العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«مفوضية حقوق الطفل».. وينكم؟؟

أول‭ ‬السطر‭:‬

كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬التجاوب‭ ‬الكريم‭ ‬والسريع،‭ ‬مع‭ ‬مقال‭ ‬الأمس،‭ ‬وصرف‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬للعائلة‭ ‬البحرينية‭.. ‬ولكم‭ ‬منا‭ ‬خالص‭ ‬الثناء‭ ‬وعظيم‭ ‬الامتنان‭.‬

 

‮«‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭.. ‬وينكم؟؟‭:‬

كل‭ ‬إنسان‭.. ‬وكل‭ ‬أب‭ ‬وأم‭.. ‬وكل‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬رحمة‭.. ‬أصابه‭ ‬الغثيان،‭ ‬وتقطع‭ ‬قلبه،‭ ‬ودمعت‭ ‬عيناه‭.. ‬وهو‭ ‬يقرأ‭ ‬خبر‭ ‬قيام‭ ‬رجل‭ ‬و«صديقته‮»‬‭ ‬بتقديم‭ ‬المخدرات‭ ‬لأطفالها،‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬الطفل،‭ ‬مع‭ ‬ضربه‭ ‬وضرب‭ ‬شقيقته‭.. ‬وقد‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بحبس‭ ‬الرجل‭ ‬‮«‬المجرم‮»‬‭ ‬13‭ ‬سنة،‭ ‬وحبس‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬تجردت‭ ‬من‭ ‬وازع‭ ‬الأمومة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭.‬

الحادثة‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬2019‭-‬2021،‭ ‬والقانون‭ ‬أخذ‭ ‬مجراه‭.. ‬وكنت‭ ‬أترقب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬‮«‬النيابة‭ ‬العامة‮»‬‭ ‬عند‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬ببيان‭ ‬جهودها‭ ‬وجهود‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬المتضررين،‭ ‬وماذا‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬ونفسية‭ ‬وصحية‭ ‬وغيرها‭.. ‬وإبراز‭ ‬مقاصد‭ ‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬للأطفال‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬كان‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬الأطفال‭ ‬الضحايا،‭ ‬ودور‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭..‬؟؟‭ ‬

كنت‭ ‬أترقب‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬ومن‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬بالمؤسسة،‭ ‬التفاعل‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬وسريع‭ ‬مع‭ ‬القضية،‭ ‬وإعلان‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأطفال‭ ‬الضحايا‭.. ‬مهام‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬المؤسسة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬لفئة‭ ‬المسجونين‭ ‬والمفرج‭ ‬عنهم‭ ‬دون‭ ‬فئات‭ ‬أخرى‭.. ‬وتلك‭ ‬مسألة‭ ‬يجب‭ ‬تصحيح‭ ‬مسارها،‭ ‬وتعديل‭ ‬بوصلتها‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬لتعمل‭ ‬بمنظور‭ ‬أشمل‭ ‬ومنظومة‭ ‬أكبر‭ ‬لمفهوم‭ ‬وثقافة‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

حوادث‭ ‬وأخبار‭ ‬وقضايا‭ ‬عديدة‭ ‬وقعت‭ ‬للأطفال،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬تعيين‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬ولم‭ ‬نشهد‭ ‬أي‭ ‬حضور‭ ‬وتفاعل‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬،‭ ‬فما‭ ‬السبب؟‭ ‬وما‭ ‬المبرر؟؟‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ثمة‭ ‬تحركات‭ ‬وإجراءات‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬السر‭ ‬والخفاء،‭ ‬يرجى‭ ‬كشفها‭ ‬وبيانها‭ ‬في‭ ‬العلن،‭ ‬لأنها‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وأهدافها‭ ‬الحيوية،‭ ‬وجهودها‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬الوطنية‭.‬

في‭ ‬حفل‭ ‬تدشين‭ ‬منصب‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭ ‬قيل‭ ‬كلام‭ ‬كثير‭.. ‬وقيل‭ ‬إننا‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تقوم‭ ‬بتعيين‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭.. ‬فرحنا‭ ‬بذلك‭ ‬وأشدنا‭ ‬به،‭ ‬وتفاءلنا‭ ‬كثيرا‭.. ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭..‬؟‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الريادة‭ ‬والسبق‮»‬‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المجالات،‭ ‬تبدأ‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬تتراجع،‭ ‬لتسبقنا‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.. ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬محلية‭ ‬مستمرة،‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭..!!‬

وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بادرت‭ ‬مشكورة‭ ‬بمتابعة‭ ‬الحالات‭ ‬الطلابية‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬حادثة‭ ‬حريق‭ ‬مبنى‭ ‬بمنطقة‭ ‬اللوزي‭.. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالة‭ ‬تعرض‭ ‬طلبة‭ ‬صغار‭ ‬للضرب‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬بجانب‭ ‬انتشار‭ ‬بعض‭ ‬فيديوهات‭ ‬لتعرض‭ ‬طلبة‭ ‬للضرب‭ ‬والمشاجرة‭ ‬من‭ ‬زملائهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬عديدة‭ ‬منظورة‭ ‬أمام‭ ‬الجهات‭ ‬القانونية‭ ‬والمراكز‭ ‬الأمنية‭ ‬وضحاياها‭ ‬الأطفال‭.. ‬فأين‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية؟‭ ‬وأين‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭..‬؟

‮«‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنشط‭ ‬أكثر‭.. ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حضورها‭ ‬فاعلا‭ ‬ومؤثرا‭.. ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬الشراكات‭ ‬وتستعين‭ ‬بالشركاء‭.. ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬لها،‭ ‬والمهام‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭.. ‬والعناية‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأطفال،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوقهم‭ ‬ومصالحهم‭ ‬الفضلى،‭ ‬ودعم‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬وتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬الصالحة‭ ‬للطفل‭.. ‬هكذا‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬ومبررات‭ ‬وأهداف‭ ‬وغايات‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مفوض‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

هناك‭ ‬فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استثمارها‭ ‬لإبراز‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها،‭ ‬أما‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الفرص‭ ‬الضائعة‮»‬‭.. ‬فتلك‭ ‬مسألة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصبح‭ ‬بعض‭ ‬مشاريعنا‭ ‬وبرامجنا‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬خبر‭ ‬إعلامي‮»‬‭ ‬وبيانات‭ ‬حقوقية،‭ ‬ثم‭ ‬التراجع‭.. ‬باختصار‭ ‬‮«‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‮»‬‭.. ‬وينكم‭..‬؟؟

 

آخر‭ ‬السطر‭: ‬

مع‭ ‬انتهاء‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المسابقات،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تبادر‭ ‬الاتحادات‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬مباشرة‭ ‬لتقييم‭ ‬وتقويم‭ ‬الموسم‭ ‬المنصرم‭ ‬مع‭ ‬الأندية‭ ‬والإعلام‭ ‬الرياضي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬إرسال‭ ‬استمارة‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬عن‭ ‬بعد‮»‬‭..‬؟؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا