العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

مسرحنا إلى أين؟

بقلم: رضا الستراوي

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

دائمًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬مرتبط‭ ‬بعلاقة‭ ‬حميمة‭ ‬تجمع‭ ‬الممثل‭ ‬بالمسرح،‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬تأصلت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬ترأس‭ ‬فيها‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬ريادة‭ ‬حمل‭ ‬شعلة‭ ‬بناء‭ ‬المسرح‭ ‬والانخراط‭ ‬فيه‭ ‬بحب‭ ‬وشغف‭ ‬ومخرجة‭ ‬لفنانين‭ ‬كبار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي،‭ ‬أمثال‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي‭ ‬وزهرة‭ ‬عرفات‭ ‬وعلي‭ ‬الغرير‭ ‬وخليل‭ ‬الرميثي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يسعني‭ ‬ذكرهم،‭ ‬فهم‭ ‬كثيرون،‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬قوقعة‭ ‬هذا‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬أول‭ ‬نواته‭ ‬عبر‭ ‬أول‭ ‬خطوات‭ ‬التعليم‭ ‬المدرسي‭ ‬النظامي،‭ ‬بجهود‭ ‬الأساتذة‭ ‬المعلمين‭ ‬الأفاضل‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬والذين‭ ‬بجهودهم‭ ‬عرف‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬حركة‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬المائة‭ ‬عام،‭ ‬ارتبطت‭ ‬بأول‭ ‬تأسيس‭ ‬تعليمي‭ ‬نظامي‭ ‬متمثل‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬عام‭ ‬1919‭.‬

ومن‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬منها‭ ‬مسرحيات‭ ‬‮«‬القاضي‭ ‬بأمر‭ ‬الله‮»‬‭ ‬1925م،‭ ‬‮«‬وفود‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬كسرى‮»‬‭ ‬1927م،‭ ‬‮«‬امرؤ‭ ‬القيس‮»‬،‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الطنبوي‮»‬‭ ‬1928م،‭ ‬‮«‬ثعلبة‮»‬،‭ ‬و«داحس‭ ‬والغبراء‮»‬‭ ‬1932‭. ‬وذكر‭ ‬أيضا‭ ‬المسرحيات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬المدارس‭ ‬الأهلية‭ ‬أبرزها‭ ‬‮«‬وامعتصماه‮»‬‭ ‬1931م،‭ ‬‮«‬وليم‭ ‬تل‮»‬،‭ ‬‮«‬بين‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬‮«‬سيف‭ ‬الدولة‭ ‬بن‭ ‬حمدان‮»‬‭ ‬1931م،‭ ‬‮«‬المعتصم‭ ‬بأمر‭ ‬الله‮»‬‭ ‬1941م،‭ ‬‮«‬الميت‭ ‬الحي‮»‬‭ ‬و«شهامة‭ ‬العرب‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬المرتبط‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬تشكلت‭ ‬رؤى‭ ‬لظهور‭ ‬كيانات‭ ‬مسرحية‭ ‬متعددة‭ ‬مستقلة‭ ‬مثل‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬ومسرح‭ ‬الجزيرة‭ ‬والمسرح‭ ‬الأهلي،‭ ‬ومسرح‭ ‬الصواري‭ ‬ومسرح‭ ‬الريف‭ ‬ومسرح‭ ‬جلجامش،‭ ‬ومسرح‭ ‬البيادر‭ ‬ومسرح‭ ‬الدانة‭ ‬والمسرح‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أهم‭ ‬مسرح‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬أعوام‭ ‬مضت‭ ‬أصلت‭ ‬رسائل‭ ‬عدية‭ ‬بالحراك‭ ‬المسرحي،‭ ‬فظهر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬فن‭ ‬المسرح‭ ‬أكاديميا‭ ‬وانشغلت‭ ‬به‭ ‬كرسالة‭ ‬فنية‭ ‬إنسانية‭ ‬عالية‭ ‬الإبداع،‭ ‬فجاء‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬بظهور‭ ‬المخرجين‭ ‬المحترفين‭ ‬والممثلين‭ ‬المحترفين‭ ‬والذين‭ ‬شاركوا‭ ‬برسائلهم‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬رواكد‭ ‬ثقافة‭ ‬المسرح‭ ‬وأهميته‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وحدها‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬والخليج،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬فنان‭ ‬المسرح‭ ‬إلى‭ ‬الثقافة‭ ‬العالمية‭ ‬اسما‭ ‬وعملا‭.‬

هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬بدأوا‭ ‬صغاراً‭ ‬ليكبروا‭ ‬ويكونوا‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يؤلم‭ ‬كل‭ ‬غيور‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬فن‭ ‬المسرح‭ (‬مسرحنا‭ ‬إلى‭ ‬أين؟‭) ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‭ ‬مازال‭ ‬مسرحنا‭ ‬بحاجة‭ ‬جادة‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الثقافة‭ ‬المسرحية‭ ‬المحلية‭ ‬أولاً‭ ‬بعلاقة‭ ‬جمهور‭ ‬يريد‭ ‬التنوع‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬من‭ ‬يحتضن‭ ‬جهوده‭ ‬ويستثمرها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬داعم‭ ‬للوطن‭ ‬أسسه‭ ‬استثمار‭ ‬المسرح‭ ‬ودعمه‭ ‬وخلق‭ ‬المنافسة‭ ‬الشريفة‭ ‬في‭ ‬التحدي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬تاريخنا‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬رسالتنا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬صرح‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬لا‭ ‬يستثمر‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭ ‬يكون‭ ‬خرج‭ ‬المعادلة‭.‬

والبناء‭ ‬ليس‭ ‬بالفرقة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بالانصهار‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬الثقافة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬أسس‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬أولاً،‭ ‬واستثمار‭ ‬عطائه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الأجيال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا