العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
«فيروزة لجديلة النجلاء» رواية حبٍ ابتلعته الحرب

إعداد: يحيى الستراوي. Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL.COM

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

عن‭ ‬دار‭ ‬التكوين‭ ‬‮«‬دمشق‭- ‬الشارقة‮»‬‭ ‬صدرت‭ ‬للناقد‭ ‬والروائي‭ ‬العراقي‭ ‬حسين‭ ‬السكاف‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬فيروزة‭ ‬لجديلة‭ ‬النجلاء‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬الرواية‭ ‬الرابعة‭ ‬للسكاف‭ ‬الحائز‭ ‬جائزة‭ ‬كتارا‭ ‬للرواية‭ ‬العربية‭ ‬2017‭.‬

الرواية‭ ‬بشخوصها‭ ‬وطبيعتها‭ ‬السردية‭ ‬التي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬السحرية،‭ ‬تدخل‭ ‬حيز‭ ‬التاريخ‭ ‬المسكوت‭ ‬عنه،‭ ‬تاريخ‭ ‬العوائل‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬أُجبرت‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬معتقداتها‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬التهجير،‭ ‬لكنها‭ ‬عاشت‭ ‬محتضنة‭ ‬معتقدها‭ ‬بسرية‭ ‬تامة‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من المرارة‭ ‬ولم‭ ‬تفلت‭ ‬من‭ ‬طوق‭ ‬المنغصات‭:‬

‮«‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬بلداً‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنني‭ ‬الرحيل‭...‬‮»‬‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الجد‭ ‬‮«‬إسكندر‮»‬‭ ‬رب‭ ‬العائلة‭ ‬وململم‭ ‬شتات‭ ‬أبناء‭ ‬جلدته‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬سيتلمس‭ ‬القارئ‭ ‬حتماً‭ ‬بأنه‭ ‬يقرأ‭ ‬رواية‭ ‬ثيمتها‭ ‬الحب،‭ ‬فالحب‭ ‬لبنة‭ ‬الرواية‭ ‬الأساس‭ ‬ولب‭ ‬فكرتها،‭ ‬لكن،‭ ‬كيف‭ ‬يستمر‭ ‬الحب‭ ‬بكل‭ ‬جمالياته‭ ‬وأحلامه‭ ‬وأمنياته‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬تنخره‭ ‬الصراعات‭ ‬واشتعلت‭ ‬بين‭ ‬ثناياه‭ ‬الحرب؟‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬وغيره‭ ‬يجيبنا‭ ‬عنه‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يرتحل‭ ‬بنا‭ ‬صوب‭ ‬متاهة‭ ‬الفقد‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬ابتلعه‭ ‬اختلاف‭ ‬المعتقدات‭ ‬المُطعّم‭ ‬برائحة‭ ‬الحرب‭.‬

أن‭ ‬تعيش‭ ‬حياتك‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬العقلانية،‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يبيح‭ ‬لك‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬دون‭ ‬معتقد‭ ‬داخل‭ ‬مجتمع‭ ‬تتصارع‭ ‬فيه‭ ‬المعتقدات،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬معتقدك،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬بحاجة‭ ‬دائمة‭ ‬إلى‭ ‬الأطر‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬ملامح‭ ‬أفرادها‭ ‬وانتماءاتها‭.‬

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬قصص‭ ‬الحب‭ ‬التي‭ ‬تنمو‭ ‬داخل‭ ‬رحم‭ ‬الطفولة،‭ ‬حب‭ ‬يبدأ‭ ‬طفولياً‭ ‬ويكبر‭ ‬عميقاً‭ ‬متجذراً‭ ‬داخل‭ ‬الروح‭ ‬فيزهر‭ ‬فرحاً‭ ‬أحياناً،‭ ‬أو‭ ‬قهراً‭ ‬ومرارة‭ ‬أحياناً‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اختلاف‭ ‬المعتقدات‭ ‬من‭ ‬يقتل‭ ‬الحب‭ ‬فذلك‭ ‬أمر‭ ‬قل‭ ‬تداوله‭ ‬داخل‭ ‬ثيمة‭ ‬الرواية‭ ‬العربية،‭ ‬الحب‭ ‬هنا‭ ‬مكسو‭ ‬باللحم‭ ‬والدم‭ ‬يجري‭ ‬بين‭ ‬خلاياه،‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬بأذهان‭ ‬متقدة‭ ‬وأحلام‭ ‬ترى‭ ‬سعادة‭ ‬وفرح‭ ‬دائمين‭ ‬عند‭ ‬تصور‭ ‬المستقبل،‭ ‬لكن،‭ ‬فم‭ ‬الحرب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الشبع‭ ‬التهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

ما‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬أثقل‭ ‬من‭ ‬الفقد،‭ ‬مرارة‭ ‬الفقد‭ ‬ومتاهة‭ ‬البحث،‭ ‬دوامة‭ ‬تسلب‭ ‬الاتزان‭ ‬وتحول‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬كائن‭ ‬كئيب‭ ‬مشوش‭ ‬الذهن‭.‬

‮«‬الحرب‭ ‬قتلت‭ ‬حلم‭ ‬العشاق‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.. ‬وهذه‭ ‬البلاد‭ ‬ليست‭ ‬لأصحاب‭ ‬الرايات‭ ‬فقط‭..‬‮»‬‭.‬

جزءان‭ ‬يكونان‭ ‬الرواية،‭ ‬لكن‭ ‬التباين‭ ‬الواضح‭ ‬بين‭ ‬الجزئين‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬غياب‭ ‬روايات‭ ‬الحب‭ ‬ضمن‭ ‬المشهد‭ ‬الروائي‭ ‬العراقي،‭ ‬أراد‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭. ‬

مرايا‭ ‬الروح‭ ‬رواية‭ ‬جديدة‭ ‬للكاتب‭ ‬التونسي‭ ‬محمود‭ ‬حرشاني‭ ‬

صدرت‭ ‬للكاتب‭ ‬والصحفي‭ ‬التونسي‭ ‬محمود‭ ‬حرشاني‭ ‬مؤخراً‭ ‬رواية‭ ‬جديدة‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مرايا‭ ‬الروح‮»‬‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬125‭ ‬صفحة‭ ‬عن‭ ‬منشورات‭ ‬موقع‭ ‬الثقافية‭ ‬التونسية‭. ‬وهذه‭ ‬الرواية‭ ‬هي‭ ‬الرواية‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬للكاتب‭ ‬بعد‭ ‬رواياته‭ ‬السابقة‭ ‬‮«‬حدث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‮»‬‭ ‬و«ولد‭ ‬الموجيره‮»‬‭ ‬و«طريق‭ ‬الحرية‮»‬‭ ‬روايات‭ ‬قوبلت‭ ‬بحفاوة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكتاب‭ ‬والإعلام‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬احتفى‭ ‬بهذه‭ ‬الإصدارات‭ ‬لكاتب‭ ‬عرف‭ ‬أساسا‭ ‬كونه‭ ‬صحفيا‭ ‬ومنتج‭ ‬برامج‭ ‬إذاعية‭ ‬وتلفزيونية‭. ‬ومثلما‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬النقاد‭ ‬فإن‭ ‬محمود‭ ‬حرشاني‭ ‬كان‭ ‬يخفي‭ ‬الكاتب‭ ‬الكامن‭ ‬فيه‭ ‬مقدما‭ ‬عنه‭ ‬شخصية‭ ‬الصحفي‭ ‬التي‭ ‬اشتهر‭ ‬بها‭.‬

وتحفل‭ ‬الرواية‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬المجتمع‭ ‬التونسي‭ ‬فهي‭ ‬مثلما‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬الكاتب‭ ‬والروائي‭ ‬عبدالقادر‭ ‬بن‭ ‬الحاج‭ ‬نصر‭ ‬رواية‭ ‬تستحضر‭ ‬ماضيا‭ ‬قريبا‭ ‬عاشه‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وشكل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬التونسية‭. ‬كما‭ ‬تتميز‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬بتعدد‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تطل‭ ‬من‭ ‬ثنايا‭ ‬الرواية‭ ‬ولكل‭ ‬شخصية‭ ‬مجال‭ ‬تدخلها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬احتفاء‭ ‬الرواية‭ ‬بالمكان‭ ‬حتى‭ ‬أنك‭ ‬تشعر‭ ‬وأنت‭ ‬تقرأ‭ ‬الرواية‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يأخذك‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬يتردد‭ ‬عليها‭ ‬التونسيون‭ ‬وتشكل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المجال‭ ‬الحيوي‭ ‬لتونس‭ ‬مثل‭ ‬شارع‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬وانهج‭ ‬القاهرة‭ ‬وكمال‭ ‬أتاتورك‭ ‬وشارع‭ ‬باريس‭ ‬والمدينة‭ ‬العتيقة‭ ‬ونهج‭ ‬جامع‭ ‬الزيتونة‭ ‬والقصبة‭ ‬وشارع‭ ‬باب‭ ‬بنات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬التي‭ ‬يرد‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬الرواية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا