العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج تقود النهوض بحقوق المرأة وفرصها في الشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٢ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

يوافق‭ ‬يوم‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬قالت‭ ‬مارسي‭ ‬غروسمان،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إن‭ ‬الوقت‭ ‬مُناسب‭ ‬الآن‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وفيما‭ ‬أحرز‭ ‬من‭ ‬تقدم،‭ ‬والإقرار‭ ‬بالتحديات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة؛‭ ‬لخلق‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬إنصافا‭. ‬وقيّم‭ ‬بول‭ ‬سالم،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬عملية‭ ‬تمكينها‭ ‬وتحريرها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬تحولًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬احتمال‭ ‬مضاعفة‭ ‬المدخلات‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والنهوض‭ ‬بسكان‭ ‬المنطقة‭ ‬المتعلمين،‭ ‬وجلب‭ ‬تجارب‭ ‬ورؤى‭ ‬جديدة‭ ‬لتشكيل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬سيتمحور‭ ‬حول‭ ‬المرأة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬أدوارها‭ ‬محليًا،‭ ‬وإقليميًا،‭ ‬ودوليًا‭.‬

وفي‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تزايدت‭ ‬أهمية‭ ‬النهوض‭ ‬بحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬رائدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬والتطورات‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشارت‭ ‬مريم‭ ‬زادة،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوقها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يمكنهم‭ ‬الآن‭ ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬المحقق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬الخاصة‭ ‬بالكرامة‭ ‬والاستقلال‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تقييم‭ ‬حقوقها‭ ‬وفرصها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬عبر‭ ‬مقاييس؛‭ ‬مثل‭ (‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬والتعليم،‭ ‬وفرص‭ ‬العمل،‭ ‬وأدوارها‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وحقوق‭ ‬الأسرة‭)‬؛‭ ‬أشارت‭ ‬زادة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإمارات،‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالوضع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والسياسي،‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬للمرأة،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الإلمام‭ ‬بالقراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬خريجات‭ ‬الجامعات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ودورها‭ ‬المتنامي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المدنية،‭ ‬فيما‭ ‬أبرزت‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬النساء‭ ‬وأسرهن‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬كإنجازات‭ ‬ملموسة‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬المجتمعية،‭ ‬تجاه‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أشادت‭ ‬بكيفية‭ ‬التغير‭ ‬البارز،‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬عامة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالنهوض‭ ‬بحقوقها‭ ‬وأدوارها‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬حققت‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬تقدمًا‭ ‬ملحوظًا‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬773‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬أمّيّ‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وثقتهم‭ ‬اليونسكو؛‭ ‬تُقدر‭ ‬المؤسسة‭ ‬العالمية‭ ‬لمحو‭ ‬الأمية،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬496‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬نساء،‭ ‬فيما‭ ‬أوضحت‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الأمية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬حيث‭ ‬تتقاضى‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬أكملن‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬عليه‭ ‬اللاتي‭ ‬لم‭ ‬يحصلن‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تعليم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬لديهن‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭ ‬بشكل‭ ‬محدود‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬موجودة،‭ ‬يقتصر‭ ‬عملهن‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬والأعمال‭ ‬المنزلية،‭ ‬والتي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬أجور‭ ‬منخفضة‭. ‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬سجلت‭ ‬الجمعية‭ ‬الألمانية‭ ‬لتعليم‭ ‬الكبار،‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بنسبة‭ ‬1%‭ ‬تقريبًا‭ ‬كل‭ ‬عام‭. ‬ووفقا‭ ‬لـ«البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بين‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬73‭.‬9%،‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬4%‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المعدل‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬والبالغ‭ ‬86‭.‬3%؛‭ ‬وكلاهما‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬المقدر‭ ‬بـ83‭.‬8%‭ ‬للنساء،‭ ‬و90‭.‬3%‭ ‬للرجال‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الصدارة‭ ‬إقليميا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـمعهد‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمريكي،‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬98.13%،‭ ‬وتصل‭ ‬نسبته‭ ‬بين‭ ‬الإناث‭ ‬95‭.‬8%‭. ‬وفي‭ ‬السعودية‭ -‬التي‭ ‬انخفض‭ ‬معدل‭ ‬الأمية‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬عام‭ ‬1972،‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬4%‭ ‬في‭ ‬2021‭- ‬تُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬اليونسكو،‭ ‬أن‭ ‬بمقدور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬93%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الآن‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭. ‬وذكرت‭ ‬زادة،‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬بين‭ ‬الإناث‭ ‬تبلغ‭ ‬حاليًا‭ ‬93‭.‬5%‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لتحسين‭ ‬معدلات‭ ‬معرفة‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬وآفاقها‭ ‬المهنية‭. ‬ووثقت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة،‭ ‬اليونيسف،‭ ‬أن‭ ‬129‭ ‬مليون‭ ‬فتاة‭ ‬محرومة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬أوضح‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الفتيات‭ ‬اللاتي‭ ‬يحصلن‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ (‬74.4%‭)‬،‭ ‬سيتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الفتيان‭ (‬72.5%‭) ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ (‬77%‭) ‬للفتيات‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬يعتبر‭ ‬التفوق‭ ‬الأكاديمي‭ ‬العالي‭ ‬للنساء‭ ‬جديرا‭ ‬بالملاحظة‭. ‬وأشارت‭ ‬زادة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬مع‭ ‬نسبة‭ ‬61%‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخريجات‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والهندسة،‭ ‬والرياضيات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التحاق‭ ‬الإناث‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50%‭ ‬في‭ ‬عُمان‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬د‭. ‬راوية‭ ‬البوسعيدي،‭ ‬كأول‭ ‬وزيرة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭. ‬فيما‭ ‬يجسد‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬نشير‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الطالبات‭ ‬الجامعيات‭ ‬65%،‭ ‬وارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬العميدات‭ ‬إلى‭ ‬35%،‭ ‬ورئيسات‭ ‬الأقسام‭ ‬55%،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬47%‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التعليم‭ ‬وحده‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لإطلاق‭ ‬العنان‭ ‬لإمكانات‭ ‬المرأة‭ ‬وقدراتها،‭ ‬فإزالة‭ ‬الحواجز،‭ ‬مثل‭ ‬القيود‭ ‬القانونية‭ ‬والتمييز‭ ‬والأعراف‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ضرورية‭ ‬أيضًا‭ ‬للنهوض‭ ‬بقدراتها‭ ‬ونمو‭ ‬أدوارها‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الوطنية‭ ‬لبلادها‭. ‬ومن‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬الجوهرية‭ ‬قد‭ ‬حدثت‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬يشاركن‭ ‬بشكل‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ (‬مقارنة‭ ‬بنسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70%‭ ‬للرجال‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬زادة،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يصل‭ ‬نسبيا‭ ‬إلى‭ ‬46%‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬بالإمارات،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬58%‭ ‬في‭ ‬قطر‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬44‭.‬1%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يشاركن‭ ‬في‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬30%‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السعودية،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬زادة،‭ ‬إلى‭ ‬اقترابها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬النسبة‭ ‬المنشودة‭ ‬لمشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬بالقوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والبالغة‭ ‬30%،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬تولي‭ ‬النساء‭ ‬أدوارًا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المالية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭. ‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الرياض،‭ ‬إزاء‭ ‬حظر‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل،‭ ‬وتجريم‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي،‭ ‬وإنهاء‭ ‬ممارسات‭ ‬التوظيف‭ ‬المجحفة‭ ‬والتمييزية؛‭ ‬رأت‭ ‬بريت‭ ‬جرونيماير،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬أساليب‭ ‬كسر‭ ‬كل‭ ‬القيود‭ ‬والعقبات،‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬بفرصة‭ ‬المشاركة‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ .‬

وفي‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬تعمل‭ ‬معظم‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات،‭ ‬حوالي‭ ‬78%‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬و80%‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬و75%‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬وعُمان،‭ ‬و79%‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يعمل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة،‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬5%‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التوظيف‭ ‬المختلفة،‭ ‬أشادت‭ ‬زادة،‭ ‬بتولي‭ ‬لبنى‭ ‬العليان،‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬سعودية‭ ‬تقود‭ ‬بنكًا‭ ‬وطنيًا،‭ ‬وبـسارة‭ ‬السحيمي،‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬تترأس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬السوق‭ ‬المالية‭ ‬السعودية‭ ‬تداول‭. ‬وبالمثل،‭ ‬يعمل‭ ‬46%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬بقطاعات‭ ‬العمل‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأشارت‭ ‬زادة،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬كسرت‭ ‬عائشة‭ ‬الخروصي،‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬لعمل‭ ‬المرأة،‭ ‬عندما‭ ‬أصبحت‭ ‬رئيسة‭ ‬تنفيذية‭ ‬لجهاز‭ ‬الاستثمار‭ ‬العُماني،‭ ‬وتولت‭ ‬الشيخة‭ ‬هيا‭ ‬بنت‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬وانتخاب‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬لرئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬البحريني‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ (‬2018-2022‭).‬

ومن‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قامت‭ ‬بدور‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬حيث‭ ‬عززت‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬حقوقها‭ ‬التعليمية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المعنية‭ ‬بقضاياها‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬برزت‭ ‬جمعية‭ ‬المرأة‭ ‬العمانية،‭ ‬وجمعية‭ ‬الحماية‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية،‭ ‬وجمعية‭ ‬المرأة‭ ‬القطرية،‭ ‬ولجنة‭ ‬رياضة‭ ‬المرأة‭ ‬القطرية،‭ ‬وجمعية‭ ‬رعاية‭ ‬الطفولة‭ ‬والأمومة‭ ‬البحرينية؛‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭. ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬السياسي،‭ ‬أشادت‭ ‬زادة،‭ ‬بحصول‭ ‬الإمارات،‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬مشاركة‭ ‬برلمانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬تشغل‭ ‬النساء‭ ‬نصف‭ ‬مقاعد‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬الانتخابات‭ ‬البحرينية‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬رقما‭ ‬قياسيا،‭ ‬حيث‭ ‬ترشحت‭ ‬73‭ ‬امرأة‭ ‬لخوض‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وفازت‭ ‬8‭ ‬نساء‭ ‬بمقاعد‭ ‬برلمانية‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أشارت‭ ‬زادة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مؤسسة‭ ‬دبي‭ ‬للمرأة‭ ‬ومجلس‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬تُعَدَّان‭ ‬منصَّتَين‭ ‬تُمَكِّنَان‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬توجُّهات‭ ‬السياسات‭ ‬والمواقف‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬الإمارات؛‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬سياسيًا،‭ ‬واقتصاديًا،‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬2001‭. ‬فيما‭ ‬يُعد‭ ‬تعيين‭ ‬الدكتورة‭ ‬حصة‭ ‬الجابر‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬وزيرة‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬القطرية‭ ‬السابقة‭ ‬دليلا‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬هيمن‭ ‬عليها‭ ‬الرجال‭ ‬بشكل‭ ‬تقليدي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقدم‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬الأسرية،‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالسنوات‭ ‬الأخيرة‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق،‭ ‬وحضانة‭ ‬الأطفال،‭ ‬والاستقلال‭ ‬المالي،‭ ‬لاسيما‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية،‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وقانون‭ ‬الأسرة،‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬رحلات‭ ‬السفر‭ ‬الدولية،‭ ‬وتعديل‭ ‬القوانين‭ ‬لضمان‭ ‬عمليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬طلاق‭ ‬وحضانة‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬الوضع‭ ‬العائلي‭ ‬والميراث‭ ‬في‭ ‬قطر‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وفرص‭ ‬تمكينها‭ ‬تتوسع‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬زادة،‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ -‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭- ‬يظل‭ ‬الرجال‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قبول‭ ‬تطور‭ ‬أدوارها‭ ‬ليس‭ ‬إجراء‭ ‬موحدا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬طبقات‭ ‬المجتمع‭ ‬بالمنطقة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يوجد‭ ‬تأكيد‭ ‬بين‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الغربيين‭ ‬والمتخصصين‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬حقوقها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬تمكينها،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬كدول‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خلقت‭ ‬بالفعل‭ ‬بيئة‭ ‬تقدمية‭ ‬للنساء‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا