العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الهزيمة الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي

بقلم: عبد الله السناوي {

السبت ٠١ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

إنه‭ ‬انقلاب‭ ‬تاريخي‭ ‬متكامل‭ ‬الأركان‭. ‬بقوة‭ ‬الصور‭ ‬والرموز‭ ‬تبدلت‭ ‬مشاعر‭ ‬وتغيرت‭ ‬أحوال‭ ‬بدت‭ ‬مستقرة‭ ‬وراسخة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬وسبعين‭ ‬عاما‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنا‭ ‬تسويغ‭ ‬صورة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬واحة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬عربي‭ ‬متخلف‭ ‬ومستبد،‭ ‬أو‭ ‬صورة‭ ‬الدولة‭ ‬الصغيرة‭ ‬المسالمة،‭ ‬التي‭ ‬يتربص‭ ‬بوجودها‭ ‬ومستقبلها‭ ‬العرب‭ ‬بداعي‭ ‬‮«‬العداء‭ ‬للسامية‮»‬‭.‬

ولا‭ ‬عاد‭ ‬ممكنا‭ ‬التجهيل‭ ‬بالمعاناة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الطويلة،‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬وفصل‭ ‬عنصري،‭ ‬أو‭ ‬إنكار‭ ‬أحقية‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬بنفسه‭.‬

ترسخت‭ ‬صورة‭ ‬إسرائيل‭ ‬السابقة‭ ‬بعاملين‭ ‬رئيسيين‭.‬

الأول،‭ ‬المكون‭ ‬الجوهري‭ ‬للدور‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬المصالح‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الغربية‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

والثاني،‭ ‬التجييش‭ ‬الدعائي‭ ‬لنموذج‭ ‬إسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬من‭ ‬‮«‬الهولوكوست‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الدولة،‭ ‬وقد‭ ‬تكفلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وهوليوود‭ ‬بتكريسه‭.‬

لعلنا‭ ‬لا‭ ‬نلتفت‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الرحلات،‭ ‬التي‭ ‬نظمت‭ ‬بتوسع‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬وستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لجماعات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الكيبوتسات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬الآن‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬المستوطنات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قاعدة‭ ‬ولاء‭ ‬لنموذج‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬عصرها،‭ ‬اشتراكية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬يحميها‭ ‬السلاح‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يزعم‭ ‬مؤسسو‭ ‬الدولة‭.‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنا‭ ‬الآن‭ ‬أي‭ ‬ادعاء‭ ‬مماثل‭ ‬فالأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬تغيرت‭ ‬بوصلة‭ ‬نظرتها،‭ ‬فـ«الكيبوتسات‮»‬‭ ‬أخذت‭ ‬صفتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬كتجمعات‭ ‬استيطانية‭ ‬تتوسع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالمخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ويتفشى‭ ‬فيها‭ ‬اليمين‭ ‬الصهيوني‭ ‬بأكثر‭ ‬صيغة‭ ‬تطرفا‭ ‬وعنصرية‭.‬

تبددت‭ ‬الدعايات‭ ‬وبقيت‭ ‬الحقائق‭. ‬بقوة‭ ‬الصور‭ ‬والرموز‭ ‬أعادت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تعريف‭ ‬نفسها‭ ‬كقضية‭ ‬إنسانية‭ ‬تستحق‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬وقضية‭ ‬تحرر‭ ‬وطني‭ ‬عادلة‭ ‬ومحقة‭ ‬لشعب‭ ‬رازح‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬يطلب‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬الحرية‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬صورة‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬كاملة‭.. ‬والصور‭ ‬واصلة‭ ‬برسائلها‭ ‬إلى‭ ‬الضمائر‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬

من‭ ‬عمق‭ ‬المأساة‭ ‬تبدت‭ ‬موجات‭ ‬الغضب‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والجامعات‭ ‬الغربية‭ ‬داعية‭ ‬لوقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬وعقاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها‭ ‬بحق‭ ‬الإنسانية‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬صورتها‭ ‬وأوزانها‭.‬

بات‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬رمزا‭ ‬سياسيا‭ ‬يرفع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬والكوفية‭ ‬اكتسبت‭ ‬رمزيتها‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬شعب‭ ‬يتمسك‭ ‬بأرضه‭ ‬تحت‭ ‬قصف‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬وموت‭ ‬يخيم‭ ‬في‭ ‬المكان‭.‬

بقدر‭ ‬المأساة‭ ‬المروعة‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬تشريدا‭ ‬وتقتيلا‭ ‬وتجويعا‭ ‬أخذت‭ ‬ردات‭ ‬الفعل‭ ‬مداها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الغربي،‭ ‬وداخل‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬دولية‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬انتخاباتها‭ ‬الرئاسية‭ ‬موضوعا‭ ‬للاستقطاب‭ ‬قد‭ ‬يحسم‭ ‬نتائجها‭.‬

توالت‭ ‬الضربات‭ ‬الموجعة‭ ‬حتى‭ ‬وجدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬بوضع‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬المنبوذة‮»‬‭ ‬و«المارقة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تتهددها‭ ‬الملاحقات‭ ‬القضائية،‭ ‬أمام‭ ‬محكمتي‭ ‬‮«‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بتهمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬و«الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعها‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬تستدعي‭ ‬استصدار‭ ‬مذكرتي‭ ‬توقيف‭ ‬بحقهما‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬وجهت‭ ‬اتهامات‭ ‬مماثلة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬‮«‬السنوار‮»‬‭ ‬و«الضيف‮»‬‭ ‬و«هنية‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ (‬2023‭) ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الضرر‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أفدح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭.‬

كان‭ ‬مثيرا‭ ‬للالتفات‭ ‬توحد‭ ‬الصف‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المنقسم‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬خطر‭ ‬الملاحقة‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬شكليا‭ ‬لا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬فالانشقاقات‭ ‬الداخلية‭ ‬أخذت‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬والاتهامات‭ ‬المتبادلة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬التشاتم‭ ‬بوقت‭ ‬حرب‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬مثيرا‭ ‬للالتفات‭ ‬إدانة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لقرار‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬خان‮»‬‭ ‬باعتباره‭ ‬مشينا‭ ‬يساوي‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬بنص‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭.‬

الاتهام‭ ‬بنصه‭ ‬وحيثياته‭ ‬بدد‭ ‬صورة‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬ترديدها‭ ‬الدعايات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بأن‭ ‬جيشها‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬أخلاقية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬صورة‭ ‬أخرى‭ ‬أنها‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬لحساب‭.‬

بالمقابل‭ ‬اعتبرت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬رحبت‭ ‬بالقرار‭ ‬في‭ ‬شقه‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لحق‭ ‬بثلاثة‭ ‬من‭ ‬قادتها‭ ‬يساوي‭ ‬بين‭ ‬الضحية‭ ‬والجلاد‭.‬

كان‭ ‬أمر‭ ‬‮«‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بوقف‭ ‬هجومها‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬صدمة‭ ‬أخرى‭.‬

يصعب‭ ‬تمرير‭ ‬الموقف‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬حيث‭ ‬ينتظره‭ ‬كالمعتاد‭ ‬الفيتو‭ ‬الأمريكي،‭ ‬لكن‭ ‬أثره‭ ‬ينزع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أي‭ ‬ادعاءات‭ ‬تبرر‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬

هذه‭ ‬بذاتها‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬دون‭ ‬بقية‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

بهوس‭ ‬عنصري‭ ‬متطرف‭ ‬جرت‭ ‬مصادرة‭ ‬كاميرات‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬الاسوشيتدبرس‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬صور‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬وبيعها‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يطلبها،‭ ‬كـ‮«‬الجزيرة‮»‬‭ ‬لكنه‭ ‬جرى‭ ‬التراجع‭ ‬عنه‭ ‬سريعا‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

كان‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬المصادرة‭ ‬منع‭ ‬الوكالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬تحقيق‭ ‬استقصائي‭ ‬تثبت‭ ‬فيه‭ ‬بالأدلة‭ ‬والشهادات‭ ‬كذب‭ ‬الدعايات‭ ‬عن‭ ‬اغتصاب‭ ‬جنسي‭ ‬وقطع‭ ‬رءوس‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭.‬

بالوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أعلنت‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬النرويج‭ ‬وأيرلندا‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬عزمها‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتزامن‭ ‬بـ«الدولة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬يوم‭ (‬28‭) ‬مايو‭ ‬الجاري‭.‬

أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتراف‭ ‬في‭ ‬توقيته‭ ‬ورسائله‭.‬

فهو‭ - ‬أولا‭- ‬يعمق‭ ‬الانقسام‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬انضمام‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إليه‭ ‬باعتباره‭ ‬مدخلا‭ ‬ضروريا‭ ‬لـ«حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭.‬

وهو‭ - ‬ثانيا‭- ‬يمثل‭ ‬تحديا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬لإجهاض‭ ‬استصدار‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يعترف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ويرفع‭ ‬مستوى‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭.‬

وهو‭ - ‬ثالثا‭- ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث،‭ ‬الذي‭ ‬يتبنى‭ ‬إنصاف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬شعبها‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭. ‬يرجع‭ ‬الفضل‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الصمود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأسطوري‭ ‬فوق‭ ‬أرضه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬نكبة‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭.‬

تكفلت‭ ‬هيستريا‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬و«بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬و«سيموتريتش‮»‬‭ ‬بتعميق‭ ‬وطأة‭ ‬الهزيمة‭ ‬في‭ ‬الوقائع‭ ‬والصور‭.‬

دعت‭ ‬إلى‭ ‬عقاب‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تعترف‭ ‬بـ«الدولة‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تصفها‭ ‬بأنها‭ ‬مكافأة‭ ‬للإرهاب‭!‬،‭ ‬كأنها‭ ‬تحكم‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬بالعزلة‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬تستدعي‭ ‬بالضرورة‭ ‬تقوية‭ ‬التيار‭ ‬الشعبي‭ ‬الضاغط‭ ‬لفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬أكاديمية‭ ‬وتسليحية‭ ‬واقتصادية‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭.‬

ثم‭ ‬تكفل‭ ‬قرار‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬بتعميق‭ ‬إضافي‭ ‬لأزمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عالمها‭ ‬وأمام‭ ‬حلفائها،‭ ‬الذين‭ ‬يتبنون‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭.‬

بحسب‭ ‬تصريح‭ ‬أمريكي‭ ‬رسمي‭ ‬فإنه‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬خطير‮»‬‭ ‬و«متهور‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭!‬

إذا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬مستوطنات‭ ‬فوق‭ ‬أراض‭ ‬فلسطينية‭ ‬خاضعة‭ ‬للسلطة‭ ‬وفق‭ ‬اتفاقية‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬كلام‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬يصبح‭ ‬لغوا‭!‬

بالتوقيت‭ ‬نفسه‭ ‬اقتحم‭ ‬‮«‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬بحماية‭ ‬الشرطة،‭ ‬كأنه‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لحرب‭ ‬دينية‭.‬

كان‭ ‬مستلفتا‭ ‬وسط‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الفشل‭ ‬السياسي‭ ‬توجه‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬لاستضافة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تصدر‭ ‬بحقه‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬من‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بتهم‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬لإلقاء‭ ‬خطاب‭ ‬أمامه‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬أفلت‭ ‬عياره‭.‬

إذا‭ ‬ما‭ ‬حدثت‭ ‬تلك‭ ‬الدعوة‭ ‬فإنها‭ ‬هزيمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬وأخلاقية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬تبعاتها،‭ ‬سوف‭ ‬تلحق‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وصورتها‭ ‬أمام‭ ‬نفسها،‭ ‬كما‭ ‬العالم‭ ‬كله‭!‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا