عن دار التكوين «دمشق- الشارقة» صدرت للناقد والروائي العراقي حسين السكاف رواية «فيروزة لجديلة النجلاء»، وهي الرواية الرابعة للسكاف الحائز جائزة كتارا للرواية العربية 2017.
الرواية بشخوصها وطبيعتها السردية التي تقترب من الواقعية السحرية، تدخل حيز التاريخ المسكوت عنه، تاريخ العوائل العراقية التي أُجبرت على تغيير معتقداتها خوفاً من التهجير، لكنها عاشت محتضنة معتقدها بسرية تامة لا تخلو من المرارة ولم تفلت من طوق المنغصات:
«لا أعرف بلداً آخر، ولا يمكنني الرحيل...» ذلك ما جاء على لسان الجد «إسكندر» رب العائلة وململم شتات أبناء جلدته. ورغم ذلك سيتلمس القارئ حتماً بأنه يقرأ رواية ثيمتها الحب، فالحب لبنة الرواية الأساس ولب فكرتها، لكن، كيف يستمر الحب بكل جمالياته وأحلامه وأمنياته في بلد تنخره الصراعات واشتعلت بين ثناياه الحرب؟ هذا السؤال وغيره يجيبنا عنه الجزء الثاني الذي يرتحل بنا صوب متاهة الفقد والبحث عن الحب الذي ابتلعه اختلاف المعتقدات المُطعّم برائحة الحرب.
أن تعيش حياتك بأعلى درجات العقلانية، ذلك لا يبيح لك الحق في العيش دون معتقد داخل مجتمع تتصارع فيه المعتقدات، أو على الأقل، دون أن تعلن معتقدك، فالمجتمع بحاجة دائمة إلى الأطر التي تحدد ملامح أفرادها وانتماءاتها.
كثيرة هي قصص الحب التي تنمو داخل رحم الطفولة، حب يبدأ طفولياً ويكبر عميقاً متجذراً داخل الروح فيزهر فرحاً أحياناً، أو قهراً ومرارة أحياناً كثيرة، لكن أن يكون اختلاف المعتقدات من يقتل الحب فذلك أمر قل تداوله داخل ثيمة الرواية العربية، الحب هنا مكسو باللحم والدم يجري بين خلاياه، الحب في هذه الرواية أشخاص في مقتبل العمر بأذهان متقدة وأحلام ترى سعادة وفرح دائمين عند تصور المستقبل، لكن، فم الحرب الذي لا يعرف الشبع التهم كل شيء.
ما من شعور أثقل من الفقد، مرارة الفقد ومتاهة البحث، دوامة تسلب الاتزان وتحول الإنسان إلى كائن كئيب مشوش الذهن.
«الحرب قتلت حلم العشاق إلى الأبد.. وهذه البلاد ليست لأصحاب الرايات فقط..».
جزءان يكونان الرواية، لكن التباين الواضح بين الجزئين يشير إلى أن المؤلف الذي طالما تساءل عن سبب غياب روايات الحب ضمن المشهد الروائي العراقي، أراد الإجابة عن تلك التساؤلات.
مرايا الروح رواية جديدة للكاتب التونسي محمود حرشاني
صدرت للكاتب والصحفي التونسي محمود حرشاني مؤخراً رواية جديدة تحمل عنوان «مرايا الروح» جاءت في 125 صفحة عن منشورات موقع الثقافية التونسية. وهذه الرواية هي الرواية الرابعة التي تصدر للكاتب بعد رواياته السابقة «حدث في تلك الليلة» و«ولد الموجيره» و«طريق الحرية» روايات قوبلت بحفاوة كبيرة من قبل الكتاب والإعلام التونسي الذي احتفى بهذه الإصدارات لكاتب عرف أساسا كونه صحفيا ومنتج برامج إذاعية وتلفزيونية. ومثلما قال أحد النقاد فإن محمود حرشاني كان يخفي الكاتب الكامن فيه مقدما عنه شخصية الصحفي التي اشتهر بها.
وتحفل الرواية بالكثير من الأحداث التي يعيشها المجتمع التونسي فهي مثلما قال عنها الكاتب والروائي عبدالقادر بن الحاج نصر رواية تستحضر ماضيا قريبا عاشه الشعب التونسي وشكل جزءا من الذاكرة التونسية. كما تتميز هذه الرواية بتعدد الشخصيات التي تطل من ثنايا الرواية ولكل شخصية مجال تدخلها إلى جانب احتفاء الرواية بالمكان حتى أنك تشعر وأنت تقرأ الرواية أن الكاتب يريد أن يأخذك معه إلى هذه الأماكن التي يتردد عليها التونسيون وتشكل جزءا من المجال الحيوي لتونس مثل شارع الحبيب بورقيبة وانهج القاهرة وكمال أتاتورك وشارع باريس والمدينة العتيقة ونهج جامع الزيتونة والقصبة وشارع باب بنات إلى جانب المقاهي والمطاعم التي يرد ذكرها في الرواية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك