العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تطلعات للرؤية الاقتصادية لعام 2050

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الأربعاء ١٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

أطلقت‭ ‬البحرين‭ ‬دعوة‭ ‬لصياغة‭ ‬رؤية‭ ‬2050‭ ‬شملت‭ ‬الدعوة‭ ‬الجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصياغة‭. ‬

وهذه‭ ‬بادرة‭ ‬ايجابية‭ ‬كانت‭ ‬كذلك‭ ‬نهجا‭ ‬اتبع‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الرؤية‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬دراسات‭ ‬ومشاركات‭ ‬مجتمعية‭ ‬وحوارات‭ ‬استمرت‭ ‬من‭ ‬2004‭ ‬وتمخضت‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬2030‭. ‬تلاها‭ ‬اصدار‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنفيذية‭ ‬في‭ ‬2009‭ ‬شملت‭ ‬الفترة‭ ‬إلى‭ ‬2014‭. ‬ان‭ ‬إطلاق‭ ‬الدعوة‭ ‬لصياغة‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬الرؤية‭ ‬الحالية‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬غاية‭ ‬أساسية‭ ‬وأهداف‭ ‬مستجدة‭ ‬جعلت‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ضروريا‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬تحولات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وقضايا‭ ‬ملحة‭ ‬وكذلك‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الاقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬تحتم‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الغاية‭ ‬والأهداف‭ ‬والتوجهات‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭. ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الدافع‭ ‬لوضع‭ ‬الرؤية‭ ‬2050‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬استشعار‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توجه‭ ‬جديد‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغتها‭ ‬ووضع‭ ‬أهداف‭ ‬ومستهدفات‭ ‬لها‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬وفاعلية‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ان‭ ‬يعمل‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬ابراز‭ ‬الغاية‭ ‬بتفصيل‭ ‬أكبر‭ ‬وتحديد‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭ ‬والأهداف،‭ ‬وطرح‭ ‬التساؤلات‭ ‬والتطلعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬اليها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭. ‬فمثلا‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬وما‭ ‬نشر‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬برزت‭ ‬بعض‭ ‬التطلعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬والرسمية‭. ‬فمثلا‭ ‬هناك‭ ‬قضايا‭ ‬وتحديات‭ ‬شغلت‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مثل‭ ‬البطالة‭ ‬ومستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومنها‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وسوق‭ ‬العمل،‭ ‬وتمكين‭ ‬والضرائب؛‭ ‬وثالثا‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬والموارد‭ ‬البحرية‭ ‬والثروة‭ ‬الطبيعية‭ ‬والسمكية‭ ‬والزراعة‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مجالات،‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بمستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬والثاني‭ ‬يتناول‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بخلق‭ ‬بيئة‭ ‬ينتعش‭ ‬فيها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بقطاعاته‭ ‬المختلفة؛‭ ‬والثالث‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬الطبيعية‭ ‬والثروات‭ ‬البحرية‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬اننا‭ ‬إزاء‭ ‬رؤية‭ ‬غايتها‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬للجميع‭ ‬وتقدم‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬اجتماعية‭ ‬بيئية‭. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المطلوب‭ ‬توظيفها‭ ‬وتنميتها‭ ‬والاهتمام‭ ‬بها‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2050؟‭ ‬وما‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬لتنمية‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬وتسخيرها‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات؟‭ ‬وما‭ ‬التوجه‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬يلبي‭ ‬متطلباتنا؟‭ ‬

نأمل‭ ‬ان‭ ‬تبدأ‭ ‬المسيرة‭ ‬في‭ ‬مرحلتها‭ ‬الأولى‭ ‬بتحليل‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬لمعرفة‭ ‬ماذا‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬وماذا‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬وابراز‭ ‬المعوقات‭ ‬والأسباب‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والمعوقات‭. ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬عميق‭ ‬للسياق‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وننتهي‭ ‬بتحديد‭ ‬التحديات‭ ‬وتعريف‭ ‬وشرح‭ ‬طبيعتها‭ ‬وتحديد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬اليها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬اليها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭. ‬كما‭ ‬نخرج‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬التعريفات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المسيرة‭. ‬أولا‭ ‬تعريف‭ ‬ما‭ ‬ذا‭ ‬نقصد‭ ‬بتقدم‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬الاتجاهات‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬التقدم؟‭ ‬ثانيا‭ ‬توضيح‭ ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬وما‭ ‬معايير‭ ‬هذا‭ ‬المستوى؟‭ ‬ثالثا‭ ‬تعريف‭ ‬وشرح‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬وما‭ ‬مقوماتها‭ ‬وابعادها؟‭ ‬رابعا‭ ‬تعريف‭ ‬البيئة‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمؤسسية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬لخلقها‭ ‬وما‭ ‬الجوانب‭ ‬المؤثرة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحسين؟‭ ‬خامسا‭ ‬ما‭ ‬المسار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬سيوفر‭ ‬لنا‭ ‬القدرات‭ ‬والموارد‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬واستغلال‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬المحيط‭ ‬المحلي‭ ‬والعربي‭ ‬والدولي؟‭ ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التنمية‭ ‬وماذا‭ ‬يعني‭ ‬النجاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا؟‭ ‬لذلك‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التحليل‭ ‬فهم‭ ‬السياق‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبه‭ ‬لتحديد‭ ‬القيم‭ ‬وتحليل‭ ‬التحديات‭ ‬وأسبابها‭ ‬ووضع‭ ‬المعايير‭ ‬والمؤشرات‭ ‬لمتابعة‭ ‬النجاح‭.‬

في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والمعوقات‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬ونتائج‭. ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬كل‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭. ‬ففي‭ ‬مرحلة‭ ‬التحليل‭ ‬التي‭ ‬سبقت،‭ ‬اتضحت‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ادت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭. ‬كذلك‭ ‬قد‭ ‬تبرز‭ ‬معوقات‭ ‬مشتركة‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬التحديات‭ ‬وبالتالي‭ ‬تكون‭ ‬المقاربة‭ ‬شمولية‭ ‬تطرح‭ ‬منظومة‭ ‬متماسكة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬والأهداف‭ ‬والإجراءات‭ ‬مدعومة‭ ‬بتوجه‭ ‬فكري‭ ‬واقتصادي‭/‬اجتماعي‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬جذور‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬ويمهد‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لنجاح‭ ‬المعالجات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬والفرص‭ ‬مباشرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬فيها‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تشمل‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القاعدة‭ ‬التمكينية‭ ‬للتنمية‭ ‬مثل‭ ‬سياسات‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والصحة‭ ‬وتنمية‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تشريعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬واجهزة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬السياسات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬توضع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬تقييم‭ ‬الإنجاز‭ ‬والأداء‭ ‬بموجبها،‭ ‬وأهم‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬ما‭ ‬يختص‭ ‬بتأثير‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وعلى‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتقدم‭ ‬المجتمعي‭. ‬أي‭ ‬ان‭ ‬تنتهي‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بمنظومة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬والمبادرات‭ ‬تعزز‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬مبهرة‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬بل‭ ‬مهم‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الإنجاز‭ ‬متناغما‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب‭ ‬لتحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭.‬

المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬وهي‭ ‬الأهم،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تحويل‭ ‬السياسات‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬تنفيذية‭ ‬وبرامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬ومشاريع‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬متعاقبة‭ ‬خمسية‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬يجري‭ ‬تقييم‭ ‬إنجازها‭ ‬وأدائها‭ ‬ومراجعته‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬اليها،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭. ‬في‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬علينا‭ ‬الاهتداء‭ ‬بمقولة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حين‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬نسعى‭ ‬نحو‭ ‬تنمية‭ ‬إنسانية‭ ‬مجتمعية‭ ‬اقتصادية‭ ‬هدفها‭ ‬الإنسان‭. ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬ومتابعة‭ ‬النتائج‭ ‬هي‭ ‬المرحلة‭ ‬الأهم‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬المراحل‭ ‬مهم‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬التناغم‭ ‬والتكامل‭ ‬أولا‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬السياسات‭ ‬المقررة،‭ ‬وثانيا‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬والمبادرات،‭ ‬وتجنب‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬أي‭ ‬منها‭. ‬كذلك‭ ‬نتمنى‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الناتج‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬من‭ ‬جوانبه‭ ‬الثلاثة‭ (‬الإنتاج‭ ‬والدخل‭ ‬والتوزيع‭) ‬معا،‭ ‬وفق‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬المراحل‭ ‬السابقة،‭ ‬ووفق‭ ‬التعاريف‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬مرحلة‭ ‬التحليل‭ ‬لمعنى‭ ‬التقدم‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمجتمع‭. ‬كذلك‭ ‬تأكيد‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نكرسها‭ ‬والتغيرات‭ ‬المؤسسية‭ ‬الداعمة‭ ‬لهذه‭ ‬المشاركة‭ ‬لتكون‭ ‬فاعلة‭ ‬ومكملة‭ ‬للجهد‭ ‬الحكومي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭. ‬أي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مبادرات‭ ‬وإجراءات‭ ‬تعنى‭ ‬بقضية‭ ‬التوزيع‭ ‬وليس‭ ‬الإنتاج‭ ‬والدخل‭ ‬فقط‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬التوزيع‭ ‬تتحقق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والرفاه‭ ‬والضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬وفرصة‭ ‬أكبر‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاهداف‭ ‬المجتمعية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬

drmekuwaiti@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا