العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

فلسطين من النهر إلى البحر

‮«‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬سوف‭ ‬تتحرر‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الحرية‭ ‬لفلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬الى‭ ‬البحر‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬شعار‭ ‬يتردد‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المناصرة‭ ‬لفلسطين‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والمنددة‭ ‬بجرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ومختلف‭ ‬انحاء‭ ‬العالم‭ ‬يرفعون‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬ويرددونه‭ ‬في‭ ‬احتجاجاتهم‭. ‬والمظاهرات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬العالم‭ ‬ترفع‭ ‬الشعار‭.‬

ولم‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬رفع‭ ‬الشعار‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الشعبية،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬يرفعه‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬والساسة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬غربية‭.‬

قبل‭ ‬يومين،‭ ‬ادلت‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسباني‭ ‬يولاندا‭ ‬دياز‭ ‬بتصريحات‭ ‬قوية‭ ‬مدوية‭ ‬بشأن‭ ‬فلسطين،‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬إن‭ ‬تحرك‭ ‬إسبانيا‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مجرد‭ ‬البداية‮»‬‭ .‬وأضافت‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬لحظة‭ ‬يعتبر‭ ‬فيها‭ ‬القيام‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬أمرا‭ ‬بطوليا،‭ ‬لكنه‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‮»‬،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لإلغاء‭ ‬جميع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

وختمت‭ ‬حديثها‭ ‬بعبارة‭: ‬‮«‬فلسطين‭ ‬ستتحرر‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬‭.‬

وقبل‭ ‬فترة‭ ‬أثيرت‭ ‬ضجة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬بسبب‭ ‬ادلاء‭ ‬رشيدة‭ ‬طليب‭ ‬النائبة‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬بتصريحات‭ ‬رددت‭ ‬فيها‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬الى‭ ‬البحر‮»‬‭.‬

ووجه‭ ‬الكونجرس‭ ‬توبيخا‭ ‬رسميا‭ ‬للنائبة،‭ ‬وتم‭ ‬اتهامها‭ ‬بمعاداة‭ ‬السامية‭ ‬وبترديد‭ ‬شعار‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬العنف‭ ‬لإزالة‭ ‬إسرائيل‭.‬

بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬متوقع‭ ‬فإن‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬وجماعات‭ ‬الضغط‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬بالذات‭ ‬جن‭ ‬جنونها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يتردد‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬الغرب‭. ‬وبالطبع،‭ ‬الاتهامات‭ ‬جاهزة‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬يرفعون‭ ‬الشعار‭ ‬هم‭ ‬‮«‬معادون‭ ‬للسامية‮»‬‭ ‬ويريدون‭ ‬إزالة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتدميره‭.. ‬وهكذا‭. ‬والحكومات‭ ‬والبرلمانات‭ ‬الغربية‭ ‬رضوخا‭ ‬للصهاينة‭ ‬تتسابق‭ ‬في‭ ‬معاقبة‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬يردد‭ ‬الشعار‭ ‬مكررة‭ ‬نفس‭ ‬الاتهامات‭ ‬الصهيونية‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬ترديد‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬يعتبر‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الغربية‭ ‬والعالمية‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الصهيوني‭ ‬اذ‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬وتاريخية‭.‬

ماذا‭ ‬يعني‭ ‬ترديد‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬الغرب‭ ‬بالذات‭ ‬اليوم؟

يعني‭ ‬امورا‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

1-‭ ‬يعني‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬اعترافا‭ ‬بالحق‭ ‬التاريخي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والعربي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭. ‬حق‭ ‬العرب‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬تحرير‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬او‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭. ‬الحق‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اغتصابها‭ ‬بالإرهاب‭ ‬في‭ ‬1948‭. ‬

كاد‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬ينسى،‭ ‬بل‭ ‬وكاد‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬ينسوا‭ ‬ان‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬عربية،‭ ‬وان‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الصهاينة‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬تاريخي‭ ‬فيها‭.‬

2-‭ ‬ويعني‭ ‬رفع‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬اعترافا‭ ‬غربيا‭ ‬بالجريمة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الغرب،‭ ‬وارتكبتها‭ ‬بريطانيا‭ ‬بالذات،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحق‭ ‬العرب‭.. ‬جريمة‭ ‬تمكين‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬وفرض‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬العرب‭. ‬الغرب‭ ‬اياديهم‭ ‬ملوثة‭ ‬بدماء‭ ‬ضحايا‭ ‬كل‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الصهاينة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬اغتصاب‭ ‬فلسطين‭ ‬بسنين‭ ‬طويلة‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وهي‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬الصهاينة‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬وتشريد‭ ‬أهلها‭.‬

3-‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ترديد‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قناعة‭ ‬عالمية‭ ‬أصبحت‭ ‬تترسخ‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬الوجود‭ ‬ككيان‭ ‬فصل‭ ‬عنصري‭ ‬إرهابي‭ ‬مارق‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬قيم‭ ‬البشرية‭ ‬وأي‭ ‬قانون‭ ‬إنساني‭.‬

جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والابادة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ايقظت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وكيف‭ ‬انه‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬البشرية‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬اهم‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬الى‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يرددونه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭.‬

وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬العالمية‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬ان‭ ‬يهدرها‭ ‬العرب‭ ‬لاستعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬العربية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا