العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل الاستمطار الاصطناعي أم تغير المناخ وراء العواصف المطيرة في الخليج؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

باعتبارها‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬الأكثر‭ ‬جفافًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬كميات‭ ‬الأمطار‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الإمارات‭ ‬‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬فيضانات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مسبوقة‮»‬،‭ ‬و«ظاهرة‭ ‬استثنائية‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس»؛‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬الانتباه‭ ‬المتزايد‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬الظواهر‭ ‬المناخية‭ ‬والجوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شيوع‭ ‬وانتشار‭ ‬العواصف‭ ‬المطيرة‭ ‬المتفرقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعد‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الجفاف؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هطول‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬الإمارات‭ ‬يعد‭ ‬أكبر‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث‭ ‬وأكثر‭ ‬مما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬ويمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تسجيل‭ ‬البيانات‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949،‭ ‬حيث‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتم‭ ‬تعليق‭ ‬العمليات‭ ‬مؤقتًا‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬دبي‭ ‬الدولي‭ ‬‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬المطارات‭ ‬ازدحاما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬اقتصادية‭ ‬تقدر‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬أعقبها‭ ‬عملية‭ ‬تنظيف‭ ‬مطولة‭ ‬لمخلفات‭ ‬وحطام‭ ‬الفيضانات‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬بوينتينغ‮»‬،‭ ‬و«ماركو‭ ‬سيلفا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬السريعة‭ ‬والمستمرة‭ ‬‮«‬أثارت‭ ‬تكهنات‭ ‬مضللة‮»‬‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬المفترض‭ ‬لعملية‭ ‬‮«‬تلقيح‭ ‬السحب‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬أوضحا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬تتضمن‭ ‬التلاعب‭ ‬بتكوينات‭ ‬السحب‭ ‬الموجودة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاستمطار‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬رفض‭ ‬المحللون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الادعاءات‭. ‬ونقلت‭ ‬‮«‬جابرييل‭ ‬كانون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬‭ ‬عن‭ ‬خبراء‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية،‭ ‬أنهم‭ ‬متفقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬أنظمة‭ ‬الطقس‭ ‬الطبيعية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تدهورت‭ ‬بسبب‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التحليل‭ ‬لتحديد‭ ‬السبب‭ ‬الدقيق‭ ‬لهذه‭ ‬العاصفة‭ ‬القوية‭ ‬المطيرة‭ ‬الأسوأ‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬والتي‭ ‬ضربت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج؛‭ ‬فسيظل‭ ‬احتمال‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العواصف‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬‮«‬محل‭ ‬دراسة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المراقبين‭ ‬العلميين،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬تداعيات‭ ‬أنماط‭ ‬الطقس‭ ‬غير‭ ‬المنتظمة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الأمطار‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬الإمارات،‭ ‬وعمان،‭ ‬والبحرين،‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬السعودية،‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬100‭ ‬ملم‭ ‬سنويًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أبريل‭ ‬2024،‭ ‬بلغ‭ ‬متوسط‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬ملم‭. ‬وتم‭ ‬تسجيل‭ ‬نحو‭ ‬256‭ ‬ملم‭ (‬10‭ ‬بوصات‭) ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العين‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬فقط‭. ‬ومع‭ ‬سقوط‭ ‬127‭ ‬ملم‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬على‭ ‬مطار‭ ‬دبي‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‭ ‬76‭ ‬ملم‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬هطولها‭ ‬عادة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام؛‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬رحلاته؛‭ ‬بسبب‭ ‬غمر‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬لمدرجه‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬أمباوم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬ريدينغ‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بيئة‭ ‬المنطقة‭ ‬‮«‬تتميز‭ ‬بالفعل‭ ‬بفترات‭ ‬جفاف‭ ‬طويلة‭ ‬دون‭ ‬هطول‭ ‬أمطار،‭ ‬يتبعها‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬وغير‭ ‬المنتظمة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن»؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬شدة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬حدث‭ ‬نادر‭ ‬جدًا‮»‬‭.  ‬وفي‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬دبي‮»‬،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬‮«‬شديدة‭ ‬التحضر‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بوينتينغ‮»‬،‭ ‬و«سيلفا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬المعنية‭ ‬بـ«امتصاص‭ ‬الرطوبة‮»‬،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وأنظمة‭ ‬الصرف‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬المستويات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬من‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬قد‭ ‬فاقم‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بتلك‭ ‬المناطق‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مصطلحات‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية،‭ ‬يتم‭ ‬تفسير‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهطول‭ ‬الأمطار‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الشاكلة،‭ ‬بارتفاع‭ ‬الهواء‭ ‬الساخن‭ ‬للأعلى‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الضغط‭ ‬المنخفض‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الضغط‭ ‬المرتفع؛‭ ‬فقد‭ ‬لاحظ‭ ‬‮«‬بوينتينغ‮»‬،‭ ‬و«سيلفا‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬بدء‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬أرجع‭ ‬مستخدمو‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حالة‭ ‬الطقس‭ ‬القاسية‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬الاستمطار‭ ‬السحابي‮»‬‭. ‬وتم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بكيفية‭ ‬استثمار‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬البذر‭ ‬السحابي،‭ ‬لتعزيز‭ ‬مستويات‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬السنوية‭ ‬المنخفضة‭ ‬بشكل‭ ‬صناعي،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الملح‭ ‬الشائعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكثيف‭ ‬بخار‭ ‬الماء‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الجو‭.‬

ووفقا‭ ‬للباحثين،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬تستخدم‭ ‬عادة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬المعدلات‭ ‬المنخفضة‭ ‬في‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬طائرات‭ ‬لإسقاط‭ ‬جزيئات‭ ‬كيميائية‭ ‬صغيرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬السحب‭ ‬الموجودة،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬لبخار‭ ‬الماء‭ ‬‮«‬بالتكاثف‭ ‬بسهولة‭ ‬أكبر‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬أمطار‮»‬،‭ ‬وتعود‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬إلى‭ ‬الأربعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬استخدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

ومع‭ ‬انتشار‭ ‬الشائعات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬بشأن‭ ‬افتراض‭ ‬وجود‭ ‬سبب‭ ‬خارجي‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العاصفة‭ ‬المطيرة‭ ‬والفيضانات؛‭ ‬أصدر‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأرصاد‭ ‬الجوية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ (‬NCM‭)‬،‭ ‬بيانا‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بأي‭ ‬عمليات‭ ‬تلقيح‭ ‬للسحب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬اضطراب‭ ‬الأحداث‭ ‬الجوية‭ ‬الأخيرة‭ ‬والراهنة‮»‬‭. ‬وتعليقا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬أمباوم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬من‭ ‬التلقيح،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬تفاعلها‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬على‭ ‬الأكثر‮»‬،‭ ‬هي‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬محدود‭ ‬النطاق‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أنماط‭ ‬الطقس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المناخي‭ ‬برمته‭ ‬بهذه‭ ‬القسوة‭ ‬والشراسة‮»‬‭. ‬

واتفقت‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬أوتو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬إمبريال‭ ‬كوليدج‭ ‬لندن‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬السحب‭ ‬من‭ ‬عدمها‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬تأثيره‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬بخار‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬التجمع‭ ‬والتكثف‭ ‬في‭ ‬السحب‭ ‬‮«‬بالفعل‮»‬،‭ ‬وأشار‭ ‬خبير‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬‮«‬مات‭ ‬تايلور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬وعمان‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬‮«‬أوسع‭ ‬بكثير‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ناتجًا‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬البذر‭ ‬السحابي‭ ‬وحدها‭. ‬وللتدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬بحدوث‭ ‬‮«‬اضطراب‭ ‬مناخي‭ ‬شديد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬نماذج‭ ‬حاسوبية‭ (‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬تأثيرات‭ ‬الاستمطار‭ ‬السحابي‭)‬،‭ ‬تتنبأ‭ ‬بالفعل‭ ‬بهطول‭ ‬أمطار‭ ‬تزيد‭ ‬في‭ ‬حجمها‭ ‬على‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬حوالي‭ ‬24‭ ‬ساعة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوضيحات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬والبيئة،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تناولها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية؛‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬سابقة‭ ‬لانتشار‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬وقوع‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬القاسية،‭ ‬وإسنادها‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭ ‬إلى‭ ‬التدخلات‭ ‬البشرية‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬كانون‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أدت‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬تكهنات‭ ‬واسعة‭ ‬بأن‭ ‬عمليات‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وراء‭ ‬سقوطها‭. ‬وبالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الجدل‭ ‬المثار‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والفيضانات‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬أثارت‭ ‬‮«‬جدلاً‭ ‬واسعًا‮»‬،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توليد‭ ‬‮«‬شعور‭ ‬بالشك‭ ‬والريبة‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬غير‭ ‬المتخصصين؛‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الدافع‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬ربما‭ ‬اعتقاد‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الظروف‭ ‬الطبيعية‭ ‬وحدها‭ ‬تمثل‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتلك‭ ‬الظواهر‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تجنب‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬التدخلات‭ ‬البشرية‭ ‬الأخرى‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬المناخ‭ ‬الحالية‭. ‬

ومع‭ ‬رفض‭ ‬خبراء‭ ‬الطقس‭ ‬للدور‭ ‬المفترض‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تلعبه‭ ‬عملية‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬والتأكيد‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬التأثيرات‭ ‬الشاملة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬الاحتباس‭ ‬الحراري‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يسببها‭ ‬الإنسان؛‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التأثيرات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬هودن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬المناخ‭ ‬والطاقة‭ ‬وحلول‭ ‬الكوارث‮»‬،‭ ‬بأستراليا،‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬المائة‭ ‬عام‭ ‬الماضية،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مياه‭ ‬دافئة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬عادية‮»‬‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬المحيطة‭ ‬بالخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬التبخر‭ ‬المحتملة،‭ ‬وقدرة‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬على‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بهذه‭ ‬المياه،‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بتراكم‭ ‬كميات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأمطار‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬دبي‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ديم‭ ‬كومو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬ريجي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬العواصف‭ ‬الرعدية‭ -‬مثل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬‭ ‬تشهد‭ ‬زيادة‭ ‬قوية‭ ‬جراء‭ ‬الاحترار،‭ ‬كون‭ ‬التيارات‭ ‬الصاعدة‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العواصف‭ ‬الرعدية،‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬حرارة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬آلان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬ريدينغ‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كثافة‭ ‬الأمطار‭ ‬‮«‬حطمت‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية،‭ ‬ويتوافق‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬مناخ‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬حرارة‮»‬،‭ ‬و«وجود‭ ‬الرطوبة‭ ‬الكافية‭ ‬لتأجيج‭ ‬العواصف‮»‬،‭ ‬و«جعل‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬والفيضانات‭ ‬المصاحبة‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات،‭ ‬رأت‭ ‬‮«‬أوتو‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬عملية‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬وراء‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار»؛‭ ‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬مستقبلا،‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬بخار‭ ‬الماء‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬السحب،‭ ‬بسبب‭ ‬ظاهرة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬إدراك‭ ‬لأهمية‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بوينتينغ‮»‬،‭ ‬و«سيلفا‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الآن‭ ‬تحديد‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬بالضبط‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬المناخي‭ ‬الأخير،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬التحليل‭ ‬العلمي‭ ‬الكامل‮»‬،‭ ‬لجميع‭ ‬العوامل‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبشرية،‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬‮«‬عدة‭ ‬أشهر‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬استنتاجات‭ ‬واضحة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تشير‭ ‬تحذيرات‭ ‬خبراء‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية،‭ ‬وخبراء‭ ‬المناخ‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬للاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬المتزايد‭ ‬للظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تتعرض‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬لحرارة‭ ‬شديدة،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬قياسية‭ ‬خلال‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وعواصف‭ ‬رملية‭ ‬وترابية‭ ‬عنيفة،‭ ‬وأصبح‭ ‬مناخها‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬قد‭ ‬دفع‭ ‬الخبراء‭ ‬للتحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

وللتخفيف‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المفاجئة؛‭ ‬دعت‭ ‬‮«‬ديانا‭ ‬فرنسيس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات،‭ ‬وإجراءات‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬تأثيرات‭ ‬‮«‬الواقع‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الفيضانات‭ ‬الأكثر‭ ‬تواترا،‭ ‬والأمطار‭ ‬الأكثر‭ ‬ثقلا،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬مثل‭ ‬الطرق،‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالنقص‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬الحارة،‭ ‬اقترحت‭ ‬أيضًا‭ ‬بناء‭ ‬خزانات‭ ‬جديدة‭ ‬‮«‬لتخزين‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬أمطار‭ ‬الربيع،‭ ‬واستخدامها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬العام‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دحض‭ ‬خبراء‭ ‬المناخ‭ ‬والبيئة‭ ‬الادعاءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تناولها‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬المفترض‭ ‬للبذر‭ ‬السحابي،‭ ‬وتسببه‭ ‬في‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإمارات،‭ ‬وعمان،‭ ‬والبحرين،‭ ‬والسعودية،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬أمباوم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أنماط‭ ‬الطقس‭ ‬المتغيرة،‭ ‬‮«‬تم‭ ‬التنبؤ‭ ‬بها‭ ‬جيدًا‮»‬‭ ‬مسبقًا،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬علمي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬بتلك‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة،‭ ‬أو‭ ‬تسبب‭ ‬عواقب‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‮»‬،‭ ‬وعليه،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬‮«‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬خطرا‭ ‬حقيقيا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البيئي،‭ ‬والذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أنماط‭ ‬الطقس‭ ‬القاسية‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتنبؤ‭ ‬بها‭ ‬وتجاوز‭ ‬آثارها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا