العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

قمة البحرين العربية .. التحديات الكبرى

كل‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬ستحتضنها‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭. ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬ويريدون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬تاريخية‭ ‬تدشن‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬والعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

القمة‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭.‬

لم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الجسامة‭ ‬مثلما‭ ‬الحال‭ ‬اليوم‭. ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬شعبا‭ ‬عربيا‭ ‬يُباد‭ ‬أمام‭ ‬أنظارنا‭ ‬وأنظار‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬وتبعات‭ ‬كارثية‭ ‬كبرى‭ ‬ستطول‭ ‬كل‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والقوى‭ ‬المعادية‭ ‬للأمة‭ ‬أصبحت‭ ‬تستبيح‭ ‬سيادة‭ ‬دولنا‭ ‬واستقلالها‭ ‬بلا‭ ‬رادع‭. ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬أصبح‭ ‬عمليا‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬وزن‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬والمستقبل‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والأخطار‭ ‬الكبرى‭ ‬يتطلع‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬للقمة‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬تاريخية‭ ‬تلبي‭ ‬ولو‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬تطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭.‬

بداية،‭ ‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬باستضافة‭ ‬القمة‭ ‬الحالية‭ ‬رغم‭ ‬الأوضاع‭ ‬العربية‭ ‬المأساوية‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬هي‭ ‬تجسيد‭ ‬لالتزام‭ ‬عروبي‭ ‬أصيل‭ ‬وبالرغبة‭ ‬الشجاعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وبلورة‭ ‬مواقف‭ ‬عربية‭ ‬فعّالة‭ ‬تحمي‭ ‬الأمة‭ ‬وأمنَها‭.‬

مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬العروبية‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬مشهودة‭ ‬وكل‭ ‬العرب‭ ‬يعرفونها‭.‬

والبحرين‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وتحقيق‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بحكم‭ ‬علاقاتها‭ ‬الطيبة‭ ‬مع‭ ‬الكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬آمالا‭ ‬عربية‭ ‬كبيرة‭ ‬معقودة‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭.‬

حين‭ ‬يجتمع‭ ‬القادة‭ ‬العرب،‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬أساسية‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬المفروض‭ ‬أنها‭ ‬واضحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭.‬

أول‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬يتعلق‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كشفت‭ ‬بداية‭ ‬عن‭ ‬عداء‭ ‬متأصل‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬علاقاتها‭ ‬وروابطها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

أهم‭ ‬وأخطر‭ ‬قضية‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كشفت‭ ‬عجز‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭. ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬إمكاناتها‭ ‬وقدراتها‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬ردع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وعن‭ ‬إجباره‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬وعجزت‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

هذا‭ ‬العجز‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.‬

ويعرف‭ ‬الكل‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وهذا‭ ‬العجز‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الخطورة‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭. ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إذا‭ ‬ترك‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬يكمل‭ ‬مخططاته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ردع،‭ ‬وإنما‭ ‬سيمتد‭ ‬مخطط‭ ‬الإبادة‭ ‬ليشمل‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬كله‭. ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭.‬

والأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الحرب‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وإنما‭ ‬هناك‭ ‬تهديدات‭ ‬جسيمة‭ ‬أخرى‭ ‬تعصف‭ ‬بالأمة‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭.‬

في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬التحضيري‭ ‬للقمة،‭ ‬لخّص‭  ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية،‭ ‬بشكل‭ ‬مختصر‭ ‬ودقيق،‭ ‬أهم‭ ‬وأخطر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والمطروحة‭ ‬على‭ ‬القمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬،‭  ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬باتت‭ ‬فيه‭  ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬الشرعية‭ ‬مهددة‭ ‬بتقويض‭ ‬أركانها،‭ ‬وغياب‭ ‬حضورها‭ ‬نتيجة‭ ‬نزاعات‭ ‬داخلية،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬خطر‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬العربية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

لنتأمل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬وسندرك‭ ‬جسامة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتهديدات‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬وبالتالي‭ ‬التحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬القمة‭.‬

لهذا‭ ‬الكل‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬تحول‮»‬‭ ‬و«علامة‭ ‬فارقة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬ومسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭.. ‬وهكذا‭.‬

والأمر‭ ‬هكذا‭ ‬بالفعل‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬القمة‭ ‬بأنها‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأمة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تكون‮»‬‭.‬

القمة‭ ‬مطالبة‭ ‬بأن‭ ‬تثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أننا‭ ‬أمّة‭ ‬حيّة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬دولها‭ ‬وأمنها‭ ‬وأبنائها‭. ‬مطالبة‭ ‬بأن‭ ‬تثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬الأعداء‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭.‬

للحديث‭ ‬بقية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا