قد تبدو مصطلحات البرودة والسخونة غريبة بعض الشيء، لكنها دلالات تستخدم بأسواق العقار بشكل عام، فيوصف هذا السوق العقاري بأنه ساخن، وذلك السوق بأنه بارد. فما المقصود بذلك؟ وماهي معايير ومقاييس برودة وسخونة السوق العقاري؟
على الرغم من كونه من أكثر القطاعات الاستثمارية امنا وثباتا، إلا ان سوق العقار يتأثر بالكثير من الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية سواء كانت محلية او عالمية. وتبعا لحركة السوق وطبيعة العرض والطلب تتأثر قيمة التداولات العقارية وعددها وأسعار العقارات سلبا او إيجابا، كما تتأثر عمليات البيع والشراء والبناء لكافة أنواع العقارات مثل المنازل الخاصة والأراضي والعقارات التجارية والمكاتب وغيرها. وهنا ينتج عنه ما يعرف بالسوق العقاري البارد او الساخن.
السوق البارد
السوق العقاري البارد يحدث عندما يكون هناك انخفاض في الطلب على العقارات، مع ارتفاع المعروض. وبالتالي تنخفض الأسعار بشكل تدريجي، فيحدث ما يسمى بالسوق البارد. وقد يرتبط الامر بالدورات العقارية والظروف المحيطة.
من هنا بعرف السوق العقاري البارد بأنها السوق الذي يعاني من انخفاض الطلب على العقارات، مع ارتفاع العرض، وبنفس الوقت انخفاض الأسعار. ويتبع ذلك تراجع اعداد المشترين المحتملين والمنافسة.
اجمالا، هناك عدة عوامل تؤد الى السوق العقارية البارجة، منها طبيعة الدورة العقارية التي يحدث فيها نمو تدريجي يصل الى الذروة ثم تراجع تدريجي يصل الى أدنى مستويات الأداء. كما يؤثر تراجع النمو الاقتصادي سلبا على السوق العقاري ويصل به الى مرحلة البرود. ويلعب الركود الاقتصادي دورا في المشكلة حيث يؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى الأفراد، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على العقارات.
يضاف الى ذلك العديد من التحديات والعوامل المؤثرة مثل ارتفاع معدلات الفائدة على القروض العقارية، واعتماد السوق على الشراء بالتقسيط بشكل كبير. حيث يصبح قرض الرهن العقاري أكثر كلفة وصعوبة.
وتساهم التقلبات والتغيرات في اتجاهات السوق بهذا الجانب مثل الاتجاه العام الى التأجير أكثر من الشراء. وكل هذه العوامل تساهم في انخفاض الطلب مع تزايد المعروض ومن ثم انخفاض الأسعار.
ولكن ليس بالضرورة ان يكون السوق البارد سيئا للجميع، فقد يمثل فرصا جيدة للكثير من المشترين غير الاستثماريين، وحتى من يشتري بغرض الاستثمار شريطة ان يكون على وعي بطبيعة السوق وواثق من عدم حدوث المزيد من الانخفاض في السوق. وبالمقابل يواجه البائعون في السوق العقاري البادر تحديات تتمثل في انخفاض الأسعار وقلة الطلب وبالتالي تأخر بيع العقار والاضطرار الى تقديم الكثير من التنازلات.
السوق الساخن
على عكس السوق العقاري البارد، يتميز سوق العقارات الساخن بارتفاع الطلب على العقارات، وقد يقابل ذلك انخفاض في العرض، وبالتالي ارتفاع في الأسعار.
ويحدث ذلك نتيجة عدة عوامل منها النمو الاقتصادي بشكل عام، وتخفيض أسعار الفائدة وارتفاع القدرة الشرائية لدى الافراد، ونمو المجتمع والاستقرار السياسي والاقتصادي في الدولة التي يقع بها السوق العقاري. كما تسهم الإصلاحات الاقتصادية إيجابا في تسخين السوق العقاري مثل تقليص نسبة البطالة وارتفاع معدلات التوظيف مما يزيد من القدرة الشرائية والاتجاه الى الزواج وتأسيس اسر جديدة، فيزيد الطلب على العقار ويرتفع عدد المشترين المحتملين لكل عقار معروض، وبالتالي ينخفض المعروض مقارنة بالطلب وترتفع المنافسة، ثم ترتفع الأسعار ليصل السوق الى اعلى درجات السخونة.
وعلى عكس السوق الباردة، يمثل السوق العقاري الساخن تحديا للمشترين الذين يدفعون اسعارا اعلى حتى من السعر المعروض للعقار من اجل الحصول عليه. كما يواجهون صعوبة في الأساس في الحصول على العقار المناسب الذي يبحثون عنه.
وبالمقابل يحظى البائعون والمطورون بفرص كبيرة تضمن لهم بيع عقاراتهم بأعلى الأسعار وبأوقات قياسية.
وخلاصة القول إن المعيار في قياس برودة وسخونة السوق هو حالة الطلب إذا كان منخفضا او مرتفعا، وما يقابله من حالة العرض وارتفاع او انخفاض الأسعار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك