماني‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬العلوي‭.‬

يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬190‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حوار‭ ‬طويل‭ ‬أجراه‭ ‬المؤلف‭ ‬مع‭ ‬الروائية‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬السيدة‭ ‬الدكتورة‭ ‬غالية‭ ‬بنت‭ ‬فهر‭ ‬آل‭ ‬سعيد،‭ ‬حول‭ ‬رحلتها‭ ‬الأدبية‭ ‬وتجربتها‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬والإبداع‭.‬

يركز‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬تصدرت‭ ‬غلافَه‭ ‬لوحة‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬إدريس‭ ‬الهوتي‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬المظلمة‭ ‬والمكتومة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الروائية‭ ‬غالية‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬الإبداعية،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفك‭ ‬شفرات‭ ‬الكتابة‭ ‬والإبداع‭ ‬لدى‭ ‬إحدى‭ ‬أبرز‭ ‬الروائيات‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬ويكشف‭ ‬جزءًا‭ ‬يسيرًا‭ ‬من‭ ‬شخصية‭ ‬غامضة‭ ‬لطالما‭ ‬بحثنا‭ ‬عن‭ ‬تفاصيلها‭.‬

كما‭ ‬يرصد‭ ‬الكتاب‭ ‬بعمق‭ ‬رحلتها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الرواية‭ ‬والتحديات‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬مسيرتها،‭ ‬ويسبر‭ ‬أغوار‭ ‬تميز‭ ‬الكاتبة‭ ‬بقدرة‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬العالمَين‭ ‬التقليدي‭ ‬والحداثي‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬الأدبية‭ ‬والمشاريع‭ ‬الثقافية‭ ‬المتعددة‭.‬

ويهدف‭ ‬الكتاب‭ ‬الصادر‭ ‬حديثا‭ ‬والمؤمل‭ ‬تدشينه‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬المقبلة‭ ‬لمعرض‭ ‬مسقط‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬2024‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬كاتبه‭: ‬‮«‬إن‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬تمثل‭ ‬اليوم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬فصول‭ ‬السرد‭ ‬العُماني‭ ‬المعاصر‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬جمالية‭ ‬خاصة‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تفرداتها‭ ‬وتعقيداتها،‭ ‬تتعانق‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تجسد‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أيضًا‭ ‬حياة‭ ‬الكاتبة‭ ‬نفسها‭ ‬وأبطال‭ ‬رواياتها‭. ‬ورغم‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬الصعبة‭ ‬والتحديات‭ ‬المستمرة،‭ ‬فإن‭ ‬شخصيات‭ ‬رواياتها‭ ‬تتميز‭ ‬بالثبات‭ ‬والاستقرار،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬جذورها‭ ‬العميقة‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المتميزة‭ ‬تبرز‭ ‬الكاتبة‭ ‬كمرآة‭ ‬تعكس‭ ‬واقعنا،‭ ‬متأملة‭ ‬في‭ ‬التغيرات‭ ‬المستمرة،‭ ‬وتفهم‭ ‬تماما‭ ‬الأوجاع‭ ‬والآمال‭ ‬المرتبطة‭ ‬بكل‭ ‬حالة‭ ‬انفصال‭ ‬وغربة‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬الأديب‭ ‬سماء‭ ‬عيسى‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭: ‬‮«‬الكاتبة‭ ‬تعي‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬أقاصي‭ ‬الأرض‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬ترابها‭ ‬أيضا،‭ ‬الأسباب‭ ‬تتعدد‭ ‬فارضا‭ ‬إياها‭ ‬سير‭ ‬الحياة‭ ‬وتحولاتها،‭ ‬وولدت‭ ‬الكاتبة‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬زمنية‭ ‬تعترف‭ ‬بأنها‭ ‬حقبة‭ ‬صعبة‭ ‬جدا،‭ ‬ذلك‭ ‬بالطبع‭ ‬معيشيا،‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬كافة،‭ ‬الظرف‭ ‬المعيشي‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬ربطته‭ ‬بأحداث‭ ‬العالم‭ ‬آنذاك،‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬خاضت‭ ‬شعوبه‭ ‬حربين‭ ‬عالميتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬وتركت‭ -‬وهي‭ ‬بالطبع‭ ‬محقة‭- ‬آثارها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬على‭ ‬الناس‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬سماء‭ ‬عيسى‭: ‬‮«‬في‭ ‬تجربتها‭ ‬الروائية،‭ ‬حيث‭ ‬تنأى‭ ‬الكاتبة‭ ‬عن‭ ‬خوض‭ ‬الصراعات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬محور‭ ‬إبداع‭ ‬من‭ ‬سبقها‭ ‬كعبدالله‭ ‬الطائي‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬‮«‬الشراع‭ ‬الكبير‮»‬،‭ ‬والروائي‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬عمر‭ ‬الزبيدي،‭ ‬في‭ ‬مجمل‭ ‬أعماله‭ ‬القصصية‭ ‬والروائية،‭ ‬حيث‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬هموم‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬وهي‭ ‬تدرك‭ ‬جيدا،‭ ‬ألا‭ ‬خلاص‭ ‬جزئيا‭ ‬لحالة‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬ظاهرة‭ ‬ما‭ ‬إلا‭ ‬بالتغيير‭ ‬الكلي‮»‬‭.‬

وانطلق‭ ‬الكتاب‭ ‬ليبدد‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الغياب‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الوسط‭ ‬الذي‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬الكاتبة‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬البعد‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬مفتعلاً‭. ‬الأمور‭ ‬المحيطة،‭ ‬التي‭ ‬تجري،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدده‭ ‬بخاصة‭ ‬الظهور‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للظهور‭ ‬أسباب‭ ‬مقنعة‭ ‬ومنطقية،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬كيف‭ ‬ولماذا‭ ‬يحدث؛‭ ‬هل‭ ‬لمجرد‭ ‬الدوران‭ ‬في‭ ‬الفراغ‭ ‬وتكرار‭ ‬الذات؟‭ ‬ها‭ ‬أنا‭ ‬ظهرت‭ ‬عندما‭ ‬أتى‭ ‬سبب‭ ‬للظهور،‭ ‬فللظهور‭ ‬سبب‭ ‬وللاختفاء‭ ‬سبب‮»‬‭.‬

وتعزي‭ ‬غالية‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬إلى‭ ‬وفائها‭ ‬لمشروعها‭ ‬الثقافي‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬تجدني‭ ‬كأي‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬لدي‭ ‬مشاغل‭ ‬واهتمامات‭ ‬كثيرة‭ ‬ومختلفة‭ ‬تتطلب‭ ‬إشرافي‭ ‬وتفاعلي‭ ‬وسيري‭ ‬معها،‭ ‬وربما‭ ‬أجد‭ ‬الاختفاء‭ ‬مجديا‭ ‬وضروريا‭ ‬لتكملتها‭. ‬المشاغل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تدفعني‭ ‬للتواري‭ ‬الذي‭ ‬أشرت‭ ‬له‭.. ‬وحاليا‭ ‬أسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لتأسيس‭ ‬المتحف‭ ‬الجديد،‭ ‬وقد‭ ‬أخذ‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة‭ ‬ومختلفة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المتحف،‭ ‬تظل‭ ‬هناك‭ ‬اهتماماتي‭ ‬الروائية،‭ ‬فمطالبها‭ ‬لا‭ ‬تخمد‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬قطعها‭. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاهتمامات‭ ‬إنجازها‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقت‭ ‬الطويل،‭ ‬والعزلة‭ ‬شبه‭ ‬التامة،‭ ‬عندما‭ ‬أكتب‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬ملجأ‭ ‬غير‭ ‬العزلة،‭ ‬وبجانب‭ ‬الأعمال‭ ‬الروائية،‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬تأليف‭ ‬بعض‭ ‬الكتب‭ ‬المختلفة،‭ ‬بعضها‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالمتحف‮»‬‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬يعد‭ ‬الرابع‭ ‬للكاتب‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬العلوي‭ ‬حيث‭ ‬صدرت‭ ‬له‭ ‬ثلاثة‭ ‬كتب‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬أرق‮»‬‭ (‬2008م‭) ‬ـ‭ ‬مجموعة‭ ‬شعرية‭ ‬ـ‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬التراث‭ ‬والثقافة،‭ ‬و«بوح‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‮»‬‭ (‬2014م‭) ‬عن‭ ‬دار‭ ‬الغشّام‭ ‬للنشر‭ ‬والترجمة‭ ‬وهو‭ ‬مجموعة‭ ‬مقالات‭ ‬وصل‭ ‬عددها‭ ‬قرابة‭ ‬50‭ ‬مقالا،‭ ‬و«بوجه‭ ‬الريح‭ ‬والصحراء‮»‬،‭ (‬2018م‭) ‬ـ‭ ‬مجموعة‭ ‬شعرية‭ ‬ـ‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العُمانية‭ ‬للكتاب‭ ‬والأدباء،‭ ‬ودار‭ ‬مسعى‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا