العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مبادرة مجلس التعاون للأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٥ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مارس2024م‭  ‬وبمقر‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بالرياض‭ ‬أعلن‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬ممثلي‭ ‬وزارات‭  ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الست‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وقبيل‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬البنود‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬المعلنة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬خلاصة‭ ‬المناقشات‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أنه‭ ‬تطور‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬اعتبارات‭ ‬أولها‭: ‬حالة‭ ‬الضبابية‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬المنطقة‭ ‬بشأن‭ ‬بيئة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬احتدام‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬تحديين‭ ‬وهما‭ ‬دخول‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬كفاعل‭ ‬في‭ ‬تحولات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ثم‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬بما‭ ‬يطيل‭ ‬أمدها‭ ‬ويتطلب‭ ‬قدرات‭ ‬نوعية‭ ‬لمواجهتها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬جماعي،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬ساحة‭ ‬لتلقي‭ ‬مبادرات‭ ‬للأمن‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬ومنظمات‭ ‬مثل‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تحديداً‭ ‬أو‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬والتي‭ ‬أثارت‭ ‬تساؤلاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬عند‭ ‬إطلاقها‭: ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬المبادرة‭ ‬الخليجية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي؟‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتي‭ ‬يصنف‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كواحد‭ ‬منها‭ ‬اعتادت‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬خططا‭ ‬ومفاهيم‭ ‬استراتيجية‭ ‬كل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬ومنها‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تعكس‭ ‬رؤيتها‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

وبالعودة‭ ‬سريعاً‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1981م‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإماراتية‭ ‬أبوظبي‭ ‬وبمبادرة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح،‭ ‬فإن‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذاته‭ ‬كتنظيم‭ ‬كان‭ ‬مبادرة‭ ‬أمنية‭ ‬استهدفت‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬الست‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬إقليمية‭ ‬هائلة‭ ‬آنذاك‭ ‬وهي‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬واندلاع‭ ‬حرب‭ ‬ضروس‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭ ‬دامت‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬واحتدام‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬آنذاك‭ ‬وما‭ ‬تطلبته‭ ‬من‭ ‬حتمية‭ ‬اصطفاف‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعسكر‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬تجمع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تحت‭ ‬تلك‭ ‬المظلة‭ ‬الإقليمية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بسبب‭ ‬القواسم‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬ترجمة‭ ‬تلك‭ ‬الروابط‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميثاق‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ديباجة‭ ‬واثنين‭ ‬وعشرين‭ ‬مادة‭ ‬توضح‭ ‬أهداف‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬وما‭ ‬يطمح‭ ‬إليه‭ ‬وحقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭.‬

ذلك‭ ‬الميثاق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مثار‭  ‬اهتمام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬باحثي‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الذين‭ ‬رأوه‭ ‬وضع‭ ‬بشكل‭ ‬مغاير‭ ‬لمواثيق‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تجنب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬التكامل‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المجالين‭ ‬الأمني‭ ‬والدفاعي‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬باحثي‭ ‬المنطقة‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬نقطة‭ ‬قوة‭ ‬للميثاق‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يعكس‭ ‬أسس‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬فمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجهاً‭ ‬ضد‭ ‬أحد‭ ‬وإنما‭ ‬استهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬فكرة‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬المظلة‭ ‬الأمنية‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتطلبت‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الخليجي‭ ‬والذي‭ ‬ارتكز‭ ‬على‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إبرامها‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬ومنها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الدفاع‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬مادتها‭ ‬الثانية‭ ‬وبوضوح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬يعد‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بما‭ ‬يستوجب‭ ‬الرد‭ ‬وهي‭ ‬تضاهي‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬وتطوير‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬عشرات‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬رغبة‭ ‬وإرادة‭ ‬وتصميم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬ولا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬لذكرها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المجلس‭ ‬ذاته‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬تطوراً‭ ‬مؤسسيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استحداث‭ ‬الهيئة‭ ‬الاستشارية‭ ‬عام‭ ‬1997م‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬فردا‭ ‬بواقع‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الكفاءات‭ ‬لتقديم‭ ‬رؤاها‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تحال‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬وكذلك‭ ‬استحداث‭ ‬آلية‭ ‬القمم‭ ‬التشاورية‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬بروتوكولية‭ ‬لانعقادها‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬سرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمناقشة‭ ‬أي‭ ‬مستجدات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الشراكات‭ ‬والحوارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬التجمعات‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬

‭ ‬وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬فإن‭ ‬المبادئ‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬التي‭ ‬أسفر‭ ‬عنها‭ ‬اجتماع‭ ‬الرياض‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬تمثل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬مستقبلية‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬مبادرات‭ ‬بشأن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بما‭ ‬يصون‭ ‬المصالح‭ ‬الخليجية‭ ‬وسط‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتسارعة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات‭ ‬الأول‭: ‬تحديد‭ ‬قائمة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والتي‭ ‬لوحظ‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬التقليدية‭ ‬فحسب‭ ‬مثل‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬أو‭ ‬الإرهاب‭ ‬بل‭ ‬شملت‭ ‬القائمة‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وهي‭ ‬جميعها‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬مواجهتها‭ ‬بمفردها‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬إمكاناتها‭ ‬وتأكد‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬المسار‭ ‬الثاني‭: ‬مضامين‭ ‬وآليات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استمرار‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بالحوار‭ ‬وتجنيب‭ ‬المنطقة‭ ‬التصعيد‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬أما‭ ‬المسار‭ ‬الثالث‭: ‬فهو‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

وربما‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬تتسم‭ ‬بالعمومية‭ ‬ولكنها‭ ‬برأيي‭ ‬رؤية‭ ‬متقدمة‭ ‬ومهمة‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬استراتيجيات‭ ‬فرعية‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬محددة‭ ‬بتوافق‭ ‬خليجي‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصدار‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يخضع‭ ‬لمناقشات‭ ‬مطولة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬خارج‭ ‬منطقة‭ ‬الأطلسي‭ ‬ثانياً،‭ ‬الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توجه‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬برمتها‭ ‬نحو‭ ‬التغيير‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬اللاعبين‭ ‬أو‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬خليجية‭ ‬موحدة‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭.‬

إن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذلك‭ ‬التنظيم‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بقاؤه‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة‭ ‬لأمن‭ ‬دوله‭ ‬الست‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تواري‭ ‬تنظيمات‭ ‬مماثلة‭ ‬أو‭ ‬تجميد‭ ‬عمل‭ ‬أخرى،‭ ‬يدرك‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬ملامح‭ ‬الدور‭ ‬الخليجي‭ ‬تجاه‭ ‬تحولات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ويرتكز‭ ‬على‭ ‬قدرات‭ ‬دوله‭ ‬الصلبة‭ ‬والناعمة‭ ‬وميراث‭ ‬العمل‭ ‬ممتد‭ ‬وأكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬لأدنى‭ ‬شك‭ ‬فكرة‭ ‬المصير‭ ‬المشترك،‭ ‬كما‭ ‬يدرك‭ ‬التداخل‭ ‬بين‭ ‬دوائر‭ ‬الأمن‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬مسار‭ ‬الشراكات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬وتجنب‭ ‬التصعيد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يطال‭ ‬الجميع‭. ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا