لم تعد إدارة الأملاك العقارية مجرد مهنة أو وظيفة يقوم بها البعض، بل باتت تخصصا وعلما ومجالا حيويا في القطاع العقاري. بل في كثير من الأحيان يتوقف نجاح المشاريع العقارية واستدامتها على نجاح إدارة العقار نفسه.
ومع تزايد أهمية إدارة العقارات، ظهرت شركات متخصصة أصبحت تمثل مفاصل هامة في أي سوق عقاري ناجح. كما لم تعد مثل هذه الشركات مقتصرة في خدماتها على المشاريع العقارية السكنية، بل باتت تشمل جميع أنواع العقارات بما فيها السكنية والتجارية والصناعية بل وحتى المناطق مثل المناطق الصناعية.
باختصار يمكن تعريف إدارة الأملاك العقارية بأنها تلك العمليات التي تعتمد على التخطيط والتقييم والمراقبة لجميع الأنشطة المتعلقة بالعقارات بهدف تشغيلها وتحقيق أفضل عائد منها وتقليل المخاطر وخفض التكاليف من خلال أفضل الممارسات والخطط، وهذا ما يتطلب امتلاك خبرة واسعة في القطاع من جانب، ومهارات متعددة من جانب اخر كالتسويق والمحاسبة والقانون والإدارة.
ويرجع البعض تاريخ إدارة العقارات الى العصر الروماني حيث كان الأثرياء من ملاكُ الأراضي يعتمدون على وكلاءً لإدارةِ ممتلكاتهم.
وبطريقة مشابهة كان اللوردات والنبلاء في العصورِ الوسطى يديرون الأراضي والممتلكات العقارية. وتطور الامر مع الثورة الصناعية وانتشار المدن المتطورة ومساكن العمال بشكل خاص، حيث ظهرت الحاجة الى إدارة هذه العقارات والحفاظ عليها وصيانتها وجمع الإيجارات.
ويمكن اعتبار معهد IREM الأمريكي الذي انشئ عام 1933 أول معهد متخصص في إدارة العقارات، وكان خطوة هامة الى تحويل هذا الدور الى مهنة ذات معايير وشهادات علمية وتدريبية.
اليوم باتت إدارة الأملاك جزءا لا يتجزأ من معايير نجاح المشاريع العقارية الكبيرة. وهي في الواقع توفر على ملاك العقارات الكثير من الوقت والجهد على الرغم من التكاليف التي يدفعها لهذه الشركات والمكاتب. كما تسهم هذه المكاتب في تحقيق أعلى عائد ممكن على الاستثمار، وتحسين نسبة الإشغال وزيادة الإيجارات، وتحمل المسؤولية الإدارية، وبنفس الوقت ضمان الحفاظ على العقار وتطويره المستمر.
كما يضمن اللجوء الى شركات إدارة العقارات خدمات مميزة للعملاء والمستأجرين بما في ذلك خدمات الصيانة والإصلاحات والاستقبال وحماية الحقوق وانهاء الإجراءات وغيرها.
وبالتالي لم تعد عملية إدارة الأملاك العقارية تتم بين المالك والمستأجر مثلا، وانما بين ثلاثة أطراف هي مالك العقار، شركة إدارة العقارات، والعميل.
وباتت شركات إدارة الأملاك تتنافس في تقديم الخدمات المميزة لجذب ملاك ومطوري تلك المشاريع. ومن الخدمات التي تقدمها شركات إدارة الأملاك العقارية:
- التسويق والتأجير. وهذا ما يعتمد على خطة تسويقية واضحة لتسويق العقارات وجذب مستأجرين جدد، ومتابعة العقود وتجديدها، إلى جانب متابعة المشكلات القانونية والنزاعات بين جميع الأطراف.
- عمليات التفتيش والتسليم والاستلام وإدارة العمليات اليومية للعقارات.
- تحصيل الإيجارات، ودفع الفواتير والضرائب والرسوم.
- القيام بأعمال الصيانة والإصلاح والتنظيف ورش المبيدات وتحسين الخدمات والمرافق.
- القيام بدور الوسيط في المعاملات مع المستأجرين والموردين ومختلف الجهات الأخرى.
- توفير الخدمات التنافسية للعملاء من مشترين ومستأجرين.
- المتابعة والدراسة المستمرة لأوضاع السوق العقاري وتحديد الأسعار والايجارات المناسبة.
- إعداد التقارير الشاملة والتحليلات المتعلقة بالأملاك العقارية خاصة فيما يتعلق بالجوانب المالية والقانونية والإدارية.
- وضع الخطط والاستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لزيادة الكفاءة التشغيلية للمشاريع العقارية. وهذا ما يشمل أيضا التسويق وتقليل الهدر وبرامج الصيانة واضافة الخدمات التنافسية وغيرها.
- التفاوض مع كافة الأطراف ذات العلاقة بالعقار واتمام الإجراءات، الأمر الذي يوفر على المالك الكثير من الجهد والوقت.
إلى جانب العديد من الخدمات والأنشطة التي تقوم بها شركات إدارة العقارات. ومع توسع هذه الشركات، بات الكثير منها يضم عدة إدارات مثل إدارة التأجير وإدارة التسويق وإدارة المرافق وإدارة الأصول وإدارة العقود وإدارة متخصصة في الدراسات.
وقد تلجأ شركات إدارة العقارات إلى أطراف أخرى من اجل ضمان تقديم أفضل الخدمات، ومن هذه الأطراف:
- مقاولون متخصصون من اجل أعمال الصيانة والتطوير.
- موردون لشراء السلع والخدمات اللازمة للعقارات.
- اللجوء الى مكاتب استشارية او متخصصين خاصة في الجوانب القانونيين والمالية والتسويقية. علما بأن الكثير من مكاتب إدارة العقارات باتت تمتلك استشاريين متخصصين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك