العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

جلالة الملك وإرادة إيقاظ الأمة العربية

هناك‭ ‬اجماع‭ ‬عربي‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬باستضافة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬كان‭ ‬نجاحا‭ ‬استثنائيا‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭. ‬يجمع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬مثقفون‭ ‬وصحفيون‭ ‬وساسة‭.‬

‭  ‬نجاح‭ ‬البحرين‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

1‭ ‬‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬لأعمال‭ ‬القمة‭ ‬بحيث‭ ‬مضت‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬السلاسة‭ ‬والهدوء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬او‭ ‬خلافات‭ ‬وخرجت‭ ‬بهذه‭ ‬النتائج‭ ‬المهمة‭.‬

2‭ ‬‭ ‬التنظيم‭ ‬الباهر‭ ‬للقمة‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجوانب‭. ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬حرص‭ ‬الكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬على‭ ‬الاشادة‭ ‬به‭. ‬وقد‭ ‬سمعت‭ ‬هذا‭ ‬شخصيا‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬والأساتذة‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬اعمال‭ ‬القمة‭. ‬وبالطبع‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬التنظيمي‭.‬

3‭ - ‬إن‭ ‬القمة‭ ‬عبّرت‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬عن‭ ‬صوت‭ ‬عربي‭ ‬واحد‭ ‬ومواقف‭ ‬عربية‭ ‬واحدة‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬ناقشتها،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بالطبع‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬والعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬انجاز‭ ‬كبير

4‭ - ‬إن‭ ‬القمة‭ ‬شهدت‭ ‬مخرجاتها‭ ‬طرح‭ ‬افكار‭ ‬ومبادرات‭ ‬نوعية‭ ‬جديدة‭ ‬وبالأخص‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬البحرين‭.‬

هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭.‬

وراء‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬جهد‭ ‬وعمل‭ ‬شاق‭ ‬امتد‭ ‬لأشهر‭ ‬طويلة‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭.‬

قبل‭ ‬عقد‭ ‬القمة‭ ‬بفترة‭ ‬طويلة‭ ‬استعدت‭ ‬البحرين‭ ‬جيدا‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أجرى‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لبحث‭ ‬قضايا‭ ‬القمة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أكبر‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬التوافق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬القمة‭.‬

وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬زار‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تقريبا‭ ‬وأجرى‭ ‬مشاورات‭ ‬مطولة‭ ‬مع‭ ‬مسؤوليها‭ ‬اعدادا‭ ‬وترتيبا‭ ‬للقمة‭.‬

كل‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬استعدت‭ ‬للقمة‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬نعرف‭.‬

وينبغي‭ ‬ان‭ ‬نضيف‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬عاملا‭ ‬مهما‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬الثقة‭ ‬العربية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬اخلاصها‭ ‬العروبي‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬عربي‭ ‬عام‭.‬

لكن‭ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬ان‭ ‬العامل‭ ‬الأكبر‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬نجاح‭ ‬القمة‭ ‬وهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إرادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

منذ‭ ‬البداية،‭ ‬ومنذ‭ ‬ان‭ ‬عرضت‭ ‬البحرين‭ ‬استضافة‭ ‬القمة،‭ ‬أراد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الا‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬مجرد‭ ‬قمة‭ ‬عادية‭ ‬تنعقد‭ ‬وتنتهي‭ ‬وتمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تترك‭ ‬أي‭ ‬علامة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬تعززت‭ ‬إرادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬هذه‭ ‬بعد‭ ‬تطورات‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وفي‭ ‬قدرة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الجسيمة‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أراد‭ ‬للقمة‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬للعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭. ‬وكي‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭ ‬أراد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬القمة‭ ‬مناسبة‭ ‬لإيقاظ‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتهديدات‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬تتهددها‭ ‬وتعصف‭ ‬بها‭ ‬وبمستقبلها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أدراك‭ ‬انه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لحقبة‭ ‬نوعية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأخطار‭ ‬وحماية‭ ‬الأمة‭ ‬مستقبلا‭.‬

بعبارة‭ ‬اخرى‭ ‬أراد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬بثا‭ ‬لروح‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ .. ‬روح‭ ‬الوعي‭ ‬بما‭ ‬تواجهه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ .. ‬روح‭ ‬الإرادة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ .. ‬روح‭ ‬التخطيط‭ ‬والبناء‭ ‬الجاد‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للأمة‭ ‬وابنائها‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬مدروسة‭.‬

في‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬والمواقف‭ ‬العربية‭ ‬إزاء‭ ‬القضايا‭ ‬والتطورات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طرح‭ ‬أفكار‭ ‬ورؤى‭ ‬ومبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬تنقل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإرادة‭ ‬الى‭ ‬ارض‭ ‬الواقع‭. ‬

هذه‭ ‬المعاني‭ ‬وهذه‭ ‬الإرادة‭ ‬الملكية‭ ‬تجسدت‭ ‬أفضل‭ ‬تجسيد‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬القمة‭ ‬وفي‭ ‬ادارة‭ ‬جلالتها‭ ‬لأعمالها‭.‬

وهذا‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا