نستمر في هذه السلسلة عرض نماذج لأغلى المباني في العالم، حيث عرضنا في حلقة سابقة أغلى المباني على الاطلاق وهي أبراج البيت في مكة المكرمة والتي بلغت تكلفتها 15 مليار دولار. كما استعرضنا مبنى مارينا باي ساندز في سنغافورة الذي تكلف حوالي 5.7 مليار دولار.
اليوم نستعرض تحفة عقارية تكنولوجية تمثل خلاصة الابداع البشري في الممازجة بين العقار والتكنولوجيا مع الحفاظ على البيئة.
كيف لا يكون كذلك ومالك هذا المبنى هو عملاق صناعة التكنولوجيا «آبل».
«آبل بارك» الذي صنف كواحد من اغلى المباني في العالم، يجمع في شكله بين سفينة الفضاء، ورمز التفاحة التي تميز الشركة.
وأعلن عنه لأول مرة قبل ستيف جونز نفسه عام 2006، ولكن أعمال الرسم والتخطيط والتصاريح استغرقت حوالي 8 سنوات. وفي عام 2014 بدأت اعمال التطوير والبناء. لينتقل الموظفون اليه عام 2017.
وفي حين كانت الميزانية المقررة للمشروع نصف مليار دولار، فإن التكلفة الفعلية النهائية بلغت خمسة مليارات. (تكلفة الأرض وحدها 160 مليون دولار)، ليكون بذلك أحد أغلي عشر مبان في العالم. ولا يعتبر هذا الرقم مبالغا اذا ما عرفنا انه يقدر اليوم بمبلغ ترليوني دولار.
وللمقارنة، فإن أطول برج في أميركا وهو مركز التجارة العالمي الجديد في نيويورك كلف 3.9 مليار دولار.
صمم مبنى «آبل بارك» المعروف بسفينة الفضاء والذي يقع في ولاية كاليفورنيا الامريكية ويمتد على مساحة تبلغ 2.8 مليون قدم مربع (175 فدان)، من قبل نورمان فوستر، ليمثل أحد ابرز النماذج للمباني الصديقة للبيئة، حيث يعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%.
يتألف مبنى سفينة الفضاء هذا من أربعة طوابق فوق الأرض وثلاثة طوابق تحت الأرض. ويمتد على شكل دائرة كاملة محيطها ميل واحد وقطرها 1512 قدم. وتستوعب مكاتب ومرافق المبنى أكثر من 12،000 موظف.
ومنذ البداية، حرصت الشركة على أن يكون المبنى نموذجا للمباني الخضرا، حيث يعتمد بشكل رئيسي على الطاقة المتجددة والألواح الشمسية التي تولد 17 ميغاواط من الطاقة. ما يجعله أحد أكبر الأسطح الشمسية في العالم.
ومن مميزات المبنى أنه لا يتطلب استخدام أنظمة التكييف خلال تسعة أشهر من السنة. حيث يعتبر أحد أكبر المباني ذات التهوية الطبيعية في العالم.
وتمثل المساحات الخضراء 80% من مساحة الأرض، هي تضم حوالي 9000 من الأشجار المقاومة للجفاف كالزيتون والمشمش والكرز. وهناك حوالي 3.2 كيلومتر من الممرات لرياضة المشي والجري. الى جانب 2000 دراجة للتنقل بين المباني.
ويضم المبنى مسرحًا يحمل اسم ستيف جوبز، صمم أيضا بشكل دائري زجاجي. وهو مكان لعقد المؤتمرات والاجتماعات، ويتسع لأكثر من ألف شخص.
وعلى الرغم من كونه مقرا رئيسيا للشركة، إلا أن “آبل بارك” بات اليوم مرفقا سياحيا حيويا يستقطب محبى شركة “آبل” من جميع أنحاء العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك