انتشرت مؤخرا عند الشباب فكرة ( الفود التراك) وتحديدا في فترة الجائحة. حيث يعتبر هذا النوع من الأنشطة التجارية هو الأسرع والأسهل في عالم التجارة او المشاريع الصغيرة التي تقتصر في الغالب على مشاريع الاغذية والمشروبات.
بالحديث عن ذلك، لفت انتباهي احد المشاريع الوطنية في إحدى دول الخليج، حيث تم استغلال أراض مملوكة للدولة لتصبح محطة استثمار للمواطنين تتوفر فيها خدمات الماء والكهرباء مقابل مبلغ نقدي.
الملفت هنا هو تخصيص قطعة الارض بمساحة كبيرة تتسع لعدد هائل من السيارات، ومرصوفة بشكل جميل، ومزودة بلوحات المرور التنظيمية، وتعمل من الصباح الباكر الى منتصف الليل بمشاريع مشابهة، بحيث يعتبر هذا المشروع بمثابة (فود تراك) ولكنه ثابت غير متحرك. ويمتاز هذا العقار الاسثماري بعوائد على المواطنين والدولة. فمن شروطه مثلا أن يقتصر الأمر لمن يرغب بتأجير مساحة على المواطنين فقط. كما أن طبيعة المشروع تخلق بيئة تنافسية وابداع في التقديم. كما أن هذا المشروع والعقار الاستثماري التجاري بحد ذاته يعطي انطباعا تنظيميا أكثر من خلال وجود منطقة مجهزة ومنظمة.
مثل هذه الفكرة نامل ان نجدها لدينا، ويفضل وجود هذا المشروع على مستوى المحافظات حيث يمكن لأصحاب (التراكات) ان يتواجدوا في هذا المناطق المخصصة وفق انظمة وشروط وتنظيم ميسر. كما يكون تأجير هذه المساحات بأسعار مناسبة ومدعومة من الحكومة. ويمكن هنا الاستعانة بصندوق العمل (تمكين) لتمويل المبتدئين ورواد الأعمال، وبذلك تكون الحكومة قد نظمت تجارة (الفود تراك) بشكل اكثر جمالا واتاحت خدمات ميسرة لصغار التجار، وبنفس الوقت أضافت مدخولا من خلال الاستثمار بالأاراضي المملوكة لها.
نأمل من المعنيين في الحكومة الموقرة دراسة هذا المشروع لتخفيف الاعباء وخصوصا مع اقتراب فصل الصيف، حيث نحن بحاجة الى مشاريع مشابهة اسوة ببعض الدول المجاورة. فمع اقتراب دخل موجة الحر والرطوبة، يفضل الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح التفسح بالسيارة، وبذلك نكون قد استغلينا الاراضي الخالية بمشاريع تعود بالفائدة على الدولة والمواطن، مع تشجيع الشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة على الإبداع في مشاريعهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك