العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حرب غزة تكشف عدم أهمية أوروبا الجيوسياسية في الشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٥ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬خرج‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬المدن‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأمريكية،‭ ‬مثل،‭ ‬‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬و«باريس‮»‬،‭ ‬و«برلين‮»‬،‭ ‬و‮«‬روما‮»‬،‭ ‬و«واشنطن‮»‬،‭ ‬و«نيويورك»؛‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬غضبهم،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬لإدانة‭ ‬وهن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬حكوماتهم،‭ ‬التي‭ ‬رفض‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬انتقاد‭ ‬جرائم‭ ‬وانتهاكات‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعراب‭ ‬دول،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إسبانيا‮»‬،‭ ‬و«بلجيكا‮»‬،‭ ‬و‮«‬إيرلندا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬تعاطفها‭ ‬مع‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحاصرين‭ ‬داخل‭ ‬غزة،‭ ‬ودعوتها‭ ‬إلى‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتنديد‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬منسق‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬وإقراره‭ ‬بما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الآن؛‭ ‬فقد‭ ‬رفض‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬والعواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى‭ ‬الأكثر‭ ‬نفوذاً،‭ ‬نداءات‭ ‬شعوبهم،‭ ‬ورفضوا‭ ‬مساءلة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الثنائي،‭ ‬أو‭ ‬أمام‭ ‬التجمعات‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الأمن‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬رأي‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬لينش‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إخفاقات‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني،‭ ‬و«إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬و«أولاف‭ ‬شولتز‮»‬،‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني،‭ ‬و«أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية؛‭ ‬قد‭ ‬أضرت‭ ‬بشدة‭ ‬‮«‬بسمعة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬اعتزت‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬كمدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المشاعر‭ ‬العامة‭ ‬تجاه‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬كقوة‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬تحطمت»؛‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬أظهرتا‭ ‬ازدواجية‭ ‬صارخة‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬الأوكرانيين‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬القوة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الطاغية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم؛‭ ‬دأبت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬،‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬نفوذها؛‭ ‬ثقافيا،‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬وسياسيا‭. ‬ويتجلى‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬بريطانيا‮»‬‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬و«ألمانيا‮»‬‭ ‬الخامس،‭ ‬و«فرنسا‮»‬‭ ‬السادس،‭ ‬و«سويسرا‮»‬‭ ‬الثامن،‭ ‬و«إيطاليا‮»‬‭ ‬التاسع،‭ ‬و«إسبانيا‮»‬،‭ ‬الحادي‭ ‬عشر،‭ ‬‮«‬السويد‮»‬،‭ ‬الثاني‭ ‬عشر،‭ ‬و«هولندا‮»‬،‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭. ‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬سويسرا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬ومواقع‭ ‬العمل‮»‬،‭ ‬و«ألمانيا‮»‬،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الأفضل‭ ‬لشراء‭ ‬المنتجات‭ ‬والخدمات،‭ ‬و«بريطانيا‮»‬،‭ ‬للجامعات‭ ‬والدراسة،‭ ‬و«إيطاليا‮»‬،‭ ‬للسياحة‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ«تيموثي‭ ‬جارتون‭ ‬آش‮»‬،‭ ‬و«إيفان‭ ‬كراستيف‮»‬،‭ ‬و‮«‬مارك‭ ‬ليونارد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬أوروبا‭ ‬تمتلك‭ ‬‮«‬احتياطيات‭ ‬وفيرة‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬منازعتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬تحققت‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الاستثمارات‭ ‬الضخمة‭ ‬المخصصة‭ ‬للتنمية‮»‬،‭ ‬و‮«‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والسياسي‭ ‬النشط‭ ‬لمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬المانح‭ ‬الأول‭ ‬عالميًا‭ ‬لبرامج‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬وتعهدت‭ ‬بتقديم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ (‬2021-2007‭)‬،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬أوروبا‭ ‬العالمية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬توفر‭ ‬‮«‬دعمًا‭ ‬للأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬والسياسي،‭ ‬بمناطق،‭ ‬مثل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬لأوروبا‭ ‬‮«‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬الشعوب‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬أثناء‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬توتر‭ ‬هذه‭ ‬الروابط‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬سارة‭ ‬نيومان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬مودرن‭ ‬دبلوماسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬بددت‭ ‬آمال‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬سلمي‭ ‬وبنَّاء‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬أوقفت‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬عمدا‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬المدنية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المعايير‭ ‬المزدوجة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬حكومات‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا‭ ‬تجاه‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬و‮«‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬والتخلي‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬فلسطين‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أدانت‭ ‬‮«‬الدول‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬روسيا‭ ‬بشدة،‭ ‬وقيّدت‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬أسواقها‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬عقوبات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬وتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وإنسانية‭ ‬للأوكرانيين‭ ‬بقيمة‭ ‬96‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬واتهام‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬ونصف،‭ ‬دعمت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬نفسها،‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ -‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تزايد‭ ‬أعداد‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬‭ ‬وترددت‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬أي‭ ‬انتقادات‭ ‬قوية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬هجماتها‭ ‬العسكرية‭.‬

وفي‭ ‬تناقض‭ ‬واضح‭ ‬مع‭ ‬التمويل‭ ‬الهائل‭ ‬المقدم‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬فصاعدًا؛‭ ‬اتخذت‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬عند‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في2023‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬ألمانيا‮»‬،‭ ‬و«السويد‮»‬،‭ ‬و«سويسرا‮»‬،‭ ‬و‮«‬فنلندا‮»‬،‭ ‬و«الدنمارك‮»‬،‭ ‬و«النمسا‮»‬‭ ‬‭ ‬قرارات‭ ‬لمراجعة‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬تمويلها‭ ‬لمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمزاعم‭ ‬أدانتها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬ووصفتها‭ ‬بـ«الادعاءات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬تحويل‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬حذرت‭ ‬‮«‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مصداقية‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬تضررت‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬والتجمع‭ ‬للأشخاص‭ ‬والجماعات،‭ ‬التي‭ ‬تحتج‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬اعتماد‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬،‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬تأثيرها‭ ‬الثقافي‭ ‬والتزامها،‭ ‬المفترض،‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومبادئ‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬فإن‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أخلاقي‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب،‭ ‬يوجه‭ ‬ضربة‭ ‬قاسمة‭ ‬إلى‭ ‬سمعتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬العالمية‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬كونيشني‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬‮«‬صدمة‮»‬‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬‭ ‬باستثناء‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬‭ ‬حيال‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وفي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأوروبيين‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتبنون‭ ‬سياسة‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬استخدامهم‭ ‬لقوتهم‭ ‬الناعمة،‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬إشكالية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجتها‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬ألمانيا‮»‬،‭ ‬و«فرنسا‮»‬،‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«بريطانيا‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬واتخاذهما‭ ‬‮«‬مواقف‭ ‬إيجابية‮»‬،‭ ‬حيال‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬كان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬متحدا‮»‬،‭ ‬خلف‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وظهرت‭ ‬عواقب‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتخاذل‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تنظر‭ ‬بها‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬

وأظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬شمل‭ ‬8000‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬مدى‭ ‬صدمة‭ ‬مواطني‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬الأوروبية‭ ‬حيال‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاستمرار‭ ‬العدوان،‭ ‬فليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬94%‭ ‬من‭ ‬المستطلع‭ ‬آراؤهم‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الأمريكي‭ ‬كان‭ ‬سيئًا‭ ‬للغاية‭ ‬بنسبة‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ (‬82%‭). ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬كانت‭ ‬النظرة‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬فرنسا‮»‬،‭ ‬‮«‬سيئة‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬سيئة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ (‬79%‭)‬؛‭ ‬أما‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«ألمانيا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬سيئة‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ (‬78%‭). ‬ومع‭ ‬ارتباط‭ ‬مواقف‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بـ«واشنطن‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬فيها‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬مصير‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقبلية،‭ ‬بنسب‭ ‬تراوحت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬65%‭ ‬و94%‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الرفض‭ ‬المجتمعي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬حيال‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬العلاقات‭ ‬الأوروبية‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يتم‭ ‬معاملة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬كمحاورين‭ ‬مهمين‭ ‬طالما‭ ‬أنهم‭ ‬باتوا‭ ‬لا‭ ‬يضيفون‭ ‬أدنى‭ ‬قيمة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‮»‬،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬السجناء‭ ‬السياسيين،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬تدخلها‭ ‬المستقبلي‭ ‬قد‭ ‬‮«‬يعرض‭ ‬قضايا‭ ‬هؤلاء‭ ‬السجناء‭ ‬للخطر،‭ ‬جراء‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬مزدوجة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أوقفت‭ ‬‮«‬ألمانيا‮»‬،‭ ‬تمويل‭ ‬مشروع‭ ‬مناهضة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالنساء،‭ ‬الذي‭ ‬تنفذه‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مصر؛‭ ‬اعتراضا‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ومقاطعة‭ ‬البضائع‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬جمدت‭ ‬‮«‬المبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬للحقوق‭ ‬الشخصية‮»‬،‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬برلين‮»‬،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬توقعات‭ ‬تآكل‭ ‬النفوذ‭ ‬التاريخي‭ ‬لأوروبا؛‭ ‬بسبب‭ ‬ردود‭ ‬فعلها‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ولمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الفشل،‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخطوة‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬بالمشكلة‮»‬،‭ ‬والكيفية‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬بها‭ ‬سياسات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬أوروبا‭ ‬لسمعتها‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬‮«‬ستتطلب‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬و«تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الثابت‭ ‬لمؤسسات،‭ ‬مثل‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعترافه‭ ‬بأن‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬احتمالًا‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حث‭ ‬المانحين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬للمنظمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬شروطهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبهم،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬جارتون‭ ‬آش‮»‬،‭ ‬و«كراستيف‮»‬،‭ ‬و«ليونارد‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬تبدو‭ ‬وكأنها‭ ‬‮«‬عالقة‭ ‬بين‭ ‬استراتيجيتين‭ ‬متعارضتين‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬كيفية‭ ‬تفاعلها‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬ترغب‭ ‬حكوماتها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬في‭ ‬‮«‬التمسك‭ ‬بفكرة‭ ‬عالم‭ ‬ثنائي‭ ‬القطب‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيات،‭ ‬مقابل‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬الراهنة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬سيكونون‭ ‬بذلك‭ ‬شركاء‭ ‬مقربين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يتعهدون‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬أيضًا‭ ‬بتبني‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬‮«‬الاستقلال‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬الخاص‭ ‬بهم‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬‮«‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬أوروبا‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬توحيدها‮»‬‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬خلصت‭ ‬‮«‬نيومان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬حيال‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬لغزة،‭ ‬‮«‬كشف‭ ‬عدم‭ ‬أهمية‭ ‬أوروبا‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬ومدى‭ ‬فشل‭ ‬حكوماتها‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلة،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الموقف‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الصحيح‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬ظهرت‭ ‬‮«‬المعايير‭ ‬المزدوجة‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬بارز‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬قدرة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بوسائل‭ ‬القوة‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬لينش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالواجب‭ ‬الأخلاقي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لن‭ ‬يعني‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬خدماتها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬له‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬تهاوي‭ ‬نفوذ‭ ‬الأوروبيين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬بريجيت‭ ‬هيرمانز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬جنت‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬انتقاد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لها،‭ ‬فإن‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬سوف‭ ‬تتلاشى‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا