العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إلى متى تبقى إسرائيل بلا أي عقاب؟!

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ١٦ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

تتصاعد‭ ‬الأوضاع‭ ‬والأحداث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المثلث‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬ولبنان‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬ليكون‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬نقطة‭ ‬الارتكاز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬يسارع‭ ‬الجميع‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬تهدئته‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توسع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خاصة‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬لم‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إدانة‭ ‬عدوان‭ ‬إسرائيل‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬حيث‭ ‬تبدو‭ ‬إسرائيل‭ ‬وكأنها‭ ‬مرفوع‭ ‬عنها‭ ‬القلم‭ ‬مثلما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تدان‭ ‬ولا‭ ‬تعاقب‭ ‬ولا‭ ‬تحاسب‭ ‬وكأنها‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬مفتوح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وكأنه‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬فلا‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والعرب‭ ‬طبقت‭ ‬وحتى‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬يطبق‭ ‬ولم‭ ‬يوجه‭ ‬أحد‭  ‬لوما‭ ‬أو‭ ‬انتقادا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بهذا‭ ‬القرار‭ ‬الأحدث‭ ‬من‭ ‬نوعه‭.‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬المفتوح‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬قانونية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬وعقابية‭ ‬أمام‭ ‬إسرائيل‭ ‬فإن‭ ‬الدنيا‭ ‬تقوم‭ ‬ولا‭ ‬تهدأ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬أو‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬اليمن‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأساطيل‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأساطيل‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية‭ ‬تسارع‭ ‬لحماية‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬مفترض‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭ ‬أو‭ ‬نسبة‭ ‬احتمال‭ ‬حدوثه‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬1%‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬غريبة‭ ‬عجيبة‭ ‬تجعل‭ ‬العالم‭ ‬يسأل‭ ‬لماذا‭ ‬تتصرف‭ ‬إسرائيل‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الوحشية‭ ‬والهمجية‭ ‬والعدوانية‭ ‬تجاه‭ ‬الجميع‭ ‬فهي‭ ‬تقتل‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وفي‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وتضرب‭ ‬وتقصف‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الذكية‭ ‬والأسلحة‭ ‬الغبية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬ولا‭ ‬تراعي‭ ‬عرفا‭ ‬قانونيا‭ ‬أو‭ ‬دوليا‭ ‬أو‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬فهي‭ ‬دولة‭ ‬خارج‭ ‬القانون‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬المختلة‭ ‬وعدم‭ ‬تحمل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الراعي‭ ‬والحامي‭ ‬الأساسي‭ ‬والرئيسي‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لمسؤوليتها‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬التوتر‭ ‬والمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬استمر‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬اليومي‭ ‬والمتكرر‭ ‬فمعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬سوف‭ ‬تصبح‭ ‬مهددة‭ ‬فيزداد‭ ‬الوضع‭ ‬سوءا‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬حاليا‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬،‭  ‬فإنه‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬سلام‭ ‬أو‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يؤمل‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يهدد‭ ‬حتى‭ ‬السلام‭ ‬القائم‭ ‬حاليا‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للقانون‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬منسوب‭ ‬التوتر‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬ممكنة‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬غرابة‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الضربات‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الضربات‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والعدوان‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬والعدوان‭ ‬ليكون‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭.‬

لقد‭ ‬أمضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬وقتلهم‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬بل‭ ‬وزيادة‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬ودمرت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية‭ ‬لتصبح‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬ممكنة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الضيقة‭ ‬والمحدودة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإنها‭ ‬تحاصر‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬بسلاح‭ ‬الجوع‭ ‬والعطش‭ ‬ولذلك‭ ‬تصرخ‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬المجاعة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬السكان‭ ‬الذين‭ ‬إذا‭ ‬نجوا‭ ‬من‭ ‬القتل‭ ‬بالرصاص‭ ‬والقنابل‭ ‬فإنهم‭ ‬لن‭ ‬ينجوا‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬جوعا‭ ‬وعطشا‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬الآن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬والجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬بـ«لاهاي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬طالما‭ ‬إنها‭ ‬تتلقى‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وطالما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬رادع‭ ‬يردعها‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬سوف‭ ‬تبقى‭ ‬تحت‭ ‬التوتر‭ ‬الدائم‭ ‬والمستمر‭ ‬وطالما‭ ‬لم‭ ‬يوضع‭ ‬حد‭ ‬للغطرسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وطالما‭ ‬لم‭ ‬تتحمل‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وخاصة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬تجاه‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا