العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان على غزة وتحولات دولية مهمة

بقلم: رامي رشيد {

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

ونحن‭ ‬ندخل‭ ‬الشهر‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لشعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الصامد‭ ‬بثبات‭ ‬فوق‭ ‬ثرى‭ ‬الركن‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬وطننا‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سواه‭ ‬فلسطين،‭ ‬تواصل‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬والجوع‭ ‬وإشاعة‭ ‬اليأس،‭ ‬واستكمالا‭ ‬لكل‭ ‬جرائمها‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين‭ ‬بقتل‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المدنية‭ ‬ودمرت‭ ‬كل‭ ‬مباني‭ ‬البلديات‭ ‬لمنع‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬يستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬وتنظيمها‭ ‬للناس‭ ‬المحتاجين‭ ‬للغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والدواء‭!‬

في‭ ‬داخل‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭ ‬تكون‭ ‬جبهتهم‭ ‬الداخلية‭ ‬هشة‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬ممزقة،‭ ‬فيجاهر‭ ‬الكتاب‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬ليست‭ ‬صالحة‭ ‬للعيش‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ (‬الإسرائيليين‭) ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أمن‭ ‬ولا‭ ‬أمان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬أخذناها‭ ‬عنوة،‭ ‬فتشكلت‭ ‬جمعية‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬‮«‬لنغادر‭ ‬البلاد‭ ‬معا‮»‬‭ ‬و‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬مكان‭ ‬السكن‮»‬‭ ‬وهدف‭ ‬الجمعيتين‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬مغادرة‭ ‬الكيان‭!‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬واقعا‭ ‬بائسا‭ ‬ومستقبلا‭ ‬غامضا،‭ ‬تأتي‭ ‬صرخة‭ ‬الحاخام‭ ‬الأكبر‭ ‬لليهود‭ ‬السفارديم‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬أجبرونا‭ ‬على‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬سنشتري‭ ‬التذاكر‭ ‬ونغادر‭ ‬البلاد‭ ‬جميعا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتمتع‭ ‬الشباب‭ ‬المتدين‭ ‬‮«‬الحريديم‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬اليهودي‭ ‬بمزايا‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬ويحصلون‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬دعم‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬لمؤسساتهم‭ ‬الدينية‭!‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬نفسها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬العدوانية‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬أرضا‭ ‬وشعبا‭ ‬وقضية‭ ‬وهوية،‭ ‬يصرح‭ ‬الكاتب‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬فريدمان‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬اليهودي‭ ‬الداعم‭ ‬للكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬الدولة‭ ‬اليهودية‭ ‬ولا‭ ‬يختلف‭ ‬معه‭ ‬‮«‬تشاك‭ ‬شومر‮»‬‭ ‬زعيم‭ ‬الأغلبية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الصهيوني‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬ضل‭ ‬طريقه‭ ‬وهو‭ ‬عقبة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬السلام،‭ ‬لقد‭ ‬خضع‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لمطالب‭ ‬المتطرفين‮»‬‭!‬

وفي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أيضا،‭ ‬دعا‭ ‬عضو‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬قائد‭ ‬التيار‭ ‬التقدمي‭ ‬اليساري‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬‮«‬بيرني‭ ‬ساندرز‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬تمويل‭ (‬إسرائيل‭) ‬ويقول‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لإدارة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الاستمرار،‭ ‬وهذا‭ ‬التيار‭ ‬بشبابه‭ ‬يضغط‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬صانع‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬لوقف‭ ‬انحيازه‭ ‬للرواية‭ ‬الصهيونية‭!‬

وفي‭ ‬أوروبا‭ ‬وكتطور‭ ‬حديث‭ ‬هددت‭ ‬بريطانيا‭ ‬بنشر‭ ‬تقرير‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ (‬إسرائيل‭) ‬دولة‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬يعلن‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬إسبانيا‭ ‬بأنهم‭ ‬سيفرضون‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المستوطنين‭ ‬الذين‭ ‬يعتدون‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭!‬

وفي‭ ‬موقف‭ ‬شجاع‭ ‬للمقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بحالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬صرحت‭ ‬‮«‬فرانشيسكا‭ ‬أليانز‮»‬‭ ‬أن‭ (‬إسرائيل‭) ‬تستخدم‭ ‬سلاح‭ ‬التجويع‭ ‬كسياسة‭ ‬عقاب‭ ‬جماعي‭ ‬لتركيع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ويقابلها‭ ‬موقف‭ ‬متقدم‭ ‬أيضا‭ ‬لمفوض‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬‮«‬فولكر‭ ‬تورك‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يصرح‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أسبابا‭ ‬منطقية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أن‭ (‬إسرائيل‭) ‬تستخدم‭ ‬سلاح‭ ‬التجويع‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬وهذا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭!‬

وفي‭ ‬لحظة‭ ‬ضمير‭ ‬إنساني‭ ‬متقدة‭ ‬مفعمة‭ ‬بالإنسانية‭ ‬قدمت‭ ‬مسؤولة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬أنيل‭ ‬شيلين‮»‬‭ ‬استقالتها‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحتمل‭ ‬رؤية‭ ‬الارتكابات‭ ‬الدموية‭ ‬وتتألم‭ ‬على‭ ‬بلدها‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬انتهكت‭ ‬قوانينها‭ ‬وتزود‭ (‬إسرائيل‭) ‬بأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الفتاكة،‭ ‬وألهمها‭ ‬الاستقالة‭ ‬رؤية‭ ‬الطيار‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬بوشنيل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬وأضرم‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬السفارة‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬العاصمة‭ ‬الأمريكية‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭!‬

واستكمالا‭ ‬للحظة‭ ‬الضمير‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬أنيل‭ ‬شيلين‮»‬‭: ‬‮«‬أخجل‭ ‬من‭ ‬ابنتي‭ ‬حين‭ ‬تكبر‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬والدتها‭ ‬كانت‭ ‬متواطئة‭ ‬وكانت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أثناء‭ ‬المذابح‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أخبرها‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أبق‭ ‬صامتة‭ ‬‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬تنسى‭ ‬‮«‬أنيل‭ ‬شيلين‮»‬‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬تحمل‭ ‬معها‭ ‬اعتراضات‭ ‬زملائها‭ ‬الذين‭ ‬كلفوها‭ ‬بالتحدث‭ ‬نيابة‭ ‬عنهم‭ ‬ولم‭ ‬يملكوا‭ ‬مثلها‭ ‬جرأة‭ ‬الاستقالة‭ !‬

وفي‭ ‬خطوة‭ ‬خطيرة‭ ‬وعن‭ ‬عمد‭ ‬وسابق‭ ‬إصرار‭ ‬وترصد‭ ‬أقدمت‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والعدوان‭ ‬والأبارثهايد‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬7‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬‮«‬المطبخ‭ ‬المركزي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬بصواريخ‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬دمرت‭ ‬سياراتهم‭ ‬وهم‭ ‬يقومون‭ ‬بواجبهم‭ ‬المهني،‭ ‬ويقوم‭ ‬‮«‬المطبخ‭ ‬المركزي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬بتقديم‭ ‬350‭ ‬ألف‭ ‬وجبة‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وحظيت‭ ‬خطوة‭ ‬القتل‭ ‬بسخط‭ ‬عالمي‭ ‬واحتجاجات‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭!‬

لن‭ ‬تستطيع‭ ‬دولة‭ ‬الكيان‭ ‬العنصري‭ ‬الغاصب‭ ‬تركيع‭ ‬شعب‭ ‬عربي‭ ‬أصيل‭ ‬يفيض‭ ‬طاقة‭ ‬وحيوية‭ ‬وكبرياء‭ ‬وطني‭ ‬بالتجويع،‭ ‬فالشعب‭ ‬العربي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يعمل‭ ‬بكل‭ ‬قوته‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والانعتاق‭ ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬بجناحيها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬العاصمة‭ ‬الأبدية‭ ‬وعودة‭ ‬اللاجئين‭ ‬حسب‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬نتمسك‭ ‬بها‭.‬

{ كاتب‭ ‬فلسطيني‭ ‬مقيم

‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا