العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حكمة «الأستاذ».. وشغف «الشباب»

ذات‭ ‬مرة‭ ‬قيل‭ ‬للمفكر‭ ‬العربي‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬محمود‭: ‬لماذا‭ ‬نراك‭ ‬تصر‭ ‬إصرارا‭ ‬غريبا‭ ‬وملحا‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العام،‭ ‬فيما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والشيوخ‭ ‬يرون‭ ‬أنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬والتعليم‭..‬؟‭ ‬فرد‭ ‬عليهم‭ ‬د‭. ‬مصطفى‭ ‬محمود‭ ‬قائلا‭: (‬إنّ‭ ‬لم‭ ‬يشترك‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬الحياة،‭ ‬فهناك‭ ‬آخرون‭ ‬سوف‭ ‬يجبرونهم‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يصنعونها‭).. ‬أي‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نشرك‭ ‬الشباب‭ ‬فيما‭ ‬يتطلع‭ ‬له‭ ‬الوطن‭ ‬والشباب‭ ‬معا،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬ومنصات‭ ‬سوف‭ ‬تجبرهم‭ ‬وتدفعهم‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬تضرهم‭ ‬وتضر‭ ‬مجتمعهم،‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬والمنصات‭.‬

وتقول‭ ‬الإعلامية‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬أوبرا‭ ‬وينفري‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬تحث‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والشغف‭ ‬والإنجاز‭: ‬إن‭ ‬الشغف‭ ‬هو‭ ‬طاقة،‭ ‬وشعور‭ ‬بالقوة‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬حماسك‭.. ‬وحينما‭ ‬يصاب‭ ‬الشاب‭ ‬بالشغف،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬عملاً‭ ‬وإنّما‭ ‬متعة‭.. ‬والدراسة‭ ‬ليست‭ ‬دراسة‭ ‬وإنّما‭ ‬إثارة،‭ ‬والوظيفة‭ ‬ليست‭ ‬وظيفة‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬وإنما‭ ‬شغف‭.‬

بالأمس‭ ‬تابعنا‭ ‬بكل‭ ‬إعجاب‭ ‬واستمتاع‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬مع‭ ‬طلبة‭ ‬وطالبات‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭.. ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬اللقاء‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محاضرة‭ ‬يلقيها‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬مدة‭ ‬ساعة،‭ ‬وعلى‭ ‬الطلبة‭ ‬الاستماع‭ ‬والتلقي‭.. ‬ولكن‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭ ‬قلب‭ ‬الأمر‭ ‬وعكس‭ ‬الموضوع،‭ ‬وقال‭ ‬للطلبة‭ ‬لقد‭ ‬جئت‭ ‬لأسمع‭ ‬منكم‭ ‬واتحاور‭ ‬معكم‭.. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬الممتعة،‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬

كم‭ ‬أتمنى‭ ‬صادقا‭ ‬من‭ ‬سعادة‭ ‬وزيرة‭ ‬الشباب،‭ ‬ومن‭ ‬سعادة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وكذلك‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لـ«تمكين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يعيدوا‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭.. ‬أن‭ ‬يتفحصوا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الشباب‭.. ‬أن‭ ‬يتوقفوا‭ ‬عن‭ ‬تساؤلاتهم‭ ‬وهواجسهم‭.. ‬مخاوفهم‭ ‬وانتقاداتهم‭.. ‬طموحاتهم‭ ‬وتطلعاتهم‭.. ‬وأن‭ ‬يتمعنوا‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬قالها‭ ‬‮«‬الأستاذ‮»‬‭.. ‬في‭ ‬إجاباته‭ ‬وردوده‭.. ‬في‭ ‬شرحه‭ ‬وتفصيله‭.. ‬في‭ ‬الحكايات‭ ‬والوقائع،‭ ‬والتجارب‭ ‬والأمثلة‭ ‬والنماذج‭ ‬التي‭ ‬سردها‭.. ‬هكذا‭ ‬يكون‭ ‬التواصل‭ ‬والتخاطب‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭.. ‬إنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يسمع‭ ‬لهم‭ ‬وينصت‭ ‬لآرائهم،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬شرح‭ ‬الأمور‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬تحترم‭ ‬كيانهم،‭ ‬وبكل‭ ‬خبرة‭ ‬وحنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬تجيد‭ ‬مخاطبة‭ ‬عقولهم‭.‬

العمل‭.. ‬القراءة‭.. ‬النجاح‭.. ‬المستقبل‭.. ‬البحرنة‭.. ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭.. ‬الدافعية‭.. ‬الإيجابية‭.. ‬الوطنية‭.. ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والنقد‭.. ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭.. ‬التجارب‭ ‬والدروس‭ ‬المستفادة‭.. ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬الأستاذ‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬‮«‬الشغف‮»‬‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬والعقول‭.‬

لقد‭ ‬استمتع‭ ‬قراء‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬من‭ ‬حزمة‭ ‬الحوارات‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية،‭ ‬التي‭ ‬أدارها‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬وأصبحت‭ ‬فقرة‭ ‬إعلامية‭ ‬متميزة‭ ‬ينتظرها‭ ‬القراء‭ ‬ويتابعها‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬تنوعها‭ ‬وتعدد‭ ‬أشكالها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحديدا،‭ ‬حيث‭ ‬الحوارات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والفكرية‭ ‬والشبابية،‭ ‬والاجتماعية‭.‬

يقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬بيلنيسكي‮»‬‭: ‬يوهب‭ ‬الإنسان‭ ‬الشباب‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وفي‭ ‬الشباب‭ ‬يمتلك‭ ‬قابلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فترة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬رائع‭ ‬وسامٍ‭.. ‬طوبى‭ ‬لمن‭ ‬يستطيع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالشباب‭ ‬حتى‭ ‬كهولته،‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬لروحه‭ ‬أن‭ ‬يعتريها‭ ‬البرود‭ ‬والقسوة‭ ‬والتحجر‭.. ‬باختصار‭ ‬الحل‭ ‬والجواب‭ ‬والعلاج‭ ‬في‭ ‬‮«‬الشغف‮»‬‭.. ‬وبالشغف‭ ‬وحده‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا