العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فلسطين حرة «من النهر إلى البحر»

بقلم: د. أنيس فوزي قاسم {

الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬شعار‭ ‬(‭ ‬فلسطين‭ ‬حرة‭ ‬‮«‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬‭)‬‭ ‬الذي‭ ‬يردّد‭ ‬في‭ ‬المظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والألمانية‭ ‬أهمّية،‭ ‬أثار‭ ‬المخاوف‭ ‬والهواجس،‭ ‬و«العقد‭ ‬النفسية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أقطاب‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري،‭ ‬ومروّجي‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬عصابات‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلّة،‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة‭.‬

ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬إزالة‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أشدّ‭ ‬المخاطر‭ ‬ضررا‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬المُسمّى‭ ‬‮«‬إسرائيل،‭ ‬ففي‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬الشعب‭ ‬اليهودي‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يتساوى‭ ‬اليهودي‭ ‬مع‭ ‬غير‭ ‬اليهودي‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬فالمساواة‭ ‬تُفقد‭ ‬الصهيونية‭ ‬مبرّر‭ ‬وجودها،‭ ‬بل‭ ‬مبرّر‭ ‬عنصريتها‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬يُحدثه‭ ‬الشعار،‭ ‬فيعتبرونه‭ ‬شعارا‭ ‬معاديا‭ ‬للسامية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يؤكّد‭ ‬الواقع‭ ‬أنّ‭ ‬القيادة‭ ‬التاريخية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أعلنت‭ ‬رسميا‭ ‬قبولها‭ ‬اقتسام‭ ‬فلسطين‭ ‬مع‭ ‬المستوطنين‭ ‬الصهاينة‭. ‬ففي‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬1988،‭ ‬أعلن‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬المُنعقد‭ ‬حسب‭ ‬الأصول،‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬21%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وأكّد‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬الاستقلال‮»‬‭ ‬أنّ‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تعترف‭ ‬بأنّ‭ ‬قرار‭ ‬التقسيم‭ (‬رقم‭ ‬181‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1947‭) ‬‮«‬ما‭ ‬زال‭ ‬يوفّر‭ ‬شروطاً‭ ‬للشرعية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬سندها‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولتها‭ ‬وقيام‭ ‬دولة‭ ‬المستوطنين،‭ ‬ثمّ‭ ‬جاءت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ (‬1993‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬اتفاقيات‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تأتِ‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬فلسطينية‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬دولتين،‭ ‬يهودية‭ ‬وعربية،‭ ‬إلا‭ ‬أنّه‭ ‬كان‭ ‬مفهوماً‭ ‬ضمناً،‭ ‬على‭ ‬الأقلّ‭ ‬للجانب‭ ‬الرسمي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أنّ‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬سوف‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭  ‬يونيو‭- ‬حزيران‭ (‬1967‭)‬،‭ ‬هذا‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬بداية‭ ‬مسار‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬كان‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرسميّ‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بـ«إسرائيل‮»‬‭ ‬دولةً،‭ ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬واعترف‭ ‬بـ«حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الوجود‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬سابقة‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬الاعترافات‭ ‬الدبلوماسية‭ (‬كما‭ ‬أنّها‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬تعترف‭ ‬حركة‭ ‬بدولة‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬استطاعت‭ ‬تبديد‭ ‬هذا‭ ‬الوهم‭ ‬الذي‭ ‬استقر‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬الرأي‭ ‬الاستشاري‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ (‬2004‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬عرّف‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلّة‭ ‬بأنّها‭ ‬تمتدّ‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬حزيران‭ (‬1967‭) ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية‭ ‬لفلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭. ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬سوف‭ ‬يمارس‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬حقّ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬وتمسّكت‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بهذا‭ ‬القول‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬المبدأ‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يُحرّم‭ ‬اكتساب‭ ‬أراضي‭ ‬الغير‭ ‬بالقوة،‭ ‬وأنّ‭ ‬أيّ‭ ‬أرض‭ ‬محتلّة‭ ‬تظلّ‭ ‬لأصحابها‭ ‬الأصليين‭. ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬والتصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬والدولية،‭ ‬التي‭ ‬تؤكّد‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ (‬1967‭). ‬وتمسّكت‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بهذا‭ ‬التحديد،‭ ‬وأعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة،‭ ‬ومن‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬أنّ‭ ‬حدود‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬احتُلّت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

ولكن،‭ ‬من‭ ‬الثابت‭ ‬رسميا‭ ‬وعمليا‭ ‬أنّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬اقتسام‭ ‬فلسطين‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ليكون‭ ‬نصيب‭ ‬إسرائيل‭ ‬22,000‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ (‬78%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬فلسطين‭) ‬ونصيب‭ ‬فلسطين‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬كيلو‭ ‬مترٍ‭ ‬مربعٍ‭. ‬ولا‭ ‬أدلّ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقيم‭ ‬المستوطنات‭ ‬لليهود‭ ‬حصراً‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلّة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬لكلّ‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬والرأي‭ ‬الاستشاري‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنقل‭ ‬مستوطنيها‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي،‭ ‬وتغدق‭ ‬عليهم‭ ‬المال‭ ‬والسلاح،‭ ‬وتؤّمن‭ ‬لهم‭ ‬المواصلات‭ ‬والكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والاتصالات،‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬مستوطناتهم‭ ‬بمثيلاتها‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وذلك‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الضمّ‭ ‬والاستعمار‭. ‬ثمّ‭ ‬أصدرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قانوناً‭ ‬في‭ ‬2018‭ (‬قانون‭ ‬القومية‭) ‬يُقرّر‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الأولى‭ ‬أنّ‭ ‬حقّ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬حقّ‭ ‬حصري‭ ‬لـ«الشعب‭ ‬اليهودي‮»‬،‭ ‬يمارسه‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬‮«‬أرض‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬أيّ‭ ‬أنّ‭ ‬ذلك‭ ‬يشمل‭ ‬كلّ‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬ويتجاوزها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭. ‬وهكذا،‭ ‬نزعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬صفة‭ ‬الاحتلال‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الأراضي‭ ‬المحتلّة‮»‬‭ ‬وأصبحت‭ ‬ملكاً‭ ‬خالصاً‭ ‬لـ«الشعب‭ ‬اليهودي‮»‬‭. ‬كما‭ ‬نزع‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬السابعة‭ ‬الصفة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬للمستوطنات‭ ‬وأسبغ‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الصفة‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬قلبٌ‭ ‬لكلّ‭ ‬مفاهيم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭.‬

إسرائيل‭ ‬ترفض‭ ‬تماماً‭ ‬أيّ‭ ‬حقّ‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬أرضهم‭ ‬التاريخية‭. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬اقتسام‭ ‬فلسطين‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬قبلوا‭ ‬هذه‭ ‬القسمة،‭ ‬فلماذا‭ ‬إذن‭ ‬يلام‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬إذا‭ ‬طالبوا‭ ‬بدورهم‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬أرضهم‭ ‬التاريخية‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر؟‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬واضحاً‭ ‬وثابتاً،‭ ‬فلماذا‭ ‬يصدر‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭  ‬قراراً‭ ‬يدين‭ ‬فيه‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭.. ‬ستكون‭ ‬فلسطين‭ ‬حرّة»؟‭ ‬وتجدر‭ ‬الملاحظة‭ ‬أنّ‭ ‬الكونجرس‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬موقف‭ ‬الإدانة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬القومية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬شطب‭ ‬حقوق‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كلّها،‭ ‬الفردية‭ ‬والجمعية،‭ ‬أيّ‭ ‬حين‭ ‬سنّت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قانوناً‭ ‬يعلن،‭ ‬عملياً،‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬ستكون‭ ‬صهيونية‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬الكونجرس‭ ‬موقفاً،‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬قراراً‭ ‬يعلن‭ ‬فيه‭ ‬أنّ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تجاوزاً‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بينما‭ ‬سارع‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬الشعار‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مساس‭ ‬بالصهيونية‭.‬

أخفق‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المرّة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬دوره‭ ‬ومهمّته‭ ‬الأساسية،‭ ‬وهي‭ ‬أنّه‭ ‬الحارس‭ ‬الأول‭ ‬للدستور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعديل‭ ‬الأول‭ ‬منه،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمّية‭ ‬واحتراماً‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنّه‭ ‬يُقنّن‭ ‬بغيرة‭ ‬شديدة‭ ‬حرّية‭ ‬القول‭ ‬والرأي‭. ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬القداسة‭. ‬ونلاحظ‭ ‬أنّ‭ ‬أيّ‭ ‬مواطن‭ ‬أمريكي‭ ‬يستطيع‭ ‬أنّ‭ ‬يخاطب‭ ‬أيّ‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأحياناً‭ ‬يكون‭ ‬الخطاب‭ ‬حادّاً‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬اللباقة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يعتقله‭ ‬أو‭ ‬يسكته،‭ ‬طالما‭ ‬أنّ‭ ‬النقد‭ ‬لا‭ ‬يتطاول‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬والصهيونية‭. ‬ويتخذ‭ ‬الكونجرس‭ ‬قراراً‭ ‬يحرم‭ ‬المواطنين‭ ‬والمتظاهرين‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬شعارهم‭ ‬الجديد‭ ‬الدالّ‭ ‬على‭ ‬صحوة‭ ‬فكرية‭ ‬وعلمية‭: ‬‮«‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬فلسطين‭ ‬ستكون‭ ‬حرّة‮»‬،‭ ‬لأنّها‭ ‬ستكون‭ ‬حرّة‭ ‬من‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يرعب‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يبدي‭ ‬اعتباراً‭ ‬لمبدأ‭ ‬حرّية‭ ‬الرأي‭ ‬والقول‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬سلوك‭ ‬الشرطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأساتذتها‭ ‬فيه‭ ‬خرق‭ ‬فاضح‭ ‬للتعديل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الدستور‭. ‬أيّ‭ ‬أنّ‭ ‬حرّية‭ ‬التعبير‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬مقاس‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والأبارتهايد‭ ‬لكي‭ ‬تحترم،‭ ‬حسب‭ ‬مفهوم‭ ‬إدارة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭.‬

{خبير‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا