العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تباين الآراء بين الأجيال في الغرب حيال الحرب في غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

تاريخيًّا،‭ ‬كانت‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تمثل‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬العام‭. ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬رأى‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للبحوث‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أن‭ ‬العمر‭ ‬أصبح‭ ‬يشكل‭ ‬أكبر‭ ‬الانقسامات‭ ‬الديموغرافية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬البريطانية‭. ‬وتتجلى‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬وأوروبا‭ ‬أيضا،‭ ‬ففي‭ ‬الانتخابات‭ ‬الوطنية‭ ‬يفضل‭ ‬الناخبون‭ ‬الأصغر‭ ‬سنًا،‭ ‬دعم‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليسارية‭ ‬والقضايا‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬بينما‭ ‬يميل‭ ‬الأكبر‭ ‬سنًا‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الأحزاب‭ ‬المحافظة‭.‬

وتنعكس‭ ‬المواقف‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الداخلية،‭ ‬مثل‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والإصلاح‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬على‭ ‬مجال‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭. ‬ففي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أكد‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬مجلس‭ ‬شيكاغو‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية،‭ ‬أن‭ ‬أجيالا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لديهم‭ ‬تصورات‭ ‬متناقضة‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬بلادهم‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمواقف‭ ‬المواطنين‭ ‬الغربيين‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ -‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭- ‬تشير‭ ‬البيانات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬يظهرون‭ ‬ميلًا‭ ‬نحو‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بينما‭ ‬يتعاطف‭ ‬الشباب‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬اعترضوا‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬حكوماتهم‭ ‬تجاه‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬المظاهرات‭ ‬الحاشدة‭. ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬انتخابات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬رأت‭ ‬إيمي‭ ‬ماكينون،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬قد‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭.‬

وهناك‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭ ‬يتجلى‭ ‬عند‭ ‬تحليل‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬الغربيين‭ ‬حيال‭ ‬قضايا‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وهو‭ ‬مستوى‭ ‬الجهل‭ ‬الشديد،‭ ‬أو‭ ‬اللامبالاة‭ ‬المتعمدة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الدولي‭ ‬والإنساني‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تلقي‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬تغطية‭ ‬إعلامية،‭ ‬وتكرار‭ ‬الإدانات‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬والحكومات‭ ‬والمحللين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬يجدون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬وتحديد‭ ‬أهميتها‭. ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬لمى‭ ‬الباز،‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬شيكاغو‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين؛‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الصامت‭ (‬الذين‭ ‬ولدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1945‭)‬،‭ ‬والجيل‭ ‬الذي‭ ‬يليهم‭ (‬من‭ ‬مواليد‭ ‬عام‭ ‬1996‭)‬،‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬التوزيع‭ ‬العمري‭ ‬للسكان،‭ ‬فإن‭ ‬72%‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ (‬الذين‭ ‬وُلدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1945‭)‬،‭ ‬و65%‭ ‬من‭ ‬الذين‭ (‬وُلدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1964‭)‬،‭ ‬و55%‭ ‬من‭ ‬الذين‭ (‬وُلدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1980‭)‬،‭ ‬يرون‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬يعتقد‭ ‬59%‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ (‬وُلدوا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1980‭ ‬و1997‭)‬،‭ ‬و65%‭ ‬من‭ ‬الذين‭ (‬وُلدوا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1997‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬بلادهم‭ ‬ليست‭ ‬الأعظم‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬64%‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ (‬ولدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام1980‭)‬،‭ ‬يؤمنون‭ ‬بـالاستثناء‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬والاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬القيم‭ ‬والنظام‭ ‬السياسي‭ ‬والتطور‭ ‬التاريخي‭ ‬لبلادهم‭ ‬يميزها‭ ‬عن‭ ‬الآخرين؛‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬الباز،‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬أقل‭ ‬اقتناعا‭ ‬بهذه‭ ‬الفرضية،‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬37%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المولودين‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬بذلك‭. ‬فيما‭ ‬تبين‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬أقل‭ ‬تفضيلًا‭ ‬لوجود‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وأكثر‭ ‬رفضا‭ ‬لاستخدام‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوافق‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬بشأن‭ ‬أهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬بلادهم‭ ‬في‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتجارة،‭ ‬وتقنين‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬الصلة‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬الباز،‭ ‬بين‭ ‬فخر‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الأكبر‭ ‬سنا‭ ‬بدور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وسياستها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬تجاوزوا‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬يظهرون‭ ‬دعمًا‭ ‬أكثر‭ ‬للعلاقات‭ ‬الأمنية‭ ‬لبلادهم‭ ‬مع‭ ‬اليابان،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتايوان‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬الموقف‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فإن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الأمريكيين‭ -‬الأكبر‭ ‬سنًا‭ ‬والأصغر‭ ‬سنًا‭- ‬يؤيدون‭ ‬علاقة‭ ‬واشنطن‭ ‬الأمنية‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الفئتين‭ ‬لتوصل‭ ‬بلادهم‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭. ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬أشار‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬وكالة‭ ‬سافانتا،‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬مهتمون‭ ‬برئاسة‭ ‬ثانية‭ ‬لدونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬بريطانيا‭.‬

وتتجلى‭ ‬الانقسامات‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬بهذه‭ ‬التقييمات‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ذكرت‭ ‬لورين‭ ‬غامبينو،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬حركة‭ ‬التضامن‭ ‬المتنامية‭ ‬مع‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقادوا‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المدن،‭ ‬معبرين‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭. ‬ورأى‭ ‬شبلي‭ ‬تلحمي،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ميريلاند،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تغييرا‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يفكر‭ ‬بها‭ ‬الشباب‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬مع‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬منهم‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬بايدن،‭ ‬مؤيد‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أعمق‭ ‬تحول‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭. ‬وفي‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬وكلية‭ ‬سيينا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر2023،‭ ‬سجل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬عدم‭ ‬رضاهم‭ ‬إزاء‭ ‬تعامل‭ ‬رئيسهم‭ ‬مع‭ ‬الأزمة،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقتل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عمدًا؛‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬عارضوا‭ ‬توفير‭ ‬بلادهم‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لها‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬وجد‭ ‬مجلس‭ ‬شيكاغو‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ (‬الذين‭ ‬وُلدوا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1980‭) ‬يدعمون‭ ‬العلاقة‭ ‬الأمنية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭. ‬بينما‭ ‬يوافق‭ ‬56%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬وُلدوا‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬أوضح‭ ‬تلحمي،‭ ‬أن‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬جامعة‭ ‬ميريلاند،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬فبراير2024،‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬58%‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬بينما‭ ‬يعتقد‭ ‬7%‭ ‬فقط‭ ‬أنها‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭.‬

وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬يوجوف،‭ ‬أن‭ ‬66%‭ ‬من‭ ‬البريطانيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقف‭ ‬أعمالها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأن‭ ‬44%‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و24‭ ‬عاما،‭ ‬تعاطفوا‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مقابل‭ ‬11%‭ ‬فقط‭ ‬انحازوا‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وبالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬تبلغ‭ ‬أعمارهم‭ ‬65‭ ‬عاما‭ ‬فما‭ ‬يزيد،‭ ‬فإن‭ ‬32%‭ ‬منهم‭ ‬يؤيدون‭ ‬إسرائيل،‭ ‬و19%‭ ‬فقط‭ ‬يؤيدون‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وتعكس‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬أيضا‭ ‬آراء‭ ‬الناخبين‭ ‬السياسيين،‭ ‬حيث‭ ‬يدعم‭ ‬أنصار‭ ‬المحافظين،‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ (‬بنسبة‭ ‬34%‭ ‬مقابل‭ ‬12%‭)‬،‭ ‬ويتعاطف‭ ‬مؤيدو‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬بنسبة‭ ‬47%‭ ‬مقابل‭ ‬9%‭). ‬ووجدت‭ ‬سافانتا‭ ‬للأبحاث،‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‭ ‬يعتقدون‭ -‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الأخرى‭- ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ذاتها‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬العامة‭ ‬الألمانية،‭ ‬أن‭ ‬61%‭ ‬من‭ ‬الألمان‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كشفت‭ ‬يوجوف،‭ ‬أن‭ ‬ألمانيا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬تأييدًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬والأكثر‭ ‬تعاطفا‭ ‬معها‭ ‬بنسبة‭ ‬تأييد‭ ‬29%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ12%‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬إسبانيا‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬تأييدا‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بنسبة‭ ‬27%‭. ‬ورغم‭ ‬تزايد‭ ‬التعاطف‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬فإن‭ ‬معدل‭ ‬تأييدهم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نظيره‭ ‬حيال‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬احتجاجات‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬ضد‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬حكوماتهم‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يصبح‭ ‬تأثير‭ ‬الانقسامات‭ ‬الديموغرافية‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭. ‬ففي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬شهدت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬مقاطعة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬لبايدن،‭ ‬مع‭ ‬رفض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حزبه‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ميشيجان،‭ ‬وحدها،‭ ‬اختياره‭ ‬لولاية‭ ‬أخرى‭. ‬وتاريخيا،‭ ‬يُعتبر‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬ميشيجان،‭ ‬مؤشرا‭ ‬للفوز‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كلها‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬فاز‭ ‬فيها‭ ‬ترامب‭ ‬بفارق‭ ‬11‭ ‬ألف‭ ‬صوت‭ ‬فقط‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬بايدن‭ ‬بنحو‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬صوت‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬بالولاية،‭ ‬فقد‭ ‬وصف‭ ‬مايكل‭ ‬كوكس،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تترجم‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬لترامب‭. ‬ورأت‭ ‬سالي‭ ‬هاول،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ميشيجان،‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قلقًا،‭ ‬إزاء‭ ‬حجم‭ ‬المعارضة‭ ‬لسياسات‭ ‬إدارته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحالية،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬القادمة‭.‬

وفي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬سلط‭ ‬فوز‭ ‬جورج‭ ‬غالاوي،‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬روتشديل‭ -‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬بريطانيا‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭- ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لتوقعات‭ ‬بانتصار‭ ‬ساحق‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ؛‭ ‬بسبب‭ ‬تناقض‭ ‬تصريحات‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحرب‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬كريس‭ ‬ماسون،‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬الـ‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومعارضة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البريطاني‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬غزة؛‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬من‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقرر‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانقسامات‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬المختلفة‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الوطنية‭ ‬المقبلة،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وأوروبا‭ ‬محاطة‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الجهل‭ ‬واللامبالاة‭. ‬ولإثبات‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬تلحمي،‭ ‬أن‭ ‬41%‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الأمريكية‭ ‬لا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬بلادهم،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يراقبون‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬معلومات‭ ‬كافية‭ ‬عنها،‭ ‬وعندما‭ ‬سُئلوا‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬مبررة‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬قال‭ ‬42%‭ ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬ليكون‭ ‬لديهم‭ ‬رأي،‭ ‬وأيد‭ ‬ثلث‭ ‬المشاركين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والربع‭ ‬الآخر‭ ‬وقف‭ ‬ضدها‭. ‬

وفي‭ ‬بريطانيا،‭ ‬أوضح‭ ‬استطلاع‭ ‬يوجوف،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ذكر‭ ‬28%‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬أنهم‭ ‬يتعاطفون‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬16%‭ ‬عن‭ ‬انحيازهم‭ ‬للإسرائيليين،‭ ‬وأيد‭ ‬24%‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬بالتساوي،‭ ‬وأشار‭ ‬34%،‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬أدنى‭ ‬مشاعر‭ ‬حيال‭ ‬الطرفين‭. ‬وبالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬قدرة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬طبيعة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياتها،‭ ‬إذ‭ ‬تبلغ‭ ‬41%‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬و34%‭ ‬في‭ ‬إيطاليا،‭ ‬و46%‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬و33%‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬حيال‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬وتشريد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة؛‭ ‬ستكون‭ ‬مهمة‭ ‬لتحديد‭ ‬مصير‭ ‬الانتخابات‭ ‬الوطنية‭ ‬القادمة،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مشاعر‭ ‬التعاطف‭ ‬المتزايد‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬وحشية‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬التصورات‭ ‬الأوسع‭ ‬حيال‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬لكل‭ ‬الأعراف‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المدنيين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نيتها‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬بأشد‭ ‬آليات‭ ‬القوة‭ ‬والترهيب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا