يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
كلهم مجرمون وقتلة
صحف ومواقع غربية أطلقت على ذلك اليوم «الثلاثاء الأسود». هو بالفعل يوم أسود في تاريخ البشرية كلها. اليوم الذي ارتكب فيه الكيان الصهيوني أبشع مجزرة لم يكن أحد يتصورها. بمنتهى الوحشية والهمجية قام العدو الصهيوني بقصف آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية واستشهد أكثر من مائة منهم.
هذه المجزرة تأتي في سياق حرب تجويع إرهابية للشعب الفلسطيني في غزة. العدو يريد لأطفال ونساء وكل أهل غزة أن يموتوا جوعا. قبل هذه المجزرة تعمد العدو وقطعان المستوطنين الإرهابيين أن يمنعوا دخول المساعدات من معبر رفح ولم يترددوا في قصف قوافل المساعدات. وبعد المجزرة لم يتوقف العدو عن قصف الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات في عدة مواقع بغزة وسقط العشرات منهم شهداء.
تقارير المنظمات الإنسانية الدولية تقول إنه حتى هذه اللحظة فإن عشرين طفلا فلسطينيا على الأقل استشهدوا جوعا بالفعل.
كل هذا الإجرام والإرهاب والهمجية ليست بالأمر الغريب على الكيان الصهيوني والعالم كله بات يعرف هذا.
الذي يجب أن نتوقف عنده هو موقف أمريكا والدول الغربية من هذه المجزرة وهذه الحرب الإرهابية لقتل الفلسطينيين جوعا.
في أعقاب وقوع المجزرة تظاهرت أمريكا والدول الأوروبية بالحزن وبشيء من الغضب. نقول تظاهرت لأن موقفها في حقيقته هو عكس هذا.
بعض الدول طالبت بإجراء تحقيق فيما حدث. كأن المجزرة موضع شك، وكأنه من الممكن أن يكون الكيان الصهيوني بريئا. هذا على الرغم من أن العالم كله شاهد المجزرة على الهواء مباشرة. وعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني نفسه اعترف بارتكابها عن عمد على اعتبار أن هؤلاء الجوعى الذين ينتظرون المساعدات شكلوا خطرا.
الرئيس الأمريكي بايدن يظن أنه حين قرر إنزال مساعدات جوا إلى غزة، أو حتى بما أعلنه من إرسال مساعدات بحرا، يعفي نفسه من المسؤولية ويبرئ ساحته من الجريمة الإرهابية المروعة بقتل الفلسطينيين جوعا. وقادة الدول الغربية الأخرى يفكرون أيضا بهذا الشكل.
حقيقة الأمر أن هذه المساعدات والتظاهر بالحزن على الضحايا الفلسطينيين وحالهم لا يمكن أبدا أن يخفي حقيقة أن بايدن وقادة الدول الغربية شركاء في حرب الإبادة برمتها ومسؤولون عن قتل الفلسطينيين جوعا في إطار هذه الحرب.
كل منظمات الإغاثة الدولية أجمعت على أنه لا بديل عن إدخال المساعدات برا لإنقاذ الفلسطينيين، وأن الحديث عن إنزال مساعدات أو تقديمها بحرا لا يحل الأزمة ولا يمنع الكارثة.
الولايات المتحدة والدول الغربية بدلا من أن تجبر الكيان الصهيوني على وقف حرب قتل الفلسطينيين جوعا والسماح بإدخال كل المساعدات تتهرب وتلتف حول الجريمة الصهيونية وكأنها تريد إعفاء الكيان من وقف هذه الحرب الاجرامية.
بالأمس، تساءلت النائبة الديمقراطية الأمريكية براميلا جايبال، عن المغزى من إنزال المساعدات الأمريكية جوا على قطاع غزة فيما تعد أمريكا أكبر ممول لإسرائيل عسكريا؟. وقالت في حديث مع شبكة «سي إن إن» الأمريكية: إنه «لا بد من إحداث تحول في السياسة الأمريكية قريبا للاستفادة من نفوذ تمويلها لإسرائيل لإدخال المساعدات فورا إلى غزة».
في الوقت نفسه، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، من جنيف: إنه «لا الرصيف البحري ولا عمليات الإنزال الجوي فوق غزة ستمنع المجاعة». ووصف الاقتراح الأمريكي بإنشاء رصيف بحري على شاطئ غزة بالـ«خبيث» إذ أن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعما ماليا لإسرائيل.
هذه هي الحقيقة اذن. أمريكا والدول الغربية تواصل تقديم السلاح وكل سبل الدعم للكيان الصهيوني لتمكينه من مواصل حرب الابادة في غزة. فكيف تتظاهر بالحرص على حياة الفلسطينيين أو على إغاثتهم؟.
الحقيقة أنهم في الغرب مجرمون وقتلة. هم شركاء في الحرب، وبمقدورهم أن يوقفوا هذه الحرب فورا لو أرادوا. لكنهم لا يريدون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك