العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الحرب في غزة وأوكرانيا.. مأزق بايدن المزدوج!

بقلم: عبد الله السناوي

الجمعة ١٥ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬حربي‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وغزة‭ ‬يجد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬مأزق‭ ‬مزدوج‭ ‬قد‭ ‬يكلفه‭ ‬خسارة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل‭.‬

المأزق‭ ‬المزدوج‭ ‬إخفاق‭ ‬مؤكد‭ .‬في‭ ‬الحربين‭ ‬طرح‭ ‬سؤال‭ ‬مستقبل‭ ‬النظامين‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭.‬

بحكم‭ ‬النتائج‭ ‬الماثلة‭ ‬يصعب‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬رهاناته‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬أمريكية‭ ‬منفردة‭ ‬للنظام‭ ‬الدولي‭ ‬وهيمنة‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬مقادير‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭.‬

المفارقات‭ ‬سمة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬مقاربة‭ ‬للحربين‭ .‬لم‭ ‬يبد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬‮«‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‮»‬‭ ‬أي‭ ‬تعاطف‭ ‬بأية‭ ‬درجة‭ ‬مع‭ ‬الضحية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لم‭ ‬يتردد‭ ‬للحظة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ولم‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تقتيلا‭ ‬وتجويعا‭ ‬واستهدافا‭ ‬لأية‭ ‬مقومات‭ ‬حياة‭.‬

بالمقابل‭ ‬مانع‭ ‬أغلب‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تعاطف‭ ‬مع‭ ‬الدعايات‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأوكرانيا‭.‬

كانت‭ ‬دواعيهم‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والغرب‭ ‬كله،‭ ‬لا‭ ‬يوثق‭ ‬في‭ ‬مواقفهم‭ ‬حين‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تنسب‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقيمها‭. ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬مفارقة‭ ‬صارخة،‭ ‬لكنها‭ ‬كاشفة‭ ‬لنوع‭ ‬وحجم‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الدولي‭ ‬وفجوات‭ ‬الثقة‭ ‬المتراكمة‭.‬

في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬بالضبط،‭ ‬بدا‭ ‬التحشيد‭ ‬الإعلامي‭ ‬هيستيريا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬منع‭ ‬تدريس‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيطالية‭ ‬ووقف‭ ‬أية‭ ‬عروض‭ ‬بالية‭ ‬تنتسب‭ ‬إلى‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬الروسي‭.‬

قيل‭ ‬في‭ ‬نقد‭ ‬ذلك‭ ‬الهوس‭ ‬إنهم‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬‮«‬بوشكين‮»‬‭ ‬و«بوتين‮»‬‭ !‬بمضي‭ ‬الوقت‭ ‬وتطورات‭ ‬المعارك‭ ‬خفتت‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬الاستئصالية‭ ‬بحمولات‭ ‬الجهل‭ ‬فيها‭.‬

ارتفعت‭ ‬أصوات‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬تحذر‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬إذلال‭ ‬روسيا‭ ‬وعواقبها‭ ‬الوخيمة‭. ‬العكس‭ ‬تماما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬لاقت‭ ‬السردية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬رواجا‭ ‬إعلاميا‭ ‬واسعا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتهاوى‭ ‬حملات‭ ‬التشهير‭ ‬بالمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬أفضت‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬التي‭ ‬ثبت‭ ‬عدم‭ ‬صحتها‭ ‬عن‭ ‬فظائع‭ ‬ارتكبت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬إلى‭ ‬انقلاب‭ ‬في‭ ‬بوصلة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الغربي‭.‬

كما‭ ‬أفضت‭ ‬مشاهد‭ ‬التقتيل‭ ‬والتدمير‭ ‬المروعة‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬مشاعر‭ ‬إنسانية‭ ‬عميقة‭ ‬تطلب‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ .‬لعبت‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬أدوارا‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬إطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الغربي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بتاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬ومأساته‭.‬

خرجت‭ ‬تظاهرات‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬الحواضر‭ ‬الغربية‭ ‬الكبرى‭ ‬تؤيد‭ ‬الضحية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬نكبة‭ (‬1948‭). ‬

أحيت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعد‭ ‬الظن‭ ‬بأنها‭ ‬توارت‭ ‬للأبد‭ ‬ودخلت‭ ‬طي‭ ‬النسيان‭. ‬هزمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬استراتيجيا‭ ‬وأخلاقيا‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتائج‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الميدان‭.‬

لم‭ ‬تحدث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التفاعلات‭ ‬الشعبية‭ ‬داخل‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬الأوكرانية‭. ‬عندما‭ ‬أقدم‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬العملية‭ ‬الخاصة‭ ‬ربما‭ ‬اعتقد‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬قصيرة‭ ‬وحاسمة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬فوارق‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

بنى‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬أسبابه‭ ‬للتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬أمنية‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭. ‬كان‭ ‬رفضه‭ ‬قاطعا‭ ‬لوجود‭ ‬تمركزات‭ ‬لحلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬حدوده‭ ‬المباشرة،‭ ‬بعكس‭ ‬التعهدات‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مقابل‭ ‬اعتراف‭ ‬موسكو‭ ‬بوحدة‭ ‬الألمانيتين‭ ‬مطلع‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬حسابات‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬دقيقة،‭ ‬فقد‭ ‬استغل‭ ‬الغرب‭ ‬ذلك‭ ‬التدخل‭ ‬لتوريط‭ ‬بلاده‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬المستنقع‭ ‬الأفغاني،‭ ‬الذي‭ ‬أفضت‭ ‬تداعياته‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭.‬

انخرط‭ ‬التحالف‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بذريعة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬مما‭ ‬يحيق‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬تشريد‭ ‬وجرائم‭. ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬وفرته‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬غطاء‭ ‬استراتيجي‭ ‬شبه‭ ‬مطلق‭ ‬لآلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للمضي‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬حياة‭ ‬وأمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬هدمت‭ ‬بيوتهم‭ ‬وجرت‭ ‬بحقهم‭ ‬حروب‭ ‬إبادة‭ ‬وتجويع‭.‬

استخدمت‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لمنع‭ ‬استصدار‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يوقف‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬سوى‭ ‬مواجهة‭ ‬بالسلاح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومنع‭ ‬أي‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬أمام‭ ‬دولها‭ ‬لاكتساب‭ ‬استقلال‭ ‬قرارها‭ ‬الوطني‭. ‬بنظرة‭ ‬مقاربة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬موضوع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬ضحيته‭.‬

موضوع‭ ‬الصراع‭ ‬مستقبل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭ ‬فيه‭ .‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬ترميم‭ ‬صورة‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬الوحيدة‭ ‬رافعا‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬عادت‮»‬‭.‬

أعاد‭ ‬ترميم‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كاد‭ ‬يتقوض‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬سلفه‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬حين‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬حلفائه‭ ‬أن‭ ‬يتحملوا‭ ‬تكاليف‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬رافعا‭ ‬شعار‭: ‬‮«‬الدفع‭ ‬مقابل‭ ‬الأمن‮»‬‭.‬

مشكلة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬أفرط‭ ‬بالتوجه‭ ‬العكسي‭. ‬أقحم‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تمويلا‭ ‬وتسليحا‭ ‬وتدريبا‭ ‬وانخراطا‭ ‬استخباراتيا‭ ‬بالعمليات‭ ‬العسكرية،‭ ‬لكن‭ ‬النتائج‭ ‬لم‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الرهانات‭.‬

فشلت‭ ‬عملية‭ ‬الهجوم‭ ‬المضاد‭ ‬الأوكراني‭ ‬في‭ ‬إحراز‭ ‬اختراق‭ ‬عسكري‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬روسيا‭. ‬ترنحت‭ ‬الرهانات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بينما‭ ‬أثبتت‭ ‬روسيا‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التماسك‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬توقع‭ ‬مسبق‭ ‬أمام‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القاسية،‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭.‬

تضررت‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬أثار‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أدوارها‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي،‭ ‬لكنها‭ ‬أيدت‭ ‬وتعاطفت‭ ‬وتبنت‭ ‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬دولية‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الدبلوماسية‭.‬

باليقين‭ ‬فإنها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬التورط‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬واستحكام‭ ‬مأزق‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬الداخلي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اتساع‭ ‬المعارضة‭ ‬داخل‭ ‬حزبه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للسياسة‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭.‬

على‭ ‬مشارف‭ ‬العام‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تقوضت‭ ‬نهائيا‭ ‬‮«‬رهانات‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬على‭ ‬نصر‭ ‬ما‭. ‬أي‭ ‬سلام‭ ‬ممكن‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬اعترافا‭ ‬بالهزيمة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬التراجع‭ ‬المرجح‭ ‬للمساعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والأوروبية‭ ‬بضغط‭ ‬النواب‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬بدأت‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬مفاوضات‭ ‬محتملة‭ ‬تعنى‭ ‬‮«‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‮»‬‭.‬

هكذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لـ«بايدن‮»‬‭ ‬التراجع‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭. ‬هذا‭ ‬مأزق‭ ‬محكم‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يعترضه‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬عزة‭ ‬مأزق‭ ‬آخر‭ ‬أكثر‭ ‬إحكاما‭.‬

لا‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬تصوراته‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لليوم‭ ‬التالي،‭ ‬ولا‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تفلت‭ ‬فرص‭ ‬التهدئة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬فتستحكم‭ ‬أزمته‭ ‬الداخلية‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬المأزق‭ ‬المزدوج‭ ‬سوف‭ ‬يتقرر‭ ‬مصيره‭ ‬الانتخابي،‭ ‬كما‭ ‬رهانه‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬منفردة‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقد‭ ‬يخسر‭ ‬بالوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أي‭ ‬رهان‭ ‬على‭ ‬شرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭ ‬تلغى‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬خرائطه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬جوهر‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬الإقليم‭ ‬ومستقبله‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا