العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

العفو الملكي.. درس جديد للوطن

هناك‭ ‬مقولة‭ ‬تاريخية‭ ‬مأثورة‭: ‬‮«‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬قوة‭ ‬وشجاعة‭ ‬والذين‭ ‬صنعوا‭ ‬التنمية‭ ‬والتسامح‭ ‬هم‭ ‬وحدهم‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬تكررت‭ ‬تلك‭ ‬المقولة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬عديدة‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬ومجتمعات‭ ‬كثيرة،‭ ‬دأبت‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬ومبادئ‭ ‬التنمية‭ ‬والإنسانية‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جاء‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الشامل،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬للعفو‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الشغب‭ ‬والقضايا‭ ‬الجنائية،‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولى‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المشمولين‭ ‬بالعفو‭ ‬السامي‭ (‬1584‭) ‬محكومًا‭.. ‬تأكيدا‭ ‬للحكمة‭ ‬الملكية‭ ‬والإرادة‭ ‬السامية‭ ‬والرؤية‭ ‬الإنسانية‭.‬

وقد‭ ‬تابعنا‭ ‬بالأمس‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المجتمعية‭ ‬والأسرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬الفرحة‭ ‬الغامرة‭ ‬بالعفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬وتقديرا‭ ‬وامتنانا‭ ‬للرعاية‭ ‬الأبوية‭ ‬وشيم‭ ‬وكرم‭ ‬والد‭ ‬الجميع‭ ‬وملك‭ ‬الإنسانية‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬البسمة‭ ‬والسعادة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الأسر‭ ‬وذويهم،‭ ‬وضاعف‭ ‬من‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬السعيد‭.. ‬وأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وضع‭ ‬أرقى‭ ‬النماذج‭ ‬الإنسانية‭ ‬عبر‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬وهو‭ ‬الموقف‭ ‬النبيل‭ ‬المتجدد‭ ‬لرمز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأب‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬والحامي‭ ‬الأول‭ ‬للدستور‭ ‬والقانون‭ ‬والحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأن‭ ‬إنسانية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬تجسد‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬وتسامح‭ ‬لأبناء‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه‭ ‬الكريم‭.‬

العفو‭ ‬السامي،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬الرسمي،‭ ‬وما‭ ‬يؤكده‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقي،‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭ ‬والمتواصل،‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع،‭ ‬وحماية‭ ‬نسيجه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الشخصية‭ ‬والمدنية،‭ ‬ومراعاة‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬واعتبارات‭ ‬صون‭ ‬الاستقلال‭ ‬القضائي‭ ‬والتوفيق‭ ‬بين‭ ‬العقوبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬والظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬وإتاحة‭ ‬فرصة‭ ‬الاندماج‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬ومعايير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبما‭ ‬يتفق‭ ‬ومنهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وثقلها‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

وتأكيدا‭ ‬للنهج‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬العفو،‭ ‬أذكر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬كتبت‭ ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬لفتة‭ ‬أبوية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬تؤكد‭ ‬الحقيقة‭ ‬الدامغة‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليها‭ ‬طوال‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالته،‭ ‬ذلك‭ ‬العهد‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬وعزز‭ ‬قيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحلها،‭ ‬وأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬جسد‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬وعزز‭ ‬صروح‭ ‬الألفة‭ ‬والتآلف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللفتات‭ ‬الملكية‭ ‬المتتالية،‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬المختلفة‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وأن‭ ‬سياسة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التآلف‭ ‬والتآخي‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

كلمة‭ ‬حق‭ ‬واجبة‭ ‬لكل‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬وكذلك‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وكافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات،‭ ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬درسا‭ ‬مستفادا‭ ‬وصفحة‭ ‬جديدة‭.‬

تبقى‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬وإبرازه‭ ‬دوليا‭ ‬وحقوقيا،‭ ‬وتلك‭ ‬مهمة‭ ‬وطنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬بها‭ ‬وتعمل‭ ‬لتنفيذها‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ووزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا