يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
جلالة الملك وإرادة إيقاظ الأمة العربية
هناك اجماع عربي على ان النجاح الذي حققته البحرين باستضافة القمة العربية كان نجاحا استثنائيا فاق كل التوقعات. يجمع على هذا مثقفون وصحفيون وساسة.
نجاح البحرين تجسد في جوانب كثيرة في مقدمتها ما يلي:
1 – القيادة الحكيمة لجلالة الملك لأعمال القمة بحيث مضت بكل هذه السلاسة والهدوء من دون أي مشاكل او خلافات وخرجت بهذه النتائج المهمة.
2 – التنظيم الباهر للقمة من كافة الجوانب. هذا التنظيم الذي حرص الكل بلا استثناء على الاشادة به. وقد سمعت هذا شخصيا من كثير من الزملاء والأساتذة العرب الذين شاركوا في متابعة اعمال القمة. وبالطبع كل مؤسسات الدولة كان لها دورها في هذا النجاح التنظيمي.
3 - إن القمة عبّرت في النهاية عن صوت عربي واحد ومواقف عربية واحدة إزاء القضايا الكبرى التي ناقشتها، وعلى رأسها بالطبع قضية فلسطين والعدوان الصهيوني على غزة. هذا في حد ذاته انجاز كبير
4 - إن القمة شهدت مخرجاتها طرح افكار ومبادرات نوعية جديدة وبالأخص تلك التي طرحتها البحرين.
هذا النجاح الذي حققته البحرين لم يأت من فراغ.
وراء هذا النجاح جهد وعمل شاق امتد لأشهر طويلة شاركت فيه كل مؤسسات الدولة.
قبل عقد القمة بفترة طويلة استعدت البحرين جيدا.
جلالة الملك أجرى محادثات مع عدد من قادة الدول العربية لبحث قضايا القمة كان لها أكبر الأثر في التوافق الذي تم في القمة.
وزير الخارجية زار كل الدول العربية تقريبا وأجرى مشاورات مطولة مع مسؤوليها اعدادا وترتيبا للقمة.
كل وزارات ومؤسسات الدولة، كل في مجاله، استعدت للقمة على أكمل وجه على نحو ما نعرف.
وينبغي ان نضيف الى هذا عاملا مهما آخر هو الثقة العربية الكاملة في قيادة البحرين وفي اخلاصها العروبي وما تحظى به من احترام وتقدير عربي عام.
لكن الأمر المؤكد ان العامل الأكبر بلا منازع الذي يقف وراء نجاح القمة وهذا الإنجاز التاريخي الذي حققته البحرين يتمثل في إرادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
منذ البداية، ومنذ ان عرضت البحرين استضافة القمة، أراد جلالة الملك الا تكون قمة البحرين مجرد قمة عادية تنعقد وتنتهي وتمر من دون ان تترك أي علامة كما حدث كثيرا في السابق.
بطبيعة الحال تعززت إرادة جلالة الملك هذه بعد تطورات العدوان الصهيوني على غزة وما كشفت عنه من أوجه قصور في العمل العربي المشترك وفي قدرة الأمة العربية على مواجهة التحديات الجسيمة.
جلالة الملك أراد للقمة ان تكون بداية جديدة للعمل العربي المشترك. وكي تكون كذلك أراد جلالة الملك ان تكون القمة مناسبة لإيقاظ الأمة على حقيقة الأخطار والتهديدات الجسيمة التي تتهددها وتعصف بها وبمستقبلها، وبالتالي أدراك انه آن الأوان لحقبة نوعية جديدة من العمل العربي لمواجهة هذه الأخطار وحماية الأمة مستقبلا.
بعبارة اخرى أراد جلالة الملك ان تكون قمة البحرين بثا لروح جديدة في العمل العربي المشترك .. روح الوعي بما تواجهه الأمة من تحديات .. روح الإرادة على مواجهة هذه التحديات .. روح التخطيط والبناء الجاد لمستقبل أفضل للأمة وابنائها على أسس سليمة مدروسة.
في رؤية جلالة الملك ان هذا لا يمكن ان يتحقق من دون توحيد الصف العربي والمواقف العربية إزاء القضايا والتطورات الكبرى في المنطقة.
كما لا يمكن ان يتحقق هذا من دون طرح أفكار ورؤى ومبادرات جديدة تنقل مثل هذه الإرادة الى ارض الواقع.
هذه المعاني وهذه الإرادة الملكية تجسدت أفضل تجسيد في الكلمة التي وجهها جلالة الملك في افتتاح القمة وفي ادارة جلالتها لأعمالها.
وهذا حديث آخر بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك