يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
ماذا نريد من قمة البحرين العربية؟
الكل في الوطن العربي يعتبر ان قمة البحرين العربية قمة استثنائية. ومعنى هذا ان الكل يتوقع من القمة مواقف وقرارات عربية استثنائية أيضا.
هي بالفعل قمة استثنائية بحكم التطورات والأوضاع الخطيرة والتحديات التي تواجه الأمة العربية، وبحكم ان الشعوب العربية تنتظر من القمة مواقف وإجراءات عربية عملية دفاعا عن الأمة في مواجهة الأخطار التي تعصف بها.
والذي يضاعف آمال الشعوب العربية المعلقة على القمة انها تعقد في البحرين بما لها من مكانة وتقدير عربي، وبما هو معروف عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رئيس القمة من حكمة وبعد نظر، ولما للبحرين من دور معروف دعما للعمل العربي المشترك وحرصا على التضامن العربي. الكل في الوطن العربي متفائل بأن البحرين ستوفر للقمة كل سبل النجاح.
لكن ماذا نريد من القمة؟.. ماذا تريد الشعوب العربية من قمة البحرين؟.
بداية الكل يعلم ان الفترة الماضية شهدت فجوة كبيرة بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية العربية. هذه الفجوة أظهرتها المواقف من حرب الإبادة الصهيونية على غزة. الشعوب العربية تعتبر ان المواقف الرسمية للدول العربية لم تكن على مستوى هذا الخطر الصهيوني الجسيم الذي لا يهدد فقط شعب فلسطين وقضيته، وانما كل الأمة العربية وأمنها القومي.
ولهذا اول ما هو مطلوب من القمة هو ان تسد هذه الفجوة بين المواقف الرسمية والشعبية. وسد الفجوة لا يمكن ان يتحقق الا بمواقف وقرارات واجراءات عملية محددة تتخذها القمة تلبي ولو قدرا من مطالب الشعوب.
وبغض النظر عن تفاصيل القضايا والموضوعات التي ستناقشها القمة، أكبر ما هو مطلوب منها وتريده الشعوب هو ان ترد القمة الاعتبار للأمة العربية.
رد الاعتبار للأمة يعني ان نثبت للعالم اننا امة عربية حية وقادرة ولا يمكن تجاوزها في عالم اليوم. معناه ان نثبت ان لدينا الإرادة العربية والقدرة على ردع التهديدات وحماية امن دولنا وشعوبنا ومصالحنا. معناه ان نثبت أننا امة ليست خارج العصر ويتحتم على الكل ان يأخذها ويأخذ مصالحها بمنتهى الجدية.
وان ترد القمة الاعتبار للأمة العربية بهذا المعنى لا يمكن ان يتحقق الا اذا كانت القمة تدشينا لصحوة عربية جديدة.. تدشينا لعهد جديد من التضامن والتكاتف والعمل العربي المشترك.
بعبارة أخرى نريد من قمة البحرين ان تؤسس كتلة عربية موحدة قادرة.
وتأسيس كتلة عربية موحدة وقادرة لا بد ان يقوم أولا على وحدة الإرادة السياسية والمواقف الموحدة، وان يكون لها ثانيا قدراتها العسكرية والاقتصادية. هذا ان أردنا لها ان تكون قادرة على الدفاع عن الأمة وأن يأخذها العالم بجدية.
كنا نتمنى لو ان قمة البحرين اعادت إحياء مشروع انشاء الجيش العربي الموحد الذي سبق ان اقرته القمة العربية في شرم الشيخ عام 2015. من شأن مثل هذه القوة العسكرية العربية المشتركة ان تكون عماد أي استراتيجية لتحقيق الأمن القومي العربي.
لكن في كل الأحوال نتطلع الى ان تكون قمة البحرين خطوة كبيرة على طريق انشاء تكتل اقتصادي عربي قوي. وهذا امر ممكن.
اما فيما يتعلق بالهم الأكبر للشعوب العربية اليوم، أي حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، فلقد أصدرت الدول العربية على امتداد الأشهر الماضية منذ بدء الحرب مئات البيانات والتصريحات التي تندد وتدين العدوان وتتضامن مع الشعب الفلسطيني. لكن هذه البيانات لم يكن لها تأثير ولا دور في ردع العدوان الصهيوني ومن يدعمونه في العالم.
لهذا الشعوب العربية لن تقبل من القمة بيانات أخرى، وانما تريد اجراءات عملية عربية محددة تكون كفيلة فعلا بردع العدو الصهيوني والدول الغربية التي تشارك معه في العدوان.
نتوقع على الأقل ان تهدد الدول العربية باستخدام قدراتها وامكاناتها في مواجهة هذه الدول إذا لم يتوقف العدوان.
في كل الأحوال، الأمر المؤكد انه بعزم البحرين وقيادة جلالة الملك للقمة فإنها سوف تخرج بأقصى ما يمكن دفاعا عن الأمة ودفعا للتضامن العربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك