العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مستقبل إسرائيل في ضوء الحرب الراهنة

بقلم: جميل مطر {

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

ما‭ ‬زلنا،‭ ‬وإبادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مستمرة،‭ ‬نتناقش‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭. ‬لهذا‭ ‬النقاش‭ ‬المستعر‭ ‬عنوان‭ ‬رسم‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لحرب‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬ابتكره‭ ‬الفريق‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬سعيه‭ ‬لصنع‭ ‬وضع‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬العربية،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭. ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬مشروع‭ ‬خطة‭ ‬وأفكارا‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬مشوش‭ ‬أو‭ ‬رغائبي‭ ‬أو‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬مسلمات‭ ‬بعينها‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬مصالحهم‭ ‬وطموحاتهم‭.‬

من‭ ‬المسلمات‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬أثمرت‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ووعدا‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتنفيذ‭ ‬بإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وأنها،‭ ‬وأقصد‭ ‬النكبة،‭ ‬نشأت‭ ‬وترعرعت‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬تفاهم‭ ‬غربي‭ ‬سوفيتي‭ ‬ونفاق‭ ‬متشعب‭ ‬داخل‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الخارجة‭ ‬لتوها‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬عالمية،‭ ‬وأنها،‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬أقصد‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى،‭ ‬وإن‭ ‬حققت‭ ‬بعض‭ ‬أهدافها‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تغيرات‭ ‬بعضها‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬وحفزت‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬للمقاومة‭ ‬النصر‭. ‬

من‭ ‬المسلمات‭ ‬أيضا،‭ ‬أن‭ ‬فضلا‭ ‬كبيرا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬المحرقة‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬الغرب‭ ‬وإسرائيل‭ ‬كدرع‭ ‬يحمي‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الناشئة‭ ‬من‭ ‬غائلة‭ ‬التقلبات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ومن‭ ‬غضب‭ ‬العرب‭ ‬حين‭ ‬وجد‭.‬

أبدأ‭ ‬بالمحرقة‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها،‭ ‬وهي‭ ‬المبرر‭ ‬الأحدث‭ ‬لاستمرار‭ ‬الوجود‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬صارت‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬التوحش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭. ‬لا‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬التصريح‭ ‬بأن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لطوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬ربما‭ ‬‮«‬حرق‭ ‬المحرقة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬دنس،‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬دنس،‭ ‬قدسيتها‭ ‬ومس‭ ‬بالضرر‭ ‬البالغ‭ ‬الهالة‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بها‭. ‬لا‭ ‬غرابة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المحرقة‭ ‬كرمز‭ ‬محصن‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬بقوانين‭ ‬وتشريعات‭ ‬مختلفة‭ ‬ضد‭ ‬النقد‭ ‬والاعتراض‭ ‬والاحتجاج‭ ‬راح‭ ‬يفقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحصانة‭. ‬أغفل‭ ‬المسؤولون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬والأمريكيون‭ ‬وبعض‭ ‬الأوروبيين‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬توحش‭ ‬جنود‭ ‬بنى‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬شعب‭ ‬غزة‭ ‬وبخاصة‭ ‬أطفالها‭ ‬سوف‭ ‬يطفئ‭ ‬وهج‭ ‬المحرقة‭ ‬النازية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يضعف‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭. ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جيش‭ ‬إسرائيل‭ ‬تجاوز‭ ‬بأفعاله‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬النازيون‭ ‬باليهود،‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬صار‭ ‬جزءا‭ ‬مما‭ ‬يردده‭ ‬ملايين‭ ‬المشاهدين‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون‭ ‬وأجهزة‭ ‬الموبايل‭.‬

لا‭ ‬أظن‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬حياتي‭ ‬رأيت‭ ‬مسؤولا‭ ‬سياسيا‭ ‬منكسرا‭ ‬بالحرج‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل‭ ‬كما‭ ‬رأيت‭ ‬المسئول‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬يبرر‭ ‬مواقف‭ ‬حكومتها‭ ‬وبخاصة‭ ‬مواقف‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ثم‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭. ‬أسمع‭ ‬أن‭ ‬ألمانيا‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬عقدة‭ ‬الذنب‭. ‬أتجاسر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لأتوقع‭ ‬تطورات‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقدة‭ ‬الشريرة‭ ‬جارٍ‭ ‬حلها،‭ ‬ولأتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬عن‭ ‬احترام‭ ‬ما‭ ‬رتبته‭ ‬هذه‭ ‬العقدة‭ ‬من‭ ‬التزامات‭.‬

رحنا‭ ‬أيضا‭ ‬نراقب‭ ‬باهتمام‭ ‬مواقف‭ ‬وسياسات‭ ‬رسمية‭ ‬أوروبية‭ ‬تعكس‭ ‬حال‭ ‬ارتباك‭. ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬مصدر‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أتعرف‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬حكومات‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭.. ‬فهمت‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬أربعة‭ ‬وهي‭ ‬أولا،‭ ‬ضغط‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬دولة‭. ‬وثانيا،‭ ‬الضعف‭ ‬الظاهر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واشنطن‭ ‬إزاء‭ ‬تطورات‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وثالثا،‭ ‬انحدار‭ ‬مكانة‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭. ‬ورابعا‭: ‬فشل‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬محل‭ ‬ألمانيا‭ ‬بل‭ ‬وانكشاف‭ ‬تصاعد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عنصرية‭ ‬قطاعات‭ ‬بعينها‭ ‬في‭ ‬نخبتها‭ ‬السياسية‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬خافيا‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أوروبية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬للقبول‭ ‬بصيغة‭ ‬مناسبة‭ ‬لمستقبل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وخلق‭ ‬نواة‭ ‬لشرق‭ ‬أوسط‭ ‬جديد‭. ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يتداول‭ ‬الطرفان‭ ‬الأمريكي‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬حول‭ ‬بدائل‭ ‬تضمن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الهيمنة‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الشروط‭ ‬التالية‭ ‬لأي‭ ‬بديل‭ ‬يتفق‭ ‬عليه‭. ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬أولا‭: ‬يبقى‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مباشر‭ ‬يمارس‭ ‬مهام‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬وشؤون‭ ‬الإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ثانيا‭: ‬يبقى‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬احتلال‭ ‬عسكري‭ ‬وتسليم‭ ‬الإدارة‭ ‬المدنية‭ ‬إلى‭ ‬حكومة‭ ‬عشائر‭ ‬تخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬جيش‭ ‬إسرائيل‭. ‬ثالثا‭: ‬في‭ ‬وجود‭ ‬سلطة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وحكومة‭ ‬عشائر‭ ‬يجرى‭ ‬تشجيع‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬تتضمن‭ ‬تغيير‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬عمال‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬نامية‭ ‬وتقييد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬يعتمد‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬واسع‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬نخب‭ ‬أوروبية‭ ‬حاكمة‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الحذرة‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬والحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

لا‭ ‬أخفي،‭ ‬ولن‭ ‬أخفي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬تعاطفي‭ ‬مع‭ ‬يهود‭ ‬عرفتهم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأقل‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين‭ ‬وأكثر‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬طلقوا‭ ‬الصهيونية‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬ويهود‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬عديدة‭ ‬اكتشفوا‭ ‬مؤخرا‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬مخدوعين‭. ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬حقيقة‭ ‬أخشى‭ ‬أنها‭ ‬صارت‭ ‬واقعة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬راحت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تتطرف‭ ‬في‭ ‬يمينيتها‭ ‬وعنصريتها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الهوس،‭ ‬وبعضه‭ ‬شرير‭ ‬ومرعب‭. ‬أفهم‭ ‬أن‭ ‬تيار‭ ‬التطرف‭ ‬اليميني‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة‭ ‬تجتاح‭ ‬ميادين‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬وأن‭ ‬صحوة‭ ‬التطرف‭ ‬الصهيوني‭ ‬يحسبها‭ ‬البعض‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬منطقيا‭ ‬للظاهرة،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أفهم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬ضحايا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬رأيناهم‭ ‬يتظاهرون‭ ‬معلنين‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬تمدد‭ ‬الظاهرة‭. ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬يهدد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للعرب،‭ ‬كل‭ ‬العرب‭ ‬دول‭ ‬مستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة‭. ‬يدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬اليقين‭ ‬اقتناعنا‭ ‬نحن‭ ‬وغيرنا‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬خرجت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬حربها‭ ‬الراهنة‭ ‬منتصرة،‭ ‬وأمريكا‭ ‬تريدها‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬منتصرة،‭ ‬فسوف‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬سياستها‭ ‬الإقليمية‭ ‬خيار‭ ‬الهيمنة‭ ‬الذي‭ ‬تجيده‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث،‭ ‬والأحدث‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬حيث‭ ‬تمارس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قبيح‭ ‬ووحشي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخيار،‭ ‬وتجيد‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تعتنق‭ ‬منه‭ ‬وتطبق‭ ‬مبدأ‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬فوق‭ ‬الكل‭ ‬Uber‭ ‬alles‮»‬،‭ ‬مبدأ‭ ‬استعارته‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬سوداء‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬شعبها‭.‬

كثيرون‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬ينبئ‭ ‬بأن‭ ‬المستقبل‭ ‬الوشيك‭ ‬لإسرائيل‭ ‬سوف‭ ‬يحمل‭ ‬لنا‭ ‬وللأمل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬سوء‭ ‬المصير‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نسرع‭ ‬الخطى‭ ‬نحو‭ ‬تحرير‭ ‬منظومة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬فرضتها‭ ‬ظروف‭ ‬مراحل‭ ‬سابقة،‭ ‬كشرط‭ ‬كاف‭ ‬وضروري‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬فعالة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تصد‭ ‬عن‭ ‬الأجيال‭ ‬العربية‭ ‬الجديدة‭ ‬هذا‭ ‬المصير‭.‬

{ كاتب‭ ‬ومحلل‭ ‬سياسي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا