العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الولايات المتحدة وحلف الناتو.. من يحتاج إلى الآخر؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬تأسيس‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬كآلية‭ ‬أمنية‭ ‬لتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الآلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وهي‭ ‬مشروع‭ ‬مارشال‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬أوروبا‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬والذي‭ ‬وضعه‭ ‬جورج‭ ‬مارشال‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬أحد‭ ‬الأعضاء‭ ‬المؤسسين‭ ‬للحلف‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تسهم‭ ‬بالنصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬ميزانيته‭ ‬العسكرية‭ ‬فإن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والحلف‭ ‬والتي‭ ‬يفترض‭ ‬أنها‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬التحالف‭ ‬العسكري‭ ‬بمضامينه‭ ‬تشهد‭ ‬توتراً‭ ‬من‭ ‬آن‭ ‬لآخر،‭ ‬فخلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬هدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬الناتو‭ ‬حال‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬خطاب‭ ‬له‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أقوى‭ ‬بتحالفاتها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬وجه‭ ‬اعتراض‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬اعتادت‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬مجاني‮»‬‭ ‬وأنها‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬تخصص‭ ‬نسبة‭ ‬2‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للنفقات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬4‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬بعد‭ ‬وصول‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬وتهديداته‭ ‬آنذاك،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬يخوض‭  ‬الآن‭ ‬معركة‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس‭ ‬مع‭ ‬منافسة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬للفوز‭ ‬بالرئاسة‭ ‬الأمريكية‭  ‬عاد‭ ‬مجدداً‭ ‬للتلويح‭ ‬بالورقة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬شركائه‭ ‬الأوروبيين‭ ‬في‭ ‬الحلف،‭ ‬فخلال‭ ‬تجمع‭ ‬انتخابي‭ ‬لترامب‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ساوث‭ ‬كارولينا‭ ‬قال‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يحمي‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬مستقبلي‭ ‬إذا‭ ‬تأخرت‭ ‬مساهماتها‭ ‬في‭ ‬الحلف‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفرق‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬بين‭ ‬الأجندة‭ ‬الانتخابية‭ ‬والسياسة‭ ‬الواقعية‭ ‬فإن‭ ‬التاريخ‭ ‬يعكس‭ ‬أيضاً‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬ففي‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬بعد‭ ‬تعرض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لاعتداءات‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬قال‭ ‬دونالد‭ ‬رامسفيلد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬غاضب‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬رأته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقاعساً‭ ‬للحلف‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭  ‬الاعتداءات‭ ‬‮«‬‭ ‬الحلف‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬يموت‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الغضب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بلغ‭ ‬مداه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسالة‭ ‬نقلها‭ ‬بول‭ ‬وولفويتز‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2001‭ ‬كان‭ ‬مضمونها‭ ‬لدول‭ ‬الحلف‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتصلوا‭ ‬بنا‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬سنتصل‭ ‬بكم‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬طلب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬محدداً‭ ‬فقد‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬الناتو‭ ‬القيام‭ ‬بثمانية‭ ‬إجراءات‭ ‬تضمن‭ ‬أمن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والحلف‭ ‬مستقبلاً‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬المسعى‭ ‬النشط‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الحلف‭ ‬بالفعل‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الأهم‭ ‬ما‭ ‬دلالات‭ ‬إمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للحلف‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬أو‭ ‬شراكات‭ ‬الحلف‭ ‬وخاصة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬1994‭ ‬ومبادرة‭ ‬إستانبول‭ ‬2004‮»‬؟‭  ‬وهو‭ ‬تساؤل‭ ‬ذو‭ ‬دلالة‭ ‬مهمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬قال‭ ‬صراحة‭  ‬‮«‬إنه‭ ‬سوف‭ ‬يعيد‭ ‬تقييم‭ ‬المساعدات‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬يخلق‭ ‬الاستجابة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مواجهة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تحدي‭ ‬عرقلة‭  ‬الكونجرس‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ووجود‭ ‬دعوات‭ ‬تطالب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالتفاوض‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬فإن‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الناتو‭ ‬وخلال‭ ‬اجتماعهم‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭ ‬أعلنوا‭ ‬مناقشة‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬بقيمة‭ ‬108‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬اللازم‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬كخيار‭ ‬بديل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تخلى‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬حال‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬مجدداً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬لدعم‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬خلال‭ ‬مواجهتها‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬ولكنه‭ ‬برأيي‭ ‬يواجه‭ ‬ثلاث‭ ‬صعوبات‭ ‬أولها‭: ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬الحلف‭ ‬الميزانية‭ ‬الكافية‭ ‬لذلك‭ ‬،‭ ‬فكما‭ ‬أشرت‭  ‬فإن‭ ‬الخلاف‭ ‬الأساسي‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركائها‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬التزامهم‭ ‬بتخصيص‭ ‬2%‭ ‬للإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬للحلف،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بصندوق‭ ‬دفاعي‭ ‬يخصص‭ ‬لدعم‭ ‬دولة‭ ‬ليست‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟،‭ ‬وثانيها‭: ‬تباين‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬حيال‭ ‬ذلك‭ ‬المقترح،‭ ‬فاللوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬ظهرت‭ ‬اختلافات‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬بشكل‭ ‬محتدم،‭ ‬وثالثها‭: ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬المقترح‭ ‬على‭ ‬مساعي‭ ‬أوروبا‭ ‬لتأسيس‭ ‬هوية‭ ‬أمنية‭ ‬أوروبية‭ ‬مستقلة،‭ ‬وهي‭ ‬المساعي‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬سبيلها‭ ‬في‭ ‬مقترحات‭ ‬عديدة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬النور‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬فمازال‭ ‬حلم‭ ‬الجيش‭ ‬الأوروبي‭ ‬الموحد‭ ‬يراود‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬أيضاً‭ ‬للوجود‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬خارج‭ ‬أراضيها‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬رمزي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬إرسال‭  ‬القوة‭ ‬البحرية‭ ‬‮«‬أسبيدس‮»‬‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬تأثير‭ ‬تخلي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الناتو‭- ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أمراً‭ ‬مستبعداً‭- ‬على‭ ‬شراكات‭ ‬الحلف‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬فلاشك‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬بالغ،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شراكات‭ ‬أمنية‭ ‬ثنائية‭ ‬بين‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬لم‭ ‬تتعامل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭  ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لكونها‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬الحلف‭ ‬ولكن‭ ‬الخبرة‭ ‬العملية‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬واضحاً‭ ‬خلال‭ ‬تدخل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬إذ‭ ‬تؤكد‭ ‬كل‭ ‬المصادر‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬القوي‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬للحلف‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬عسكرياً،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الناتو‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الحلف‭ ‬كمنظمة‭ ‬دفاعية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬بأنها‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬75‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬تأسيسه‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لذلك‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬أخرى‭. ‬

ولست‭ ‬بحاجة‭ ‬للتأكيد‭ ‬مجدداً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقالاتي‭ ‬السابقة‭ ‬عن‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬انهيار‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬بينما‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬الرباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬تجمعها‭ ‬مصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬وترى‭ ‬أنها‭ ‬تواجه‭ ‬تهديدات‭ ‬مشتركة‭ ‬سواء‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الناتو‭ ‬أو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬فإن‭ ‬مصالحهما‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬واحدة‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬إعادة‭ ‬التموضع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحدي‭ ‬الروسي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والناتو‭ ‬بحاجة‭ ‬لمراجعة‭ ‬علاقتهما‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لذلك‭.   ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا