العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القرآن.. وعالمية الرسالة

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢٤ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬ملامح‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬الإسلامية‭ ‬توجهها‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬العموم،‭ ‬ثم‭ ‬تحولها‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬العموم‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬الخصوص‭ ‬إذًا‭ ‬اقتنع‭ ‬الإنسان،‭ ‬وآمن‭ ‬بالدعوة،‭ ‬وصار‭ ‬من‭ ‬أهلها،‭ ‬وصار‭ ‬يعرف‭ ‬بأنه‭ ‬مسلم،‭ ‬وأن‭ ‬انتماءه‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬صار‭ ‬لازمًا‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬الخطاب‭ ‬إليه‭ ‬بصفة‭ ‬الخصوص،‭ ‬وهي‭ ‬قول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬كتب‭ ‬عليكم‭ ‬الصيام‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬ًلعلكم‭ ‬تتقون‭) ‬سورة‭ ‬البقرة‭ / ‬183‭.‬

إنه‭ ‬خطاب‭ ‬التكليف‭ ‬الصريح،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للتردد‭ ‬في‭ ‬قبوله‭ ‬والانصياع‭ ‬إلى‭ ‬أمره‭ ‬ونهيه‭.‬

إذًا،‭ ‬فقد‭ ‬اجتمعت‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬لغة‭ ‬العموم‭ ‬ولغة‭ ‬الخصوص،‭ ‬وهذا‭ ‬سر‭ ‬عالميته،‭ ‬ولقد‭ ‬قرر‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬تنزل‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وحيه‭ ‬المبارك‭ ‬على‭ ‬صفوة‭ ‬خلقه،‭ ‬وخاتم‭ ‬أنبيائه‭ ‬محمد‭ (‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭) ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬أنزل‭ ‬فيه‭ ‬القرآن‭ ‬هدى‭ ‬للناس‭ ‬وبينات‭ ‬من‭ ‬الهدى‭ ‬والفرقان‭) ‬سورة‭ ‬البقرة‭ / ‬185‭.‬

إذًا،‭ ‬فحين‭ ‬نزل‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬البدء‭ ‬خطابًا‭ ‬للعموم‭ ‬بدليل‭ ‬استخدامه‭ ‬لفظة‭ ‬‮«‬‭ ‬الناس‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬معروف‭ ‬لفظة‭ ‬من‭ ‬ألفاظ‭ ‬العموم،‭ ‬وهذا‭ ‬يفيد‭ ‬العالمية‭ ‬للدعوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬يؤمن‭ ‬بالإسلام،‭ ‬فيتحول‭ ‬الخطاب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬العموم‭ ‬إلى‭ ‬لًغة‭ ‬الخصوص،‭ ‬وصار‭ ‬ضمن‭ ‬جماعة‭ ‬المؤمنين‭ ‬المعنيين‭ ‬بخطاب‭ ‬التكليف،‭ ‬وكان‭ ‬الصحابة‭ ‬رضوان‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنهم‭ ‬حين‭ ‬ينزل‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭..) ‬يلقون‭ ‬إليه‭ ‬سمعهم‭ ‬ووعيهم،‭ ‬فإمَّا‭ ‬أمر‭ ‬بطاعة،‭ ‬وإما‭ ‬نهي‭ ‬عن‭ ‬معصية‭.‬

وهناك‭ ‬من‭ ‬ألفاظ‭ ‬الخصوص‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬معنى‭ ‬العموم‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان‭ ‬إنك‭ ‬كادح‭ ‬إلى‭ ‬ربك‭ ‬كدحًا‭ ‬فملاقيه‭) (‬سورة‭ ‬الانشقاق‭ / ‬6‭) ‬أيضًا‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان‭ ‬ما‭ ‬غرك‭ ‬بربك‭ ‬الكريم‭) ‬سورة‭ ‬الانفطار‭ / ‬6‭.‬

الإنسان‭ ‬في‭ ‬الآيتين‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬فيهما‭ ‬يحمل‭ ‬معنى‭ ‬الخصوص‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬متضمن‭ ‬أيضًا‭ ‬معنى‭ ‬العموم،‭ ‬وهذا‭ ‬ملمح‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬عالمية‭ ‬الدعوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬التي‭ ‬ينتقل‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬العموم‭ ‬إلى‭ ‬الخصوص،‭ ‬وبالعكس‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬تنزل‭ ‬الوحي‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬جاء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬لفظ‭ ‬العموم‭ ‬حين‭ ‬دلت‭ ‬الآيات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬خطابها‭ ‬بلفظة‭ ‬‮«‬الناس‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الإنسان‭ ‬حين‭ ‬يؤمن‭ ‬بهذا‭ ‬القرآن،‭ ‬وبما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬خطابه‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬لغة‭ ‬التكليف،‭ ‬ويصبح‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المؤمنين‭ ‬الذين‭ ‬يتوجه‭ ‬إليهم‭ ‬الخطاب‭ ‬الخاص،‭ ‬وهو‭ ‬خطاب‭ ‬التكاليف‭ ‬بافعل‭ ‬ولا‭ ‬تفعل،‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬ألم‭ (‬1‭) ‬ذلك‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬ريب‭ ‬فيه‭ ‬هدى‭ ‬للمتقين‭ (‬2‭)) ‬سورة‭ ‬البقرة‭.‬

إذًا،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬صاروا‭ ‬متقين‭ ‬ولهم‭ ‬خطابهم‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬الالتزام‭ ‬بأداء‭ ‬التكاليف‭ ‬الشرعية‭ ‬بالأمر‭ ‬بالمعروف‭ ‬والنهي‭ ‬عن‭ ‬المنكر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حالهم‭ ‬هكذا‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬بل‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عهدهم‭ ‬بالقرآن‭ ‬مشركين‭ ‬حتى‭ ‬مَنَّ‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليهم‭ ‬بالهداية،‭ ‬وأعلنوا‭ ‬ولاءهم‭ ‬للإسلام،‭ ‬وأخذوا‭ ‬يترقون‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬حتى‭ ‬بلغوا‭ ‬مرتبة‭ ‬التقوى،‭ ‬فتوجه‭ ‬إليهم‭ ‬خطاب‭ ‬التكليف‭.‬

الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬خطاب‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬خطابًا‭ ‬للعموم‭ ‬عند‭ ‬الخطاب‭ ‬بيا‭ ‬أيها‭ ‬الناس،‭ ‬أو‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬آدم،‭ ‬أو‭ ‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكذلك‭ ‬لفظ‭ ‬الخصوص‭ ‬بـ‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬المؤمنون‭..‬‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬خطاب‭ ‬ما‭ ‬ينبئ‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬التي‭ ‬يدعو‭ ‬إليها‭ ‬الداعية،‭ ‬وإليكم‭ ‬بعض‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬ضرب‭ ‬مثلُ‭ ‬فاستمعوا‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬الذين‭ ‬تدعون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬لن‭ ‬يخلقوا‭ ‬ذبابًا‭ ‬ولو‭ ‬اجتمعوا‭ ‬له‭ ‬وإن‭ ‬يسلبهم‭ ‬الذباب‭ ‬شيئًا‭ ‬لا‭ ‬يستنقذوه‭ ‬منه‭ ‬ضعف‭ ‬الطالب‭ ‬والمطلوب‭) ‬سورة‭ ‬الحج‭ / ‬73‭.‬

القضية‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إليها‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬هي‭ ‬وجود‭ ‬اللًه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬ووحدانيته‭ ‬جل‭ ‬جلاله،‭ ‬وهذه‭ ‬دعوة‭ ‬عامَّة‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬وهم‭ ‬بإزائها‭ ‬على‭ ‬صنفين‭ ‬إما‭ ‬عاقل‭ ‬رشيد‭ ‬يتتبع‭ ‬المقدمات‭ ‬لتقوده‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬التعرف‭ ‬عليها،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الآية‭ ‬يتحاكم‭ ‬سبحانه‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬رشده‭ ‬أو‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرشد،‭ ‬وهو‭ ‬يرتضي‭ ‬حكمه‭ ‬ويطمئن‭ ‬إلى‭ ‬رشده،‭ ‬أما‭ ‬إذًا‭ ‬أساء‭ ‬الاختيار،‭ ‬وضَلَّ‭ ‬سواء‭ ‬السبيل،‭ ‬وهو‭ ‬حُرٌ‭ ‬في‭ ‬اختياره،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني،‭ ‬وسوف‭ ‬يحاسب‭ ‬على‭ ‬مقتضى‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭.‬

ومن‭ ‬القضايا‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬يتوجه‭ ‬إليها‭ ‬الخطاب‭ ‬العام،‭ ‬وتنبئ‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬المبتغاة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬المرجوة‭ ‬قول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬إنَّا‭ ‬خلقناكم‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭ ‬وجعلناكم‭ ‬شعوبًا‭ ‬وقبائل‭ ‬لتعارفوا‭ ‬إن‭ ‬أكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬أتقاكم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬عليم‭ ‬خبير‭) ‬سورة‭ ‬الحجرات‭ / ‬13‭). ‬إن‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬تشير‭ ‬في‭ ‬وضوح‭ ‬تام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬جميعًا‭ ‬أنهم‭ ‬خلقوا‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى،‭ ‬وحري‭ ‬بمن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬مبدؤه‭ ‬أن‭ ‬يؤوب‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬والتعارف،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الخلافات،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يفرق،‭ ‬ومن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬حاله،‭ ‬وذاك‭ ‬مصيره‭ ‬فلا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتعالى‭ ‬أو‭ ‬يتكبر‭ ‬على‭ ‬أخيه‭ ‬في‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬عظيم‭ ‬عدله،‭ ‬وكمال‭ ‬قسطه‭ ‬لم‭ ‬يحرمْ‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬الربوبية،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬اعبدوا‭ ‬ربكم‭ ‬الذي‭ ‬خلقكم‭ ‬والذين‭ ‬من‭ ‬قبلكم‭ ‬لعلكم‭ ‬تتقون‭) (‬سورة‭ ‬البقرة‭ / ‬21‭).‬

أَمَّا‭ ‬عطاء‭ ‬الألوهية،‭ ‬فهو‭ ‬خاص‭ ‬بالمؤمنين،‭ ‬ولا‭ ‬يناله‭ ‬من‭ ‬أشرك‭ ‬بالله‭ ‬تعالى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينزل‭ ‬به‭ ‬سلطانا‭.‬

إذًا،‭ ‬فالقرآن‭ ‬العظيم‭ ‬له‭ ‬خطاب‭ ‬عام‭ ‬يشترك‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬وله‭ ‬خطاب‭ ‬خاص‭ ‬لا‭ ‬ينال‭ ‬شرفه‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬آمن‭ ‬بالله‭ ‬ربًا‭ ‬لا‭ ‬شريك‭ ‬له‭ ‬سبحانه،‭ ‬وهذا‭ ‬واضح‭ ‬شديد‭ ‬الوضوح‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬قل‭ ‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس‭ ‬إني‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إليكم‭ ‬جميعًا‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ملك‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬هو‭ ‬يحي‭ ‬ويميت‭ ‬فآمنوا‭ ‬بالله‭ ‬ورسوله‭ ‬النبي‭ ‬الأمي‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬بالله‭ ‬وكلماته‭ ‬واتبعوه‭ ‬لعلكم‭ ‬تهتدون‭) ‬سورة‭ ‬الأعراف‭ / ‬158‭. ‬

هذا‭ ‬خطاب‭ ‬عام‭ ‬جدًا‭ ‬اجتمعت‭ ‬له‭ ‬أساليب‭ ‬العموم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬العموم،‭ ‬وتبدأ‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬بلفظ‭: ‬‮«‬الناس‮»‬،‭ ‬وجاء‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬بـ‭ ‬إِنَّ‮»‬‭ ‬وأيضًا‭ ‬جاءت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬جميعًا‮»‬‭ ‬لتنضم‭ ‬إلى‭ ‬أخواتها‭ ‬من‭ ‬الألفاظ‭ ‬العامة‭ ‬لتؤكد‭ ‬عالمية‭ ‬الرسالة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬ختم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بها‭ ‬الرسالات‭ ‬السماوية،‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (.. ‬اليوم‭ ‬أكملت‭ ‬لكم‭ ‬دينكم‭ ‬وأتممت‭ ‬عليكم‭ ‬نعمتي‭ ‬ورضيت‭ ‬لكم‭ ‬الإسلام‭ ‬دينًا‭..) (‬سورة‭ ‬المائدة‭ / ‬3‭).‬

إذًا،‭ ‬فكمال‭ ‬الدين،‭ ‬وتمام‭ ‬النعمة‭ ‬تشيران‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬إلى‭ ‬عالمية‭ ‬الرسالة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬رسوله‭ ‬بالهدى‭ ‬ودين‭ ‬الحق‭ ‬ليظهره‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬كله‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬المشركون‭) ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭ (‬سورة‭ ‬التوبة‭ / ‬33‭).‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا