لقد أبهرت مملكة البحرين -واحة السلام ومهد الكرام، وفي ظلّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، وبجهود متواصلة ومتابعة حثيثة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، أبهرت العالم باستعداداتها وتجهيزاتها، وتميّزها وابتكارها في انعقاد قمّة البحرين في منتصف شهر مايو الجاري.
كما استطاعت –بفضل الله تعالى ثم بسياستها الرصينة وعروبتها عميقة الجذور في التاريخ، وبدبلوماسيتها المتوازنة المحنّكة، وبتسامحها المعروف، ومبادراتها الإنسانية العالمية، وحرصها الدائم على وحدة الصف وجمع الكلمة أن تتشرف باستضافة قادة وملوك ورؤساء وأبرز القيادات السياسية العربية تحت مظلّة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وأن تستضيف لتغطيتها أشهر الإعلاميين، وكبرى القنوات الفضائية، وأبرز المحلّلين، وأحسن المُحاورين، لتوصيل رسالة السلام والأمن والاستقرار والتعاون إلى العالم بوضوح وجلاء.
وما قائـدٌ حُرّ يسيرُ بقومه
إلى المَجْدِ إلا بايعوهُ حبيبا
لقد خطّطت الأيادي البحرينية لنجاح هذه القمّة فأحسنت التخطيط وأبدعت في الإنجاز وتألقت في الميدان وبرزت في السبّاق، حتى أصبحت القمة بحقّ وجدارة أن تُسمّى قمّة القِمم، وقمّة الهِمم، وذلك ابتداءً من الرسائل الشخصية لحضرة صاحب الجلالة إلى ملوك وقادة العالم العربي، ومرورا بتوجيهات سمو ولي العهدّ رئيس مجلس الوزراء لجميع الوزارات وأجهزة الدولة بتسخير كل الإمكانيات والسّبل على مدار الساعة لإنجاح القمة، وصولا إلى التجهيزات العالية، وتهيئة وسائل الراحة، والاستقبالات الملكية، والتنظيم الدقيق لحركة المرور، والتسهيلات العالمية في قاعة التشريفات، والمراسم الملكية بمطار البحرين الدولي، والمركز الإعلامي النموذجي المصاحب للقمّة، إلى غير ذلك من التجهيزات والمفاخر التي مثّلت الكفاءات والمواهب البحرينية خير تمثيل، وأظهرت التلاحم والتكاتف وصدق الانتماء والولاء مع أرض هذا الوطن وقيادته الحكيمة من جميع أطياف المجتمع وكل المؤسسات الحكومية والأهلية.
ومما أوضح هذا التناغم والتضامن مبادرة البنوك وشركات الاتصالات، والعلامات التجارية، ومؤسسات المجتمع المدني في الاحتفاء والترحيب بضيوف جلالة الملك في بحرين العروبة عبر الشاشات الكبيرة المزيّنة بأعلام الدول المشاركة على الشوارع والطُرق الرئيسية التي لطالما تغنّى بها الشاعر السفير الدكتور غازي القصيبي بقوله:
بحرينُ هذا أوانُ الوصلِ فانْسكبي
عليّ بحرينُ مِنْ دُرٍّ ومِنْ رُطب
والناظر في الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة، والبيان الختامي لهذه القمة يدرك بوضوح النتائج الإيجابية التي أثمرتها القمة حيث حفزت التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، وأوصلتها إلى مكان الصدارة في المجتمع الدولي، ولفتت الأنظار إلى نصرة شعب فلسطين ومؤازرته وحمايته من حملة الإبادة الشعواء التي يتعرض لها، وتأكيد سيادة أراضي فلسطين ودولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
شمعة أخيرة:
من مبشرات قمة البحرين مبادرة عدد من الدول الأوربية وهي إسبانيا وإيرلندا والنرويج إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، والقادم أفضل لنصرة القضية الفلسطينية بإذن الله تعالى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك