يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
فرصة العرب التاريخية
تحدثت في المقال السابق عن مخطط أمريكا والكيان الصهيوني الهادف إلى جعل الدول العربية حامية للكيان عبر اقتراحات من قبيل تولي الأمن في غزة بعد الحرب وتمويل إعادة الإعمار، أو عرض التطبيع مع العدو الصهيوني، وقلت إن هذه جريمة يريدون للعرب أن يرتكبوها.
قمة البحرين العربية حسمت الموقف العربي بهذا الخصوص.
قبل ان نتطرق الى موقف القمة، يجب ان ننبه إلى ان الدول العربية في الظروف والأوضاع الحالية وفي مواجهة المخططات المطروحة لتمكين العدو الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية يجب ان تتبنى مواقف مبدئية كبرى هي:
1- أن حرب الإبادة الصهيونية على غزة يجب ان تتوقف فورا من دون أي قيد أو شرط من أي نوع كان.
2- ان مجرمي الحرب الصهاينة لا بد أن يقدموا إلى محاكم دولية كي ينالوا العقاب الذي يستحقون على جرائمهم الوحشية.
3- ان الاحتلال الاستيطاني الصهيوني للأراضي العربية يجب ان ينتهي على النحو الذي يحتمه القانون الدولي ومن دون أي مساومات أو اشتراطات.
ويعني هذا حتمية انتهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان والأراضي اللبنانية.
4- انه لا حل ولا سلام في المنطقة الا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وفي مقدمتها حقه في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
هذه هي المبادئ الحاكمة للموقف الرسمي العربي اليوم.
وكما ذكرت المفروض ان القمة العربية في البحرين قد حسمت هذه المسألة.. مسألة مبادئ الموقف العربي والموقف من الدعوات المشبوهة للدول العربية بحماية الكيان الصهيوني بعد انتهاء حرب الإبادة على غزة.
القمة العربية اتخذت عددا من القرارات والمواقف تعني في النهاية رفضا عربيا قاطعا لهذه المخططات الأمريكية الصهيونية.
القمة قررت الدعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
هذا القرار يعني رفضا عربيا قاطعا لتحمل أي مسؤولية في غزة بعد الحرب، ويعني في نفس الوقت رفضا لاستمرار الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية في غزة أمنيا أو سياسيا مستقبلا.
والقمة اكدت بالطبع حتمية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967، والتحرك الجماعي العربي من أجل تأمين اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية.
وجاء الاقتراح الذي قدمته البحرين واعتمدته القمة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط للتوصل إلى حلول شاملة ودائمة ليؤكد الرفض العربي لأي حلول جزئية لا تحقق المصالح الفلسطينية والعربية المشروعة.
كما أن القمة دعت إلى تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة.
على ضوء هذه المواقف التي اتخذتها القمة نقول انه من المفروض ان تكون قد حسمت المسألة وحددت المبادئ الأساسية للموقف العربي.
لسنا بحاجة إلى القول بأن المهم ليس اتخاذ القمة هذه المواقف فقط، وإنما الالتزام بها عمليا في الفترة القادمة، وعدم الرضوخ لأي ضغوط أو ابتزاز من جانب أمريكا أو غيرها.
الأمر المهم الذي يجب التنبيه إليه أنه لم يحدث من قبل أن كان العالم كله مناصرا للحقوق الفلسطينية العربية مثلما هو الحال اليوم. ولم يحدث من قبل ان أدرك العالم حقيقة الكيان الصهيوني الإرهابية الفاشية مثلما يدرك اليوم. حرب الإبادة الصهيونية على غزة والجرائم الوحشية غير المسبوقة أيقظت العالم كله على حقيقة هذا الكيان وعلى حتمية إنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه.
هذه فرصة العرب التاريخية لفرض الحق الفلسطيني العربي.
أن يستغل العرب هذه الفرصة التاريخية لن يتحقق إلا إذا تمسكت الدول العربية بمواقفها أولا من دون تراجع، وأن يستخدم العرب كل قدراتهم وإمكانياتهم من أجل فرض الحق العربي ثانيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك