العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحديات الذكاء الاصطناعي وتوجيه التقنية نحو مستقبل مسؤول

بقلم: نبيلة رجب {

الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

نعيش‭ ‬حاليا‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬السريع‭ ‬والمتسارع،‭ ‬حيث‭ ‬يحدث‭ ‬تحول‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬بأشكال‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتصورها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬القفزات‭ ‬المذهلة،‭ ‬تنشأ‭ ‬تحديات‭ ‬ومخاطر‭ ‬جمة‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬تجاهلها‭. ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬اليقظة‭ ‬والاستعداد‭ ‬غير‭ ‬المسبوق،‭ ‬وتطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬جوهرية‭: ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬فعلاً‭ ‬مستعدون‭ ‬لمواكبة‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬الهائل؟‭ ‬وهل‭ ‬لدينا‭ ‬الوعي‭ ‬الكافي‭ ‬بالمخاطر‭ ‬المرافقة‭ ‬لهذا‭ ‬العصر‭ ‬الجديد؟

الفيزيائي‭ ‬البريطاني‭ ‬الشهير،‭ ‬الراحل‭ ‬ستيفن‭ ‬هوكينج،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ألقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصاحب‭ ‬القفزات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬هوكينج‭ ‬صاغ‭ ‬تحذيره‭ ‬بعبارات‭ ‬لا‭ ‬تنسى،‭ ‬مؤكدا‭: ‬‮«‬قد‭ ‬يتحول‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬إلى‭ ‬أعظم‭ ‬إبداعات‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬أخطر‭ ‬كوارثها‮»‬‭ ‬وبالفعل،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الغد‭ ‬محفوفا‭ ‬بالأسرار‭ ‬والغموض‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنتائج‭ ‬المستقبلية‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاحتمالات‭ ‬هذه‭ ‬السيناريوهات،‭ ‬وأن‭ ‬نضمن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬النتائج،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬إيجابية‭ ‬أم‭ ‬سلبية‭. ‬تحذير‭ ‬هوكينج‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬ينبهنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬بكل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬الواسعة‭ ‬والمثيرة،‭ ‬قد‭ ‬تخفي‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬مخاطر‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭.‬

تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي

يعد‭ ‬التأثير‭ ‬المتزايد‭ ‬للتقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬على‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬الأطروحات‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي‭. ‬فكل‭ ‬ابتكار‭ ‬جديد‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬التحديات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬المتنوعة‭ ‬والمعقدة‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭.‬

هذا‭ ‬التقدم‭ ‬السريع‭ ‬يطرح‭ ‬علينا‭ ‬أسئلة‭ ‬جوهرية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬نحملها،‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬الصواب‭ ‬وما‭ ‬الخطأ؟‭ ‬وما‭ ‬يجدر‭ ‬أن‭ ‬يعد‭ ‬ملائمًا‭ ‬في‭ ‬محافلنا‭ ‬وما‭ ‬يجدر‭ ‬منعه؟‭ ‬إن‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬تتطلب‭ ‬تأملًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬ومناقشة‭ ‬واسعة‭.‬

تتطور‭ ‬الأخلاق‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬مستجيبة‭ ‬لتغيرات‭ ‬الثقافة‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي،‭ ‬وتتأثر‭ ‬بالظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتكنولوجية‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬التغييرات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬تسير‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬مما‭ ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬نتبناها‭ ‬ونعتز‭ ‬بها‭.‬

سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية،‭ ‬أو‭ ‬الرقابة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فإن‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭ ‬تستلزم‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬تحديات‭ ‬أخلاقية‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭. ‬ويتطلب‭ ‬منا‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬بعمق‭ ‬وأن‭ ‬نناقش‭ ‬بانفتاح‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحكم‭ ‬مجتمعاتنا‭.‬

وبذلك،‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬مضطرين‭ ‬لإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬نعتنقها،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقبولًا‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬تحريمه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭.‬

التكنولوجيا‭ ‬الجينية‭ ‬بين‭ ‬إمكانيات‭ ‬الابتكار‭ ‬ومخاطر‭ ‬التطبيق

تقف‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬عتبة‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬قد‭ ‬تعيد‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبلها‭ ‬بفضل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجينية‭ ‬وتقنية‭ ‬CRISPR‭-‬Cas9،‭ ‬اللتين‭ ‬تبشران‭ ‬بإمكانية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬الوراثية‭. ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬تحسين‭ ‬المحاصيل‭ ‬الغذائية،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬بإحداث‭ ‬طفرة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الزراعة‭ ‬والصحة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

تقنية‭ ‬CRISPR‭ ‬هي‭ ‬مثال‭ ‬حي‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للعلم‭ ‬أن‭ ‬يستلهم‭ ‬من‭ ‬الطبيعة؛‭ ‬فهي‭ ‬تقتبس‭ ‬آليات‭ ‬دفاعية‭ ‬بكتيرية‭ ‬لتمكيننا‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬كتابة‭ ‬الكود‭ ‬الجيني‭ ‬بدقة‭ ‬مذهلة‭. ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬يعد‭ ‬قفزة‭ ‬عظيمة‭ ‬عن‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬بإمكاننا‭ ‬الآن‭ ‬التعديل‭ ‬الجيني‭ ‬بلا‭ ‬أخطاء‭ ‬تذكر‭ ‬تقريبًا،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬حدوث‭ ‬مضاعفات‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيها‭.‬

لكن،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تقدم‭ ‬كبير،‭ ‬تبرز‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭. ‬ها‭ ‬نحن‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬أخلاقي،‭ ‬حيث‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬من‭ ‬الفجوات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬معززة‭ ‬بذلك‭ ‬فكرة‭ ‬وجود‭ ‬‮»‬نخبة‭ ‬جينية‮«‬‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياتها‭ ‬بوسائل‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تنبثق‭ ‬المخاوف‭ ‬البيئية‭ ‬أيضا،‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬التلاعب‭ ‬بالجينات‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬قد‭ ‬ترتد‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬الدقيقة‭.‬

لذا‭ ‬يتوجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نسير‭ ‬بهدوء‭ ‬وتفكير‭ ‬عميق‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشرقا‭ ‬ولكنه‭ ‬محفوف‭ ‬بالمخاطر‭. ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إقامة‭ ‬أطر‭ ‬تنظيمية‭ ‬صارمة‭ ‬تسمح‭ ‬لنا‭ ‬باستغلال‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬للنفع‭ ‬العام،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬واحترام‭ ‬التوازن‭ ‬الطبيعي‭. ‬الحوار،‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شاملا‭ ‬لكل‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المجتمعات‭ ‬والاختصاصات،‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لموازنة‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬المعقدة‭ ‬والسير‭ ‬قدمًا‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭.‬

فالحوار‭ ‬والمناقشة‭ ‬المفتوحة‭ ‬هما‭ ‬أداتان‭ ‬أساسيتان‭ ‬لتنمية‭ ‬الوعي‭ ‬الأخلاقي‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬التفاعل‭ ‬الفكري،‭ ‬نتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬تقييماتنا‭ ‬وتوسيع‭ ‬فهمنا‭ ‬للمعايير‭ ‬الأخلاقية‭. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متسارع‭ ‬النمو‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الآلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭. ‬ويمكن‭ ‬لذلك‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يبعدنا‭ ‬عن‭ ‬بوصلة‭ ‬الإنسانية‭.‬

لذا،‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح‭ ‬على‭ ‬التطلع‭ ‬لمستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إنسانية‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتحسين‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وجودتها،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استغلالها‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأنشطة‭ ‬الضارة‭ ‬أو‭ ‬السلوك‭ ‬غير‭ ‬الأخلاقي‭.‬

العالم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نُظم‭ ‬إدارية‭ ‬مبتكرة‮»‬‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬الرسالة‭ ‬هنا‭ ‬واضحة‭: ‬الحوار‭ ‬والمناقشة‭ ‬المفتوحة‭ ‬حول‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬مهمان‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

‭ ‬فنحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬بعمق‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وأين‭ ‬نضع‭ ‬الحدود،‭ ‬وما‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ترشدنا‭. ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والحوار‭ ‬المفتوح،‭ ‬يمكننا‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬نتجه‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭.‬

السباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬وضرورة‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬تحمينا

يفرض‭ ‬التقدم‭ ‬المذهل‭ ‬والمتسارع‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬القانوني‭ ‬والتشريعي،‭ ‬مستدعيًا‭ ‬ضرورة‭ ‬تجديد‭ ‬وتحديث‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬بصورة‭ ‬دورية‭ ‬ومتواصلة‭. ‬هذا‭ ‬التجديد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاكي‭ ‬ويراعي‭ ‬الابتكارات‭ ‬المستجدة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬لمصلحة‭ ‬المجتمع،‭ ‬بل‭ ‬وأيضًا‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭..‬

فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العملية‭ ‬التشريعية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬السريعة‭ ‬والديناميكية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاونًا‭ ‬حيويًا‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬التقنيين،‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬لضمان‭ ‬تشريعات‭ ‬تتسم‭ ‬بالنضج‭ ‬والشمولية‭. ‬وبذلك،‭ ‬نضمن‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬يخدم‭ ‬قيمنا‭ ‬ويعزز‭ ‬التقدم‭ ‬الإنساني‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تهديده‭.‬

تعد‭ ‬العملية‭ ‬المستمرة‭ ‬لتحديث‭ ‬القوانين‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬تدابير‭ ‬لصون‭ ‬إنجازاتنا‭ ‬وتأمين‭ ‬آفاق‭ ‬مستقبلية،‭ ‬بل‭ ‬تمثل‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتأثر‭ ‬بوتيرة‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭. ‬الإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬نبادر‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتشكيل‭ ‬مستقبل‭ ‬يعزز‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬ويفتح‭ ‬أمامه‭ ‬مسارات‭ ‬متجددة‭ ‬للرقي‭ ‬والتطور‭. ‬

 

{ محامية‭ ‬ومستشارة‭ ‬قانونية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا