العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تشويه المتظاهرين المؤيدين لحقوق الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية

بقلم: د. رمزي بارود {

السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬سئموا‭ ‬الحرب،‭ ‬وولاء‭ ‬حكومتهم‭ ‬لدولة‭ ‬أجنبية،‭ ‬والنزعة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وعنف‭ ‬الشرطة،‭ ‬والقيود‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬اختزال‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الحاشدة‭ ‬في‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مجرد‭ ‬محادثة‭ ‬خانقة‭ ‬ومضللة‭ ‬حول‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬يحتجون،‭ ‬ويخاطرون‭ ‬بمستقبلهم‭ ‬وسلامتهم،‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬الكراهية‭ ‬المرضية‭ ‬للشعب‭ ‬اليهودي‭.‬

إن‭ ‬آلاف‭ ‬الطلبة‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬تام‭ ‬وغضب‭ ‬مبرر‭ ‬بسبب‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬الذي‭ ‬نفذته‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العزل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

إنهم‭ ‬غاضبون‭ ‬لأن‭ ‬حمام‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تم‭ ‬تمويله‭ ‬ودعمه‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭.‬

بدأت‭ ‬هذه‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬من‭ ‬نيويورك‭ ‬إلى‭ ‬تكساس‭ ‬ومن‭ ‬نورث‭ ‬كارولينا‭ ‬إلى‭ ‬كاليفورنيا‭.‬

وتتم‭ ‬مقارنة‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طبيعتها‭ ‬وشدتها،‭ ‬بالاحتجاجات‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المقارنة‭ ‬مناسبة،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬ملاحظة‭ ‬التنوع‭ ‬العرقي‭ ‬والشمول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الحالية‭. ‬وفي‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات،‭ ‬يقف‭ ‬الطلاب‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬واليهود‭ ‬والسود‭ ‬والأمريكيون‭ ‬الأصليون‭ ‬والبيض‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أقرانهم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬ضد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬أي‭ ‬منهم‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬تجنيدهم‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬متحدون‭ ‬حول‭ ‬مجموعة‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭: ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الاستثمار‭ ‬المباشر‭ ‬لجامعاتهم‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬الاحتجاج‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬المثالية،‭ ‬بل‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬لحظاتها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاعتقالات‭ ‬الجماعية،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬والعنف‭ ‬المباشر‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬ازدادت‭ ‬قوة‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬اتهم‭ ‬السياسيون‭ ‬الأمريكيون،‭ ‬بدءًا‭ ‬بالرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بمعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬دون‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬مطالبهم‭ ‬المعقولة‭ ‬والمدعومة‭ ‬عالميًا‭.‬

ومرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وقفت‭ ‬المؤسستان‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والجمهورية‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أعمى‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فيما‭ ‬أدان‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬الاحتجاجات‭ ‬المعادية‭ ‬للسامية‮»‬،‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مستهجنة‭ ‬وخطيرة‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬قام‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مايك‭ ‬جونسون‭ (‬الجمهوري‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭)‬،‭ ‬بزيارة‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إجراءات‭ ‬أمنية‭ ‬مشددة،‭ ‬مستخدمًا‭ ‬لغة‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬بلدًا‭ ‬يدعي‭ ‬اعتناق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬واحترام‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬حق‭ ‬الجميع‭.‬

وقال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نسمح‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية‭ ‬بالازدهار‭ ‬في‭ ‬جامعاتنا‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬اليوم‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬زملائي،‭ ‬وأدعو‭ ‬الرئيسة‭ (‬مينوش‭) ‬شفيق‭ ‬إلى‭ ‬الاستقالة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إحلال‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬قد‭ ‬دعت‭ ‬بالفعل‭ ‬قسم‭ ‬شرطة‭ ‬نيويورك‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬واتهمتهم‭ ‬تجنيا‭ ‬بمعاداة‭ ‬السامية‭.‬

ساعدت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الارتباك‭ ‬والتضليل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬الاحتجاجات‭.‬

وسمحت‭ ‬صحيفة‭ ‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال،‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬لكتاب‭ ‬مثل‭ ‬ستيفن‭ ‬ستالينسكي‭ ‬بتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬الناشطين‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العدالة‭ ‬بسبب‭ ‬جرأتهم‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المروعة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وزعم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حماس‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين‭ ‬وآخرين‭ ‬يقومون‭ ‬بإعداد‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الغرب‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يأخذون‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬محادثة‭ ‬انتقادية‭ ‬حول‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬اتجاهات‭ ‬غريبة‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‭.‬

قد‭ ‬يرغب‭ ‬كتاب‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬خداع‭ ‬أنفسهم‭ ‬وقرائهم،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬‮«‬مجندي‮»‬‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬حماس‭ ‬ينشطون‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬ليصبحوا‭ ‬قادة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭.‬

والمقصود‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الانحرافات‭ ‬هو‭ ‬تجنب‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهو‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬يَعِد‭ ‬بتحول‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الشعبية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين‭.‬

ولسنوات‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬كان‭ ‬الأمريكيون‭ ‬يغيرون‭ ‬آراءهم‭ ‬بشأن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«العلاقة‭ ‬الخاصة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬بلادهم‭ ‬‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ودولة‭ ‬إسرائيل‭.‬

وقد‭ ‬قاد‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬الشباب‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ملاحظته‭ ‬أيضًا‭ ‬بين‭ ‬المستقلين،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الشباب‭. ‬إن‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التعاطف‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الآن‭ ‬أصبح‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تصوره‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬الطبيعي‭ ‬الجديد،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬انخفاض‭ ‬معدلات‭ ‬تأييد‭ ‬بايدن،‭ ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭. ‬إن‭ ‬الأجيال‭ ‬الأكبر‭ ‬سنا‭ ‬من‭ ‬الساسة‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬الذين‭ ‬بنوا‭ ‬وحافظوا‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬دعمهم‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬يغمرهم‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد‭. ‬لغتهم‭ ‬مشوشة‭ ‬ومليئة‭ ‬بالأكاذيب‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬جيل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬شعبهم‭ ‬قادة‭ ‬أمريكا‭ ‬المستقبليين‭ ‬لتلبية‭ ‬مطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

في‭ ‬بيان‭ ‬متلفز‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬أبريل،‭ ‬وصف‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬غوغاء‭ ‬معادون‭ ‬للسامية‮»‬‭ ‬‮«‬استولوا‭ ‬على‭ ‬جامعات‭ ‬رائدة‮»‬،‭ ‬زاعما‭ ‬أن‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلميين‭ ‬يدعون‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬لكلماته‭ ‬أن‭ ‬تثير‭ ‬غضب‭ ‬جميع‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬سياساتهم‭ ‬وأيديولوجيتهم‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬بدأ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬ترديد‭ ‬كلمات‭ ‬نتنياهو‭.‬

ولكن‭ ‬الانتهازية‭ ‬السياسية‭ ‬سوف‭ ‬تولد‭ ‬تأثيراً‭ ‬عكسياً،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬البعيد،‭ ‬بل‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬والأشهر‭ ‬المقبلة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكيين‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬سئموا‭ ‬الحرب،‭ ‬وولاء‭ ‬حكومتهم‭ ‬لدولة‭ ‬أجنبية،‭ ‬والنزعة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وعنف‭ ‬الشرطة،‭ ‬والقيود‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

فالشباب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدينون‭ ‬بالمصالح‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الأوهام‭ ‬التاريخية‭ ‬والروحية‭ ‬للأجيال‭ ‬السابقة،‭ ‬يعلنون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬يكفي‮»‬‭. ‬إنهم‭ ‬يفعلون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الهتاف،‭ ‬ويرتفعون‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬تام،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإجابات،‭ ‬والمساءلة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والقانونية،‭ ‬وإنهاء‭ ‬فوري‭ ‬للحرب‭.‬

الآن‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أحجمت‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء،‭ ‬بل‭ ‬تواصل‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تغذية‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬هجومها‭ ‬ضد‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلاب‭ ‬الشجعان‭ ‬يتصرفون‭ ‬بأنفسهم‭. ‬إنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬وملهمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا