العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المشروع الصهيوني الاستيطاني عدو الدولة الفلسطينية

بقلم: د. رمزي بارود

الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

ليست‭ ‬المشكلة‭ ‬غياب‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بل‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الصهيونية‭ ‬نفسها‭.‬

ما‭ ‬فائدة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الصهيونية،‭ ‬كأيديولوجية‭ ‬عنصرية‭ ‬وحصرية،‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفرض‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين؟

وتدعو‭ ‬هذه‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬إلى‭ ‬النقاء‭ ‬العنصري‭ ‬لليهود‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬بالطبع،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬للأرض‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إجبار‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬المنفى،‭ ‬وكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬أو‭ ‬جرح‭ ‬أو‭ ‬سجن‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭.‬

لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إقامة‭ ‬دولتين،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬دولة‭ ‬واحدة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬هزيمة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بالكامل‭ ‬‭ ‬وليس‭ ‬تجديدها،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬إصلاحها‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭.‬

وبينما‭ ‬يُقتل‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يستيقظ‭ ‬الساسة‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭.‬

ويقتلون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬ولم‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ويستعينون‭ ‬بالساسة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬صحوة‭ ‬أخلاقية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬وسيلة‭ ‬إلهاء‭ ‬للظهور‭ ‬‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أمام‭ ‬شعبهم‭ ‬‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬استباقي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تعمل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تدمير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭.‬

وقال‭ ‬كريس‭ ‬جونيس،‭ ‬المسؤول‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الأونروا،‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬أول‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإنسانية‭ ‬يتم‭ ‬بثها‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‮»‬‭.‬

إن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬تتفاقم‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يموتون‭ ‬من‭ ‬الجوع،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يموت‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بسبب‭ ‬الأمراض‭ ‬والمياه‭ ‬الملوثة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تقصفهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬تطلق‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أمثال‭ ‬ديفيد‭ ‬كاميرون،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬أمراً‭ ‬حيوياً‭ ‬للغاية‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‮»‬‭ ‬أمر‭ ‬محير،‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭. ‬إن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يكافحون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭ ‬يومياً‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬كثيراً‭ ‬بالوعود‭ ‬الغربية‭ ‬الفارغة‭.‬

إن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تخبرنا‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬ليست‭ ‬سياسية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬أيديولوجية‭. ‬وبينما‭ ‬يتحدث‭ ‬الزعماء‭ ‬الغربيون‭ ‬عن‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‮»‬،‭ ‬تعمل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬نظام‭ ‬العنف‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭.‬

‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وضع‭ ‬يقترب‭ ‬منا‭ ‬فيه‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬من‭ ‬الجدار‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إيتامار‭ ‬بن‭ ‬جفير‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭: ‬‮«‬أي‭ ‬شخص‭ (...) ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬رصاصة‮»‬‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬العنف‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للاشمئزاز‭. ‬وأفاد‭ ‬المرصد‭ ‬الأورومتوسطي،‭ ‬وهو‭ ‬جماعة‭ ‬حقوقية،‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬سُمح‭ ‬لمجموعات‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬إلى‭ ‬عشرين‭ ‬مدنياً‭ ‬إسرائيلياً‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬بمشاهدة‭ ‬السجناء‭ ‬والمعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وهم‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابسهم‭ ‬الداخلية‭ ‬وتصويرهم‭ ‬وهم‭ ‬يضحكون‮»‬‭ ‬أثناء‭ ‬تعرضهم‭ ‬للتعذيب‭ ‬والإساءة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬سياسي‭ ‬عقلاني‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬هذا‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬‭ ‬لغة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ذاتها‭ ‬والتهديدات‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬أعظم‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬تمتد‭ ‬جذوره‭ ‬إلى‭ ‬نظرية‭ ‬سياسية‭ ‬عقلانية،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬الصهيونية‭.‬

المشكلة‭ ‬تزداد‭ ‬سوءًا‭ ‬لأننا‭ ‬نرفض‭ ‬معالجتها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬كثيرون‭ ‬يفعلون‭ ‬العكس‭ ‬تمامًا‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أقرت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إقرار‭ ‬قوانين‭ ‬تساوي‭ ‬بين‭ ‬انتقاد‭ ‬الصهيونية‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية‭. ‬وحتى‭ ‬فيسبوك‭ ‬يريد‭ ‬حظر‭ ‬استخدام‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الصهيوني‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينتقد‭ ‬إسرائيل‭.‬

فحين‭ ‬هدد‭ ‬وزير‭ ‬التراث‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أميخاي‭ ‬إلياهو‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬بإسقاط‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أدانه‭ ‬كثيرون‭ ‬لمجرد‭ ‬لغته‭ ‬غير‭ ‬اللائقة،‭ ‬وليس‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭. ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬إلياهو‭ ‬أيضًا،‭ ‬فقط‭ ‬لأنه‭ ‬أضر‭ ‬بسمعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدولية‭.‬

لكن‭ ‬الوزير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتحدث‭ ‬بدافع‭ ‬الغضب‭ ‬فحسب‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬يعني‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاستعداد‭ ‬لقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬موجود‭ ‬بالفعل‭.‬

الصهاينة‭ ‬مستعدون‭ ‬لفعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء،‭ ‬وبقاؤهم‭ ‬يعتمد‭ ‬كليًا‭ ‬على‭ ‬محو‭ ‬العدو‭ ‬المتصور؛‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬المحو‮»‬‭ ‬بالمعنى‭ ‬الفكري‭ ‬أو‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الثقافي،‭ ‬بل‭ ‬التدمير‭ ‬المادي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أيضًا‭.‬

وكان‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬المعروف‭ ‬بالنكبة،‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬محاولة‭ ‬جادة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭. ‬ولكن‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العدو‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬قد‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬المقاومة‭ ‬والمطالبة‭ ‬بحقوقه‭ ‬الجماعية،‭ ‬فقد‭ ‬عاد‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الأجندة‭ ‬السياسية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬السائدة‭.‬

إن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬المستمرة‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أخطر‭ ‬محاولة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لتدمير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬يريد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭.‬

فهم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬يريدون‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬المذبحة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إبادة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فهم‭ ‬يدركون‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لإنهاء‭ ‬مهمة‭ ‬لم‭ ‬يكملها‭ ‬القادة‭ ‬الصهاينة‭ ‬السابقون،‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬مضت‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬الصغير‭. ‬إنها‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬إذا‭ ‬نجحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬إخضاع‭ ‬غزة،‭ ‬فإنها‭ ‬ستحول‭ ‬أنظارها‭ ‬فوراً‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬كان‭ ‬التحريض‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يتركز‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬‭ ‬بهدف‭ ‬معلن‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬المحتلة‭.‬

كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حملة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬رسمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتقويض‭ ‬الحقوق‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭. ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬بعد‭ ‬انتفاضة‭ ‬مايو‭ ‬2021‭.‬

عندها‭ ‬أدركت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬‮«‬انقسام‮»‬‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كان‭ ‬سياسيًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وأن‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كأمة،‭ ‬يظلون‭ ‬مترابطين‭ ‬بقوة‭.‬

ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬مارس‭ ‬بن‭ ‬جفير‭ ‬ضغوطا،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬منصبه‭ ‬الوزاري‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشكيل‭ ‬حرس‭ ‬وطني‭ ‬مكلف‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬استعادة‭ ‬الحكم‭ ‬حيثما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‮»‬‭.‬

فإذا‭ ‬سقطت‭ ‬غزة‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬فلسطين‭ ‬سوف‭ ‬يصبحون‭ ‬هدفاً‭ ‬جديداً‭ ‬للعنف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.‬

إن‭ ‬اختزال‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬سياسية‭ ‬خلاقة‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬أمل‭ ‬كاذب‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬جهل‭ ‬أو‭ ‬مراوغة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أيضاً‭ ‬تحويل‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الحقيقية‭: ‬الأيديولوجية‭ ‬الصهيونية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

إن‭ ‬الصهيونية،‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬الاستعمارية‭ ‬العنصرية،‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬محصلته‭ ‬صفر‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬للأراضي‭ ‬المستعمرة‭: ‬الهيمنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

ولكي‭ ‬يتحقق‭ ‬‮«‬سلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬الصهيونية‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا