العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية قرار منح المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان صفة مراقب

بقلم: د. بدر محمد عادل {

الجمعة ٠٥ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬منطلق‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعزيزاً‭ ‬لدورها‭ ‬التنموي‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيمها‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬الحقوقي‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬واسعة‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكام‭ ‬قانون‭ ‬إنشائها‭ ‬رقم‭ ( ‬26‭ ) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬المعدل‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ (‬20‭) ‬لسنة‭ ‬2016،‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬رقم‭ (‬21‭) ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬بمنح‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬صفة‭ ‬المراقب‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬وهي‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‭ ‬واللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لرعاية‭ ‬شؤون‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬واللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬واللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمسنين‭.‬

وهذا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬أوصت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تقاريرها‭ ‬السنوية‭ ‬وحظيت‭ ‬بقبول‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬تعكس‭ ‬التقدم‭ ‬الحاصل‭ ‬لحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬منح‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬صفة‭ ‬مراقب‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬والصكوك‭ ‬الدولية‭ ‬الخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تعي‭ ‬أهمية‭ ‬الحوار‭ ‬التشاركي‭ ‬البناء‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬وأنها‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬حثيثة‭ ‬وجادة‭ ‬في‭ ‬إشراك‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مما‭ ‬يعطي‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قريبة‭ ‬وعلى‭ ‬اطلاع‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬وتصورات‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬وعملاً‭ ‬بالمقررات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيعزز‭ ‬مخرجات‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الملاحظات‭ ‬والتوصيات‭ ‬المتخذة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬ستلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ولايتها‭ ‬الواسعة‭ ‬وبصفتها‭ ‬كمراقب‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خلق‭ ‬قنوات‭ ‬تواصل‭ ‬وشراكة‭ ‬مع‭ ‬أنشطة‭ ‬وأعمال‭ ‬هذه‭ ‬اللجان‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬قريبة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسات‭ ‬والممارسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬اللجان،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬والنهج‭ ‬التشاركي‭ ‬والحوار‭ ‬الدائم‭ ‬المعزز‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬بل‭ ‬سيعطي‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ولايتها‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬سيعطي‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬وقوة‭ ‬حقوقية‭ ‬تثير‭ ‬الانتباه‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والنهوض‭ ‬بها‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬بمنح‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬صفة‭ ‬المراقب‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬كجهة‭ ‬محايدة‭ ‬ومستقلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والوفاء‭ ‬بالتزامات‭ ‬الدولة‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

 

{‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬العام‭ ‬المشارك‭ ‬

كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬–‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا