العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤشرات مهمة نحو الشراكة الخليجية - الأوروبية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٥ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

‮«‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬إعفاء‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬تأشيرة‭ ‬الشنجن‮»‬،‭ ‬خبر‭ ‬تناقلته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬ومضمونه‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬لمقر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬بحث‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬البديوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬المطلب‭ ‬الخليجي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مضامين‭ ‬وثيقة‭ ‬الشراكة‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الاتحاد‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬بنودها‭ ‬توجه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭. ‬

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬صدور‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬للشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬ولكنها‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المزايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخمس‭ ‬التي‭ ‬لدى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وتمثل‭ ‬أهمية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬كدول‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬شراكاتها‭ ‬الدولية‭ ‬وأولها‭: ‬إن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬يقدم‭ ‬شراكاته‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬فمنذ‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإطاري‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬مسار‭ ‬المباحثات‭ ‬جماعي‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مبادرة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬والتي‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬32‭+‬1‭ ‬أي‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬ككل‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬شريكة‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬الإطار‭ ‬الجماعي‭ ‬يتيح‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬ككتلة‭ ‬واحدة‭ ‬قدرات‭ ‬تفاوضية‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬البديوي‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لديها‭ ‬ملف‭ ‬قوي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرة‮»‬،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬جغرافيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬ومضامين‭ ‬العلاقات‭ ‬وخاصة‭ ‬التجارية‭ ‬منها‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬احتياجاً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬للطرفين،‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تستهدف‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬شريكاً‭ ‬تجارياً‭ ‬مهماً‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬تعد‭ ‬ثامن‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬نموها‭ ‬السنوي‭ ‬حوالي‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬وإجمالي‭ ‬ناتج‭ ‬محلي‭ ‬بلغ‭ ‬2,4‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬امتلاك‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬صناديق‭ ‬سيادية‭ ‬كانت‭ ‬الأعلى‭ ‬إنفاقاً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وذلك‭ ‬باستثمارات‭ ‬بلغت‭ ‬74‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ضمن‭ ‬تطوره‭ ‬كتنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬بإمكانه‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أساس‭ ‬نشأتها‭ ‬العامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ثم‭ ‬التطور‭ ‬التدريجي‭ ‬حتى‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬ورابعها‭: ‬إعلاء‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الناعم،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬قد‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬أيضاً‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬لمفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الناعم‭ ‬أهميته‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬سياسات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬أيضاً‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تعزيز‭ ‬قيمتي‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬وخامسها‭: ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬بشأن‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬خطوة‭ ‬إعفاء‭ ‬أبناء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرة‭ ‬حال‭ ‬حدوثها‭ ‬ستكون‭ ‬تطوراً‭ ‬مهما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الخليجية‭ -‬الأوروبية‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬الالتقاء‭ ‬والاحتكاك‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لدعم‭ ‬المسار‭ ‬الرسمي‭ ‬للشراكات،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬التواصل‭ ‬ستكون‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للتبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والمعرفي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤسس‭ ‬لصورة‭ ‬ذهنية‭ ‬مهمة‭ ‬لدى‭ ‬الجانبين،‭ ‬بل‭ ‬يتيح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬أطر‭ ‬الصداقة‭ ‬والتفاعل‭ ‬الشعبي‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أيضاً‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬المسارات‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مضامين‭ ‬لوثيقة‭ ‬الشراكة‭ ‬الأوروبية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ثلاث‭ ‬ملاحظات‭ ‬حول‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬أولها‭: ‬طول‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬تستغرقها‭ ‬القرارات‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬الشراكة‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬الأوروبية‭ ‬يجيء‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬وربما‭ ‬يستغرق‭ ‬الأمر‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬لويس‭ ‬بوينو‭ ‬الناطق‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬العملية‭ ‬نوعاً‭ ‬ما‭ ‬معقدة‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬بمجلس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والبرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬التصريح‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬طول‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬أيضاً‭ ‬لإبرام‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإطاري‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬وثانيها‭: ‬الدور‭ ‬الأوروبي‭ ‬المتوقع‭ ‬تجاه‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬تنامي‭ ‬ذلك‭ ‬الدور‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬ففي‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬أعلن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تأسيس‭ ‬بعثة‭ ‬بحرية‭ ‬‮«‬أسبيدس‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬وحول‭ ‬تلك‭ ‬البعثة‭ ‬قال‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬لأنها‭ ‬تعني‭ ‬حماية‭ ‬الشحن‭ ‬البحري‭ ‬الخاص‭ ‬بنا،‭ ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬يوضح‭ ‬ذلك‭ ‬أننا‭ ‬كمجتمع‭ ‬دولي‭ ‬نقف‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسار‭ ‬الصراعات‭ ‬الراهنة‭ ‬وترتيبات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬المتوقعة‭ ‬تعني‭ ‬دوراً‭ ‬أوروبياً‭ ‬أكبر‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الممتدة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وثالثها‭: ‬ضرورة‭ ‬إدراك‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومنها‭ ‬إعلان‭ ‬بريطانيا‭ ‬إعفاء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬تأشيرة‭ ‬الدخول‭ ‬وكذلك‭ ‬إعلان‭ ‬روسيا‭ ‬الإعفاء‭ ‬ذاته‭ ‬لبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬إعفاءات‭ ‬كاملة‭ ‬ولكنها‭ ‬تقدم‭ ‬تسهيلات‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬تتجاوز‭ ‬زيارات‭ ‬السياحة‭ ‬والعمل‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الإقامة‭ ‬والتملك‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬لتعزيز‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬وخاصة‭ ‬استكشاف‭ ‬الجوانب‭ ‬الثقافية‭ ‬والقيمية‭ ‬لدى‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عالم‭ ‬تتناقل‭ ‬فيه‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬التطورات‭ ‬لحظة‭ ‬وقوعها‭.‬

تدرك‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬هيكلية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬يراها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تمثل‭ ‬تحولاً‭ ‬نوعياً‭ ‬في‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬خصوصية‭ ‬التجربة‭ ‬الأوروبية‭ ‬والتي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬والقيم‭ ‬وأخيراً‭ ‬السياق‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬وقيود‭ ‬ولكن‭ ‬مقومات‭ ‬الشراكة‭ ‬والتي‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أساسية‭ ‬وتلبي‭ ‬طموحات‭ ‬الطرفين‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أطر‭ ‬زمنية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحولات‭ ‬إقليمية‭ ‬وأخرى‭ ‬عالمية‭ ‬جعلت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬تلك‭ ‬التفاعلات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬بشكل‭ ‬تنافسي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬الأمن‭ ‬الصلب‭ ‬والناعم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا