العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ثلاثة أيام في بيت العرب

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

لغرض‭ ‬جمع‭ ‬مادة‭ ‬علمية‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬بحثي‭  ‬أمضيت‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬متتالية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬العرب‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بمقرها‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬العتيق‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬ذلك‭ ‬المبنى‭ ‬والتجول‭ ‬في‭ ‬أروقته‭ ‬يعني‭ ‬دلالات‭ ‬ومعاني‭ ‬أخرى،‭ ‬وقبيل‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدلالات،‭ ‬وللقارئ‭ ‬فإن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬1945م‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لمضامين‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬في‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ودور‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬عدة‭ ‬تنظيمات‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬ورابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬‮«‬الآسيان‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬واضعي‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬حالفهم‭ ‬الصواب‭ ‬عندما‭ ‬أدركوا‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬تنظيمات‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬وسيط‭ ‬للأمن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬وليد‭ ‬بيئته‭ ‬الإقليمية‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬له‭ ‬قوة‭ ‬أو‭ ‬ضعفاً‭.‬

وبتتبع‭ ‬مسيرة‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬يصفها‭ ‬الباحثون‭ ‬ببيت‭ ‬العرب‭ ‬وهو‭ ‬توصيف‭ ‬ذو‭ ‬دلالة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فعندما‭ ‬نقول‭ ‬بيت‭ ‬فلان‭ ‬فإننا‭ ‬نقصد‭ ‬مسمى‭ ‬وهوية‭ ‬وثقافة‭ ‬وتاريخا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬تتسارع‭ ‬فيه‭ ‬وتيرة‭ ‬العولمة‭ ‬بضراوتها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬كافة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

وقد‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬عملي‭ ‬كباحث‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬ولكن‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬الميثاق‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬سبعة‭ ‬أعضاء،‭ ‬فإن‭ ‬حرص‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬ودعم‭  ‬أهدافها‭ ‬ومبادئها‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬بعد‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬الوحدة‭ ‬والتكتل‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬لدى‭ ‬كافة‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة‭ ‬العربية،‭ ‬وثانيها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬أهداف‭ ‬الجامعة‭ ‬للتنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬كافة‭ ‬فإن‭ ‬الجامعة‭ ‬قد‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬أيضاً‭ ‬تجاه‭ ‬قضيتي‭ ‬استقلال‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مثار‭ ‬نقاش‭ ‬مطول‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء‭ ‬العاملين‭ ‬بالجامعة،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليست‭ ‬سلطة‭ ‬فوقية‭ ‬تعلو‭ ‬الدول،‭ ‬ولكنها‭ ‬حاصل‭ ‬جمع‭ ‬إراداتها‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬يتوخى‭ ‬الباحثون‭ ‬الدقة‭ ‬خلال‭ ‬إعداد‭ ‬بحوث‭ ‬لتقييم‭ ‬دور‭ ‬الجامعة،‭ ‬وخاصة‭ ‬تجاه‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬بعض‭ ‬النزاعات‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬تعمل‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬وآخر‭ ‬عالمي‭ ‬به‭ ‬فرص‭ ‬وتحديات‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬ورابعها‭: ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬مقارنة‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مقترحات‭ ‬تطوير‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬البيئتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬سريعة‭ ‬التحول،‭ ‬وخامسها‭: ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬تجارب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬فمن‭ ‬التبسيط‭ ‬الشديد‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬الخطأ‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬المقدمات‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬واقع‭ ‬حال‭ ‬تجارب‭ ‬التكامل‭ ‬العربي،‭ ‬بمعنى‭ ‬أخرى‭  ‬فإن‭ ‬مقومات‭ ‬التكامل‭ ‬ومنها‭ ‬التاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬والهوية‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬تلقائياً‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬التكامل،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬متغيرات‭ ‬وسيطة‭ ‬تعكس‭ ‬مصالح‭ ‬مختلفة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الإسهاب‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الجامعة،‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬انطباعات‭ ‬تتوارد‭ ‬إلى‭ ‬الخاطر‭ ‬بمجرد‭ ‬دخول‭ ‬ذلك‭ ‬المبنى‭ ‬العتيق‭ ‬منها‭ ‬مسألة‭ ‬الهوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬حديث‭ ‬ونقاش‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬زملائي‭ ‬ليست‭ ‬كمصطلح‭ ‬يتردد‭ ‬ضمن‭ ‬الأعمال‭ ‬البحثية،‭ ‬ولكن‭ ‬شعورا‭ ‬تجسده‭ ‬صور‭ ‬الأمناء‭ ‬العامين‭ ‬للجامعة‭ ‬التي‭ ‬تزين‭ ‬جدرانها‭ ‬يمكن‭ ‬للزائر‭ ‬أن‭ ‬يلاحظها‭ ‬خلال‭ ‬التجول‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬الجامعة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬صور‭ ‬للاجتماعات‭ ‬الأولى‭ ‬للجامعة‭ ‬‮«‬قبيل‭ ‬الثورة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التصوير‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬صورة‭ ‬بها‭ ‬ألف‭ ‬معنى‭ ‬ومعنى‭ ‬وخلاصتها‭ ‬حرص‭ ‬قادة‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬الاجتماع‭ ‬والتشاور‭ ‬واتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬تستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الجسد‭ ‬العربي‭ ‬الواحد،‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬انتباهي‭ ‬محتويات‭ ‬مكتبة‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭  ‬المعلومات‭ ‬والتوثيق‭  ‬وتعمل‭ ‬كفريق‭ ‬عمل‭ ‬متكامل‭ ‬لتوثيق‭ ‬أخبار‭ ‬الجامعة‭ ‬وأعضائها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أرشيف‭ ‬صحفي‭ ‬نادر،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الوثائق‭ ‬والصور‭ ‬النادرة‭ ‬والطوابع‭ ‬البريدية‭ ‬وجميعها‭ ‬مصادر‭ ‬بحث‭ ‬أصلية‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تكوين‭ ‬رؤية‭ ‬علمية‭ ‬موضوعية‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬المهمة،‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬حرص‭ ‬العاملين‭ ‬بتلك‭ ‬الإدارة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬مديرتها‭ ‬المتميزة‭ ‬على‭ ‬الإلمام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مراجع‭ ‬وكتب‭ ‬وتصنيفها‭ ‬وتحديد‭ ‬احتياجات‭ ‬الباحث‭ ‬وتوفيره‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬الرصين‭ ‬الذي‭ ‬يستند‭ ‬إليه‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬لبحوثه‭ ‬وتقاريره‭ ‬بشكل‭ ‬علمي‭.‬

وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬أرشيف‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬أنشطتها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬ولكن‭ ‬تضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تتضمن‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬مغايرة‭ ‬بما‭ ‬يعطي‭ ‬الباحثين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭.‬

والحديث‭ ‬يطول‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أود‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬الباحثين‭ ‬العرب‭ ‬مدعوون‭ ‬لإجراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬حول‭ ‬الجامعة‭  ‬بشكل‭ ‬تحليلي‭ ‬عميق‭ ‬لكونها‭ ‬ستظل‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظهور‭ ‬مقترحات‭ ‬وترتيبات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تستند‭ ‬تلك‭ ‬البحوث‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬أصلية‭ ‬تمكن‭ ‬الباحث‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات،‭ ‬فالمسألة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تتجاوز‭ ‬البعد‭ ‬العسكري،‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذاتها‭ ‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬الأم‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬جيش‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬الفرصة‭ ‬أحياناً‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬بالتدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأزمات،‭ ‬والثاني‭: ‬انه‭ ‬عند‭ ‬مقارنة‭ ‬الجامعة‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬تحديد‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بكل‭  ‬تنظيم‭  ‬وتوازنات‭ ‬القوى‭ ‬بداخله‭ ‬وما‭ ‬تتيحه‭ ‬البيئة‭ ‬الدولية‭ ‬لتلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬لتؤدي‭ ‬دورها‭ ‬المنوط‭ ‬بها،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توجه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإحالة‭ ‬عدة‭ ‬ملفات‭ ‬إلى‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬نزاعات‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والثالث‭: ‬أهمية‭ ‬توخي‭ ‬الدقة‭ ‬عند‭ ‬تناول‭ ‬مسيرة‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬بيت‭ ‬العرب‭.‬

وآخراً‭ ‬وليس‭ ‬أخيراً‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬عند‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬حول‭ ‬الجامعة‭ ‬التعريف‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬وتطورها‭ ‬عبر‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة‭ ‬والدور‭ ‬المحوري‭ ‬لأمنائها‭ ‬العامين‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬أمين‭ ‬للجامعة‭ ‬وهو‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عزام‭ ‬باشا‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭.‬

إن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الجامعة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬تطبيق‭ ‬مضامين‭ ‬الميثاق‭ ‬الأممي‭ ‬في‭ ‬فصله‭ ‬الثامن‭ ‬فحسب‭ ‬ولكنها‭ ‬ستظل‭ ‬أساساً‭ ‬راسخاً‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬يتكامل‭ ‬مع‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية

‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا