العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

فرصة العرب التاريخية

تحدثت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬مخطط‭ ‬أمريكا‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬حامية‭ ‬للكيان‭ ‬عبر‭ ‬اقتراحات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬تولي‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وتمويل‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وقلت‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬جريمة‭ ‬يريدون‭ ‬للعرب‭ ‬أن‭ ‬يرتكبوها‭.‬

قمة‭ ‬البحرين‭ ‬العربية‭ ‬حسمت‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬

قبل‭ ‬ان‭ ‬نتطرق‭ ‬الى‭ ‬موقف‭ ‬القمة،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ننبه‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬الحالية‭ ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬المخططات‭ ‬المطروحة‭ ‬لتمكين‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتبنى‭ ‬مواقف‭ ‬مبدئية‭ ‬كبرى‭ ‬هي‭:‬

1-‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتوقف‭ ‬فورا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬كان‭.‬

2-‭ ‬ان‭ ‬مجرمي‭ ‬الحرب‭ ‬الصهاينة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬إلى‭ ‬محاكم‭ ‬دولية‭ ‬كي‭ ‬ينالوا‭ ‬العقاب‭ ‬الذي‭ ‬يستحقون‭ ‬على‭ ‬جرائمهم‭ ‬الوحشية‭.‬

3-‭ ‬ان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الصهيوني‭ ‬للأراضي‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ينتهي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يحتمه‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مساومات‭ ‬أو‭ ‬اشتراطات‭. ‬

ويعني‭ ‬هذا‭ ‬حتمية‭ ‬انتهاء‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والجولان‭ ‬والأراضي‭ ‬اللبنانية‭.‬

4-‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬ولا‭ ‬سلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الا‭ ‬بحصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬كاملة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬المبادئ‭ ‬الحاكمة‭ ‬للموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭.‬

وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬المفروض‭ ‬ان‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬حسمت‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭.. ‬مسألة‭ ‬مبادئ‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬الدعوات‭ ‬المشبوهة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬بحماية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

القمة‭ ‬العربية‭ ‬اتخذت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬والمواقف‭ ‬تعني‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬رفضا‭ ‬عربيا‭ ‬قاطعا‭ ‬لهذه‭ ‬المخططات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الصهيونية‭.‬

القمة‭ ‬قررت‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬حماية‭ ‬وحفظ‭ ‬سلام‭ ‬دولية‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

هذا‭ ‬القرار‭ ‬يعني‭ ‬رفضا‭ ‬عربيا‭ ‬قاطعا‭ ‬لتحمل‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬ويعني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬رفضا‭ ‬لاستمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬والسيطرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أمنيا‭ ‬أو‭ ‬سياسيا‭ ‬مستقبلا‭.‬

والقمة‭ ‬اكدت‭ ‬بالطبع‭ ‬حتمية‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬والتحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬اعتراف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وجاء‭ ‬الاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬البحرين‭ ‬واعتمدته‭ ‬القمة‭ ‬بعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬شاملة‭ ‬ودائمة‭ ‬ليؤكد‭ ‬الرفض‭ ‬العربي‭ ‬لأي‭ ‬حلول‭ ‬جزئية‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬المشروعة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الآليات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬لإجراء‭ ‬تحقيقات‭ ‬مستقلة‭ ‬ونزيهة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬القمة‭ ‬نقول‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬حسمت‭ ‬المسألة‭ ‬وحددت‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للموقف‭ ‬العربي‭.‬

لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المهم‭ ‬ليس‭ ‬اتخاذ‭ ‬القمة‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬وعدم‭ ‬الرضوخ‭ ‬لأي‭ ‬ضغوط‭ ‬أو‭ ‬ابتزاز‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.‬

الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬التنبيه‭ ‬إليه‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬مناصرا‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العربية‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم‭. ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬أدرك‭ ‬العالم‭ ‬حقيقة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الإرهابية‭ ‬الفاشية‭ ‬مثلما‭ ‬يدرك‭ ‬اليوم‭. ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والجرائم‭ ‬الوحشية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬أيقظت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وعلى‭ ‬حتمية‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وحصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭.‬

هذه‭ ‬فرصة‭ ‬العرب‭ ‬التاريخية‭ ‬لفرض‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العربي‭. ‬

أن‭ ‬يستغل‭ ‬العرب‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬التاريخية‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تمسكت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بمواقفها‭ ‬أولا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تراجع،‭ ‬وأن‭ ‬يستخدم‭ ‬العرب‭ ‬كل‭ ‬قدراتهم‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرض‭ ‬الحق‭ ‬العربي‭ ‬ثانيا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا