العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية

تحت‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭: ((‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭)) ‬يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الموافق‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو،‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الأغراض‭ ‬السياسية،‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬الحماية‭ ‬البيئية‭..‬؟؟

الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬المتسببة‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية،‭ ‬وهي‭ ‬المصدر‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وفقدان‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬ومشكلات‭ ‬التلوث‭ ‬الهوائي،‭ ‬أما‭ ‬باقي‭ ‬الدول،‭ ‬خاصة‭ ‬العربية‭ ‬منها،‭ ‬فهي‭ ‬تبذل‭ ‬جهودا‭ ‬حثيثة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬والتحديات،‭ ‬وليست‭ ‬سببا‭ ‬فيها،‭ ‬ولكن‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬ضريبة‭ ‬أخطاء‭ ‬وخطايا‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬ضد‭ ‬الكوكب‭ ‬الأرضي‭ ‬والبشرية‭.  ‬

في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬أصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬المبادئ‭ ‬التوجيهية‭ ‬لحوكمة‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية،‭ ‬بهدف‭ ‬التصدي‭ ‬للمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإيكولوجي‭ ‬الرقمي،‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وهي‭: (‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وفقدان‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء‭).. ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭.‬

ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والخاطئة‭ ‬بشأن‭ ‬المسائل‭ ‬البيئية‭ -‬بشهادة‭ ‬اليونسكو‭ - ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬الجماهيري‭ ‬والسياسي‭ ‬للعمل‭ ‬المناخي،‭ ‬والسياسات‭ ‬الفعالة‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬تتأثر‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات،‭ ‬لأن‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬أوجه‭ ‬التفاوت‭ ‬القائمة‭.‬

ولكن‭ ‬تخصيص‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬الأزمة‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ضروريا‭ ‬وجامعا‭ ‬للإنسانية،‭ ‬ربما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬قضية‭ ‬محورية،‭ ‬يراد‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي‭ ‬ومحط‭ ‬أنظار‭ ‬وبؤرة‭ ‬اهتمام‭ ‬البشرية،‭ ‬وسعي‭ ‬إلى‭ ‬تبديل‭ ‬الأولويات‭ ‬والمستجدات،‭ ‬وإغفال‭ ‬القضية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحاصلة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬اليومية‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والخاطئة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البيئي‭ ‬عالميا،‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬محاولة‭ ‬إخفاء‭ ‬المعلومات‭ ‬والحقائق‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬الحاصل‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬ومعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فالإنسان‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬البيئة،‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

 

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدينا‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬بارزة‭ ‬ومتميزة،‭ ‬وعمل‭ ‬مؤسسي‭ ‬وحضاري‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬والهواء‭ ‬والماء‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهناك‭ ‬مساعٍ‭ ‬حثيثة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وكل‭ ‬الأمور‭ ‬يواكبها‭ ‬الشفافية‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬ومنظومة‭ ‬قانونية‭ ‬عصرية،‭ ‬بجانب‭ ‬تعزيز‭ ‬للشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بالقضايا‭ ‬البيئية‭ ‬والإنسانية‭ ‬معا،‭ ‬آلت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لتكون‭ ‬أولويات‭ ‬عملها‭ ‬وتحركاتها‭ ‬ومساعيها،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬وحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وإنسانية‭ ‬كسائر‭ ‬الشعوب‭.‬

كان‭ ‬حريا‭ ‬بمنظمة‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬عنوانا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.. ‬فهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬140‭) ‬صحفيا‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬هناك‭.. ‬بجانب‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء‭.. ‬وهم‭ ‬أولى‭ ‬وأهم‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬البيئية‭.. ‬ودونما‭ ‬حل‭ ‬للأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬يبقى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الأزمة‭ ‬البيئية‮»‬‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الترف‭.  ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا