العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

خدعوك فقالوا: الهجوم الإيراني!

أول‭ ‬السطر‭:‬

أعلنت‭ ‬البعثة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬انتهاء‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬العسكري،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أبلغت‭ ‬وفودا‭ ‬دولية‭ ‬بذلك‭.. ‬وسخر‭ ‬ناشطون‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬مؤكدين‭ ‬أنها‭ ‬مسرحية‭ ‬مكشوفة‭.. ‬وأن‭ ‬الصواريخ‭ ‬سقطت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭..!!‬

خدعوك‭ ‬فقالوا‭: ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭!‬

من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬حقائق‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬مؤخرا،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬تفاصيل‭ ‬الأمور‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينساق‭ ‬خلف‭ ‬‮«‬التحشيد‭ ‬الإعلامي‭ ‬المبرمج‮»‬‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القنوات‭ ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭.. ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬تصدق‭ ‬التصريحات‭ ‬الإيرانية‭ ‬والإسرائيلية‭.. ‬مع‭ ‬حق‭ ‬وواجب‭ ‬دولنا‭ ‬التأهب‭ ‬والاستعداد‭ ‬لأي‭ ‬مفاجآت‭.‬

‭(‬إن‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬ليس‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬غزة،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يحمل‭ ‬نية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬غزة،‭ ‬لكانت‭ ‬تحركت‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬إسرائيل‭ ‬حربها‭ ‬الجوية‭ ‬والبحرية‭ ‬والبرية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أهل‭ ‬القطاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتقليل‭ ‬خسائر‭ ‬حماس‭ ‬حليفتها‭.. ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬لحفظ‭ ‬ماء‭ ‬وجه‭ ‬إيران،‭ ‬ولإظهارها‭ ‬كقوة‭ ‬تستطيع‭ ‬الثأر‭ ‬بعد‭ ‬ضرب‭ ‬سفارتها‭ ‬وقتل‭ ‬بعض‭ ‬عناصرها‭).. ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬المصري‭ ‬هشام‭ ‬النجار‭.‬

‮«‬إن‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬بمثابة‭ (‬مسرحية‭ ‬هزلية‭)‬،‭ ‬وان‭ ‬طهران‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬اتفقتا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭.. ‬ودليل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬ردها،‭ ‬وساعات‭ ‬وصول‭ ‬المسيرات،‭ ‬وإحداثيات‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭.. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬تزعم‭ ‬أن‭ ‬هجماتها‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬عناصرها‭ ‬في‭ ‬دمشق‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تستخدم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كشعار‭ ‬فقط‮»‬‭.. ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬زيد‭ ‬الأيوبي‭.‬

‮«‬العداء‭ ‬والتناقض‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬ينحصر‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬والخطاب‭ ‬الموجه‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬للداخل‭ ‬في‭ ‬الجانبين،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬السلوك‭ ‬الفعلي،‭ ‬فالمصلحة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬العلاقة،‭ ‬وليس‭ ‬المبدأ‭ ‬ولا‭ ‬العقيدة،‭ ‬فلا‭ ‬دور‭ ‬ولا‭ ‬تأثير‭ ‬لرعاية‭ ‬إيران‭ ‬للإرهاب،‭ ‬ولا‭ ‬لتنكيل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالفلسطينيين‭.. ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬تديران‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬محددة،‭ ‬وتلتزمان‭ ‬بها‭ ‬بدقة،‭ ‬فلا‭ ‬عداء‭ ‬مطلق‭ ‬وكامل،‭ ‬ولا‭ ‬حرب‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬شاملة،‭ ‬والخلاف‭ ‬والتباين‭ ‬حول‭ ‬المصالح‭ ‬والنفوذ‭ ‬والأمن،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬أو‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬البقاء،‭ ‬فكلتا‭ ‬الدولتين‭ ‬تتعايش‭ ‬مع‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬وجودها‭ ‬بأكثر‭ ‬مما‭ ‬تتضرر‮»‬‭.. ‬الكاتب‭ ‬الإماراتي‭ ‬محمد‭ ‬الصوافي‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬باختصار‭ ‬التحليل‭ ‬الواقعي‭ ‬للمشهد‭.. ‬فلا‭ ‬يخدعوك‭ ‬بقولهم‭ ‬إن‭ ‬الهجوم‭ ‬الإيراني‭ ‬نصرة‭ ‬لغزة‭ ‬أو‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬قصف‭ ‬القنصلية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬دمشق‭.. ‬فالتصريحات‭ ‬العرمرمية،‭ ‬والعنتريات‭ ‬الفارغة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ودهاليز‭ ‬السياسة‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

إيران‭: ‬راح‭ ‬نقصفكم‭.‬

إسرائيل‭: ‬متى؟

إيران‭: ‬الساعة‭ ‬12‭ ‬بالليل‭.‬

إسرائيل‭: ‬بنكون‭ ‬نايمين،‭ ‬خلوها‭ ‬الصبح‭.‬

إيران‭: ‬لا‭ ‬عادي،‭ ‬ناموا‭ ‬راح‭ ‬توصلكم‭ ‬بعد‭ ‬8‭ ‬ساعات‭.‬

إسرائيل‭: ‬صواريخ؟

إيران‭: ‬لا،‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭.‬

إسرائيل‭: ‬وأين‭ ‬سيكون‭ ‬القصف؟

إيران‭: ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬ومخلفات‭ ‬قديمة‭ ‬وساحات‭ ‬فارغة‭.‬

إسرائيل‭: ‬تمام،‭ ‬ولكن‭ ‬سوف‭ ‬نرد‭ ‬بقصف‭ ‬بعض‭ ‬خيم‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬يعني‭ ‬معصبين‭.‬

إيران‭: ‬مو‭ ‬مشكلة،‭ ‬بس‭ ‬خلكم‭ ‬يا‭ ‬زعم‭ ‬متفاجئين‭ ‬بما‭ ‬سنقوم‭ ‬به‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬سيناريو‭ ‬المسرحية‭ ‬الهزلية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا