العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

رسائل الكلمة السامية.. من الصين

من‭ ‬المقولات‭ ‬العربية‭ ‬المأثورة‭: ‬‮«‬اطلبوا‭ ‬العلم‭ ‬ولو‭ ‬بالصين‮»‬‭.. ‬ومن‭ ‬الأمثال‭ ‬الصينية‭ ‬الخالدة‭: ‬‮«‬إن‭ ‬قوة‭ ‬شجرة‭ ‬الخيزران‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مرونتها‮»‬‭.. ‬ومع‭ ‬طلب‭ ‬العلم،‭ ‬وقوة‭ ‬ومرونة‭ ‬الشجرة،‭ ‬كدلالة‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬والحيوية،‭ ‬يأتي‭ ‬انعقاد‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬بكين،‭ ‬ليحمل‭ ‬معه‭ ‬أهمية‭ ‬ودلالات‭ ‬كبيرة،‭ ‬تعكسها‭ ‬العلاقات‭ ‬والمواقف‭ ‬المشتركة،‭ ‬حيال‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار‭.‬

وتواصلا‭ ‬للحراك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني،‭ ‬وحشد‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي،‭ ‬للسلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬البحرين‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية،‭ ‬جاءت‭ ‬مشاركة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬العاشرة‭ ‬للاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭ ‬العربي،‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬بكين،‭ ‬والذي‭ ‬افتتحه‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جلالته‭ ‬للصين‭.‬

ولقد‭ ‬تضمنت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬المنتدى،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الرفيعة،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬فذ‭ ‬حكيم،‭ ‬يسعى‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لصالح‭ ‬البشرية‭ ‬أجمع،‭ ‬ولصالح‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬المنطقة،‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬جلالته‭ -‬أيده‭ ‬الله‭- ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬وحشد‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لهدف‭ ‬السلام‭ ‬الدائم،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام،‭ ‬لدعم‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقيام‭ ‬دولته‭ ‬الوطنية،‭ ‬يأتي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬

الكلمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬الإنساني‭ ‬حيال‭ ‬مستجدات‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬غزة‭ ‬ورفع‭ ‬وكافة‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومعاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‭ ‬الغاشمة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الإنسانية‭ ‬والبشرية‭ ‬بعدوانها‭ ‬المستمر‭.‬

زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬وبعد‭ ‬الزيارة‭ ‬الناجحة‭ ‬لروسيا،‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬رئاسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للدورة‭ ‬الحالية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية،‭ ‬تشكل‭ ‬مسارا‭ ‬جديدا،‭ ‬حيويا‭ ‬وفاعلا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفعيل‭ ‬وتنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬العربية،‭ ‬وحشد‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬قوة‭ ‬دولية‭ ‬وعضوا‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ومواقفها‭ ‬الداعمة‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬مسارات‭ ‬التعاون‭ ‬البحريني‭ ‬الصيني،‭ ‬أخذ‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬وملحوظا‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني،‭ ‬وما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وتطابق‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع‭ ‬الصيني‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬الحزام‮»‬،‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭. ‬

تبقى‭ ‬نقطة‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والتركيز،‭ ‬وجاءت‭ ‬ضمن‭ ‬الكلمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تثمن‭ ‬مكانة‭ ‬الصين‭ ‬العالمية،‭ ‬وانجازاتها‭ ‬المشهودة‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬العولمة،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتها‭ ‬الثقافية‭ ‬وتقدمها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتصاعد‭.. ‬وتلك‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬ورسالة‭ ‬عظيمة‭ ‬بأن‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يستلزم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬السياج‭ ‬الآمن‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتطورات،‭ ‬خاصة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬منها،‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬اليوم،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬والأجيال‭ ‬والمستقبل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا