رواية «رماية ليلية» لأحمد زين
صدر حديثا عن منشورات المتوسط في مالمو- إيطاليا، رواية جديدة للكاتب والروائي اليمني أحمد زين، حملت عنوان «رماية ليلية».
يقدم لنا المؤلف عملاً روائياً كثيفاً، ليس على مستوى السرد فحسب، بل على مستوى شخوصها أيضاً. ليس من السهل أن يعثر القارئ على شخصية بطبقة واحدة، بل ثمة شخصيات كثيرة تعيش وتتصارع وتتناقض وتتحاور داخلها. سرعان ما تتكشف عاملة الفندق عن هشاشة داخل القوة التي تظهر فيها، وكذلك الإعلامية التي تنطوي حياتها على أبعاد ودهاليز شائكة ومعقدة. سيصاب القارئ بدهشة الكشف لدى كل حدث يظهر فجأة، فيفصح عن جوانب وخفايا سياسية وشخصية كشف عنها الصراع الدموي الذي يجري في اليمن الراهن.
رواية صراع تظهر فيها شخصيات واقعية ورمزية في الآن نفسه، تنوس بين الانتماء القبلي والانتماء الوطني، سوف تكشف الرواية عن صعوبة اضمحلال القبلي لصالح الوطني في الشخصيات السياسية التي تتصدر المشهد اليمني. سياسيون طارئون، أمراء حرب، جنرالات مهزومون، مسؤولون يعيشون حياة باذخة في فنادق فخمة على حساب من يعيشون في الخنادق وعلى طوابير الخبز والأمور المعيشية.
رواية متشظية تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل، الأمر الذي يعني أن يقرأ كل جملة في الرواية بتركيز. فالسرد، هنا، بطل رئيس يوازي الأبطال الآخرين على مدار الرواية، إن لم يتفوق عليهم. ساعد على هذا السرد الشيق امتلاك قوي لناصية اللغة.
أحمد زين: روائي وصحفي يمني. يقيم في الرياض. ويعمل منذ سنوات طويلة في الصحافة الثقافية. وحاليا يدير تحرير مجلة الفيصل. صدر له خمس روايات: تصحيح وضع. قهوة أمريكية. حرب تحت الجلد. ستيمر بوينت. فاكهة للغربان.
«حدائق الأهوار والفراشة الأمازيغية» للعراقي المقيم في ألمانيا نعيم عبد مهلهل
صدرت حديثًا عن دار الشؤون الثقافية في بغداد رواية جديدة للأديب العراقي المقيم في ألمانيا، نعيم عبد مهلهل، وحملت عنوان «حدائق الأهوار والفراشة الأمازيغية». وتعد هذه الرواية ضمن سلسلة إصدارات عديدة للأديب، وتدور أحداثها بطريقة فانتازية يمازج فيها الواقع الخيال، ويتضح المكان من خلال الإهداء (إلى مدينتي طنجة والجبايش، ذكرى القراءات الأولى لإيتالو كالفينو، حيث المدن الجليلة تعوم في سماء الذكريات مثل أفواج الديكة وهي ترتدي شموس صباحات المدن السومرية والأمازيغية. لحظات وروايات وجوازات سفر. حيث كان الروائي يمارس التعليم في إحدى مدارس الأهوار. واليوم أنا في طنجة أركب بغلة ابن بطوطة واضعًا على رأسي عمامته. وأشعر أنها طاقية لشمس المحطات وأنا أعود إلى البلاد التي أنجبتني). وتتنقل الرواية من خلال قدوم فراشة أمازيغية لتعيش في بيئةٍ لا تعرفها، وربما لم تسمع فيها، هي بيئة الأهوار. الرواية تضم خمسة فصول تتناول الوقائع بطريقة الفانتازيا، والتداخل السردي التي يراد فيها أن تختفي مسافة الأخيلة، وتتجمع في نقطة حقيقية أتت بها العولمة ومتغيّرات العصر التي ساهمت فيها مجنزرات الدبابات والمناهج الجديدة لهاجس التطرف والإرهاب، وكانت بلاد الروائي مسرحًا لها ومازالت. والرواية محاولة لصناعة متعة من السفر والأحلام، وغراميات صدفة اللقاء، في محطات المهاجر. وهي كذلك عودة إلى البدء الروحي والحضاري لأحلام الروائي وغرامه الذي وجده مرّة في طنجة، وقرار العودة إلى الأهوار ليسكن فيه، ولتصبح تلك الأمازيغية واحدة من بنات المكان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك