العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

فلسفة الأعياد في الإسلام.. بين المقاصد والأحكام

الجمعة ١٢ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

جعل‭ ‬الله‭ ‬التغيير‭ ‬والتنويع‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬الخلق‭ ‬وفطرة‭ ‬فطر‭ ‬عليها‭ ‬الحياة‭ ‬والأحياء،‭ ‬والرتابة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قاتلة‭ ‬ومميتة‭ ‬للهمة،‭ ‬ومن‭ ‬حكمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أنه‭ ‬نوع‭ ‬لعباده‭ ‬في‭ ‬شرائعه‭ ‬وشرع‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬يكسر‭ ‬هذه‭ ‬الرتابة،‭ ‬ويجدد‭ ‬النشاط،‭ ‬ويبعث‭ ‬الهمة؛‭ ‬ولذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬تمام‭ ‬حكمته‭ ‬أن‭ ‬شرع‭ ‬لهم‭ ‬الأعياد‭ ‬ليلبي‭ ‬حاجات‭ ‬العباد،‭ ‬ويتجاوب‭ ‬مع‭ ‬فطرهم،‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬للترويح‭ ‬والتغيير،‭ ‬ونزوع‭ ‬إلى‭ ‬التجديد‭ ‬والتنويع،‭ ‬فشرع‭ ‬لهم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬عقب‭ ‬ما‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الصيام،‭ ‬وشرع‭ ‬لهم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬أوجب‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭.‬

والأعياد‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الشعائر‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الشرائع،‭ ‬إلاَّ‭ ‬أن‭ ‬الأعياد‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مقاصدها‭ ‬ومعانيها،‭ ‬فعندما‭ ‬قدم‭ ‬النبي‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬المدينة‭ ‬ولهم‭ ‬يومان‭ ‬يلعبون‭ ‬فيهما،‭ ‬قال‭: ‬ما‭ ‬هذان‭ ‬اليومان؟‭ ‬قالوا‭ ‬كنا‭ ‬نلعب‭ ‬فيهما‭ ‬في‭ ‬الجاهلية؟‭ ‬فقال‭ - ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ -: ‬‮«‬إن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬أبدلكم‭ ‬بهما‭ ‬خيرا‭ ‬منهما‭ ‬يوم‭ ‬الأضحى‭ ‬ويوم‭ ‬الفطر‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬أبو‭ ‬داود‭ ‬وغيره‭.‬

من‭ ‬مقاصد‭ ‬العيد

وكان‭ ‬من‭ ‬المقاصد‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬شرعت‭ ‬لأجلها‭ ‬الأعياد‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬تعميق‭ ‬التلاحم‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأمة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وتوثيق‭ ‬الرابطة‭ ‬الإيمانية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأخوة‭ ‬الدينية‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها،‭ ‬مصداقاً‭ ‬لقول‭ ‬المصطفى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬المؤمن‭ ‬للمؤمن‭ ‬كالبنيان‭ ‬يشد‭ ‬بعضه‭ ‬بعضاً‮»‬‭ (‬البخاري‭).‬

فالعيد‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬يختص‭ ‬به‭ ‬بلد‭ ‬دون‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬أناس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬غيرهم،‭ ‬بل‭ ‬يشترك‭ ‬فيه‭ ‬المسلمون‭ ‬جميعهم‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬البقاع‭ ‬والأماكن‭ ‬حيثما‭ ‬كانوا‭ ‬وحيثما‭ ‬وجدوا،‭ ‬طالما‭ ‬انتسبوا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الدين،‭ ‬وكانوا‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المؤمنين‭.‬

ولهذا‭ ‬شرع‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬المصلى،‭ ‬وألا‭ ‬يترك‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البيت‭ ‬صغيراً‭ ‬أو‭ ‬كبيراً،‭ ‬ذكراً‭ ‬أو‭ ‬أنثى،‭ ‬حتى‭ ‬المرأة‭ ‬الحائض،‭ ‬ليلتقي‭ ‬الجميع،‭ ‬مهللين‭ ‬مكبرين‭ ‬ذاكرين‭ ‬لله،‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية‭.‬

ومن‭ ‬مقاصد‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬تغيير‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬المعتادة،‭ ‬وكسر‭ ‬رتابتها‭ ‬الثابتة،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬حبها‭ ‬وتطلعها‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬ما‭ ‬اعتادته‭ ‬من‭ ‬أعمال،‭ ‬فكان‭ ‬العيد‭ ‬مناسبة‭ ‬للتغيير،‭ ‬وفرصة‭ ‬للترويح،‭ ‬لتستريح‭ ‬بعد‭ ‬التعب،‭ ‬وتفرح‭ ‬بعد‭ ‬الجد‭ ‬والنصب،‭ ‬وتأخذ‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬الاستجمام‭ ‬وما‭ ‬أباح‭ ‬الله،‭ ‬فتعود‭ ‬أكثر‭ ‬عملاً‭ ‬ونشاطاً،‭ ‬ولهذا‭ - ‬والله‭ ‬أعلم‭ - ‬جاء‭ ‬النهي‭ ‬عن‭ ‬صيام‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى‭.‬

ومن‭ ‬مقاصد‭ ‬العيد‭ ‬مباسطة‭ ‬الأهل‭ ‬ومداعبتهم،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باعدت‭ ‬تكاليف‭ ‬الحياة‭ ‬ومشاغلها‭ ‬بين‭ ‬الأب‭ ‬وأبنائه،‭ ‬وبين‭ ‬الزوج‭ ‬وزوجته،‭ ‬وبين‭ ‬الإنسان‭ ‬وأرحامه،‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬عن‭ ‬عائشة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬قالت‭: ‬دخل‭ ‬على‭ ‬النبي‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬وعندي‭ ‬جاريتان‭ ‬تغنيان‭ ‬بغناء‭ ‬بعاث،‭ ‬فاضطجع‭ ‬على‭ ‬الفراش‭ ‬وحوَّل‭ ‬وجهه،‭ ‬فدخل‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬فانتهرني‭ ‬وقال‭: ‬مزمار‭ ‬الشيطان‭ ‬عند‭ ‬رسول‭ ‬الله؟‭ ‬فأقبل‭ ‬عليه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬فقال‭: (‬دعهما‭ ‬فإنه‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭)‬،‭ ‬فلما‭ ‬غفل‭ ‬غمزتهما‭ ‬فخرجتا،‭ ‬وكان‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬يلعب‭ ‬الأحباش‭ ‬بالحراب،‭ ‬فلما‭ ‬سألتُ‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬قال‭: (‬تشتهين‭ ‬تنظرين؟‭ ‬فقلت‭: ‬نعم،‭ ‬فأقامني‭ ‬وراءه،‭ ‬ورأسي‭ ‬على‭ ‬منكبه‭ ‬وخدي‭ ‬على‭ ‬خده،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬مللت‭ ‬قال‭: ‬حسبك؟‭ ‬قلت‭: ‬نعم‭).‬

قال‭ ‬الحافظ‭ ‬ابن‭ ‬حجر‭: ‬‮«‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭: ‬مشروعية‭ ‬التوسعة‭ ‬على‭ ‬العيال‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الأعياد‭ ‬بأنواع‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬بسط‭ ‬النفس،‭ ‬وترويح‭ ‬البدن‭ ‬من‭ ‬كُلَفِ‭ ‬العبادة،‭ ‬وفيه‭ ‬أن‭ ‬إظهار‭ ‬السرور‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬من‭ ‬شعار‭ ‬الدين‮»‬‭.‬

ويجب‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانبساط‭ ‬واللهو‭ ‬المباح،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبداً‭ ‬الانفلات‭ ‬من‭ ‬القيود،‭ ‬والتحلل‭ ‬من‭ ‬الآداب،‭ ‬وإطلاق‭ ‬العنان‭ ‬للشهوات،‭ ‬لتسترسل‭ ‬النفوس‭ ‬في‭ ‬الآثام‭ ‬واللذات،‭ ‬وتنساق‭ ‬مع‭ ‬دواعي‭ ‬الهوى‭ ‬والشيطان،‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬من‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬حياء‭ ‬بدعوى‭ ‬التبسط‭ ‬والترويح‭.‬

ومن‭ ‬مقاصد‭ ‬العيد‭ ‬الأساسية‭ ‬التذكير‭ ‬بحق‭ ‬الضعفاء‭ ‬والعاجزين،‭ ‬ومواساة‭ ‬أهل‭ ‬الفاقة‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬وإغناؤهم‭ ‬عن‭ ‬ذل‭ ‬السؤال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬حتى‭ ‬تشمل‭ ‬الفرحةُ‭ ‬كلَّ‭ ‬بيتٍ،‭ ‬وتعمَّ‭ ‬كل‭ ‬أسرة،‭ ‬ولذلك‭ ‬شُرِعت‭ ‬الأضحية‭ ‬وصدقة‭ ‬الفطر‭.‬

والعيد‭ ‬فرصة‭ ‬لتتصافى‭ ‬النفوس،‭ ‬وتتآلف‭ ‬القلوب،‭ ‬وتتوطد‭ ‬الصلات‭ ‬والعلاقات،‭ ‬وتدفن‭ ‬الضغائن‭ ‬والأحقاد،‭ ‬فتوصل‭ ‬الأرحام‭ ‬بعد‭ ‬القطيعة،‭ ‬ويجتمع‭ ‬الأحباب‭ ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬غياب،‭ ‬وتتصافح‭ ‬الأفئدة‭ ‬والقلوب‭ ‬قبل‭ ‬الأيدي‭.‬

آداب‭ ‬وأحكام

وهناك‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬والسنن‭ ‬والآداب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعيد،‭ ‬ينبغي‭ ‬للمسلم‭ ‬أن‭ ‬يراعيها‭ ‬ويحرص‭ ‬عليها،‭ ‬وكلها‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬المقاصد‭ ‬والغايات‭ ‬التي‭ ‬شرعت‭ ‬لأجلها‭ ‬الأعياد‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬ولا‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬التعبد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وقت‭ ‬وحين‭.‬

عدم‭ ‬الصيام

فمن‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬حرمة‭ ‬صوم‭ ‬يوم‭ ‬العيد،‭ ‬لما‭ ‬ثبت‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬أنه‭ ‬صلَّى‭ ‬قبل‭ ‬الخطبة،‭ ‬ثم‭ ‬خطب‭ ‬الناس‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الناس،‭ ‬إن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬قد‭ ‬نهاكم‭ ‬عن‭ ‬صيام‭ ‬هذين‭ ‬العيدين،‭ ‬أما‭ ‬أحدهما‭ ‬فيوم‭ ‬فطركم‭ ‬من‭ ‬صيامكم،‭ ‬وأما‭ ‬الآخر‭ ‬فيوم‭ ‬تأكلون‭ ‬نُسُكَكَم‮»‬‭. ‬رواه‭ ‬البخاري‭.‬

التكبير

ويستحب‭ ‬في‭ ‬العيد‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬التكبير،‭ ‬فيكبر‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬من‭ ‬غروب‭ ‬شمس‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬ويستمر‭ ‬حتى‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬ولتكملوا‭ ‬العدة‭ ‬ولتكبروا‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هداكم‭) (‬البقرة‭:‬185‭)‬،‭ ‬ويتأكَّد‭ ‬عند‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬المصلى،‭ ‬وانتظار‭ ‬الصلاة‭. ‬وصفة‭ ‬التكبير‭ ‬أن‭ ‬يقول‭: ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬والله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وإن‭ ‬كبَّر‭ ‬ثلاثاً‭ ‬فهو‭ ‬حسن،‭ ‬والأمر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬واسع‭ .‬

الاغتسال‭ ‬والتطيب‭ ‬والتجمل

ومن‭ ‬الآداب‭ ‬المستحبة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬الاغتسال‭ ‬والتجمل،‭ ‬والتطيب‭ ‬ولبس‭ ‬أحسن‭ ‬الثياب،‭ ‬لأنه‭ ‬يوم‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬الناس،‭ ‬فينبغي‭ ‬للمسلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬أحسن‭ ‬مظهر،‭ ‬وأتم‭ ‬هيئة،‭ ‬وذلك‭ ‬إظهاراً‭ ‬لنعمة‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬وشكراً‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به،‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬أثر‭ ‬نعمته‭ ‬على‭ ‬عبده‭.‬

والسنة‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬قبل‭ ‬الصلاة،‭ ‬وأن‭ ‬يأكل‭ ‬تمرات‭ ‬وتراً،‭ ‬ثلاثاً‭ ‬أو‭ ‬سبعاً‭ ‬أو‭ ‬تسعاً،‭ ‬وأما‭ ‬في‭ ‬الأضحى‭ ‬فلا‭ ‬يأكل‭ ‬حتى‭ ‬يذبح‭ ‬أضحيته‭ ‬فيأكل‭ ‬منها،‭ ‬فعن‭ ‬بريدة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كان‭ ‬النبي‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬يوم‭ ‬الفطر‭ ‬حتى‭ ‬يأكل،‭ ‬ولا‭ ‬يأكل‭ ‬يوم‭ ‬الأضحى‭ ‬حتى‭ ‬يرجع‭ ‬فيأكل‭ ‬من‭ ‬أضحيته‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬أحمد‭ .‬

التهنئة‭ ‬عادة‭ ‬حسنة

والتهنئة‭ ‬بالعيد‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬الحسنة‭ ‬التي‭ ‬تعارف‭ ‬عليها‭ ‬الناس،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬القلوب،‭ ‬وجلب‭ ‬للمودة‭ ‬والألفة،‭ ‬وعليه‭ ‬فلا‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬التهنئة‭ ‬بأي‭ ‬لفظ‭ ‬من‭ ‬الألفاظ‭ ‬المباحة‭ ‬كأن‭ ‬يقال‭: ‬‮«‬عيد‭ ‬مبارك‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬عليك،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‮»‬‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬العبارات،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬أصحاب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬إذا‭ ‬التقوا‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬يقول‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‭: ‬‮«‬تقبل‭ ‬الله‭ ‬منا‭ ‬ومنك‮»‬‭.‬

وإظهار‭ ‬السرور‭ ‬والفرح‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬من‭ ‬شعائر‭ ‬الدين،‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬واللهو‭ ‬المباح،‭ ‬وفعل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُدخل‭ ‬البهجة‭ ‬في‭ ‬النفوس،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الحدود‭ ‬الشرعية،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬إفراط‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭.‬

وليحذر‭ ‬المسلم‭ ‬مما‭ ‬يُرتَكَب‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الأعياد‭ ‬من‭ ‬تبذير‭ ‬وإسراف،‭ ‬وتبديد‭ ‬للأموال‭ ‬والأوقات،‭ ‬وجرأة‭ ‬على‭ ‬محارم‭ ‬الله،‭ ‬ونحو‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تنافي‭ ‬التعبد‭ ‬لله‭ ‬الواحد‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتعود‭ ‬بالضرر‭ ‬والخسران‭ ‬على‭ ‬أصحابها‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭.‬

نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬منا‭ ‬صالح‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأن‭ ‬يعيد‭ ‬علينا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬باليُمن‭ ‬والخير‭ ‬والبركة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا