العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قمة القمم وقصة الهمم

بقلم: د. سعد الله المحمدي

الاثنين ٠٣ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

لقد‭ ‬أبهرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ -‬واحة‭ ‬السلام‭ ‬ومهد‭ ‬الكرام،‭ ‬وفي‭ ‬ظلّ‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم،‭ ‬وبجهود‭ ‬متواصلة‭ ‬ومتابعة‭ ‬حثيثة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬أبهرت‭ ‬العالم‭ ‬باستعداداتها‭ ‬وتجهيزاتها،‭ ‬وتميّزها‭ ‬وابتكارها‭ ‬في‭ ‬انعقاد‭ ‬قمّة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭.‬

كما‭ ‬استطاعت‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ثم‭ ‬بسياستها‭ ‬الرصينة‭ ‬وعروبتها‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وبدبلوماسيتها‭ ‬المتوازنة‭ ‬المحنّكة،‭ ‬وبتسامحها‭ ‬المعروف،‭ ‬ومبادراتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬العالمية،‭ ‬وحرصها‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬وجمع‭ ‬الكلمة‭ ‬أن‭ ‬تتشرف‭ ‬باستضافة‭ ‬قادة‭ ‬وملوك‭ ‬ورؤساء‭ ‬وأبرز‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬مظلّة‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬العادية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين،‭ ‬وأن‭ ‬تستضيف‭ ‬لتغطيتها‭ ‬أشهر‭ ‬الإعلاميين،‭ ‬وكبرى‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية،‭ ‬وأبرز‭ ‬المحلّلين،‭ ‬وأحسن‭ ‬المُحاورين،‭ ‬لتوصيل‭ ‬رسالة‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتعاون‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بوضوح‭ ‬وجلاء‭.‬

وما‭ ‬قائـدٌ‭ ‬حُرّ‭ ‬يسيرُ‭ ‬بقومه‭      ‬

إلى‭ ‬المَجْدِ‭ ‬إلا‭ ‬بايعوهُ‭ ‬حبيبا

لقد‭ ‬خطّطت‭ ‬الأيادي‭ ‬البحرينية‭ ‬لنجاح‭ ‬هذه‭ ‬القمّة‭ ‬فأحسنت‭ ‬التخطيط‭ ‬وأبدعت‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬وتألقت‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬وبرزت‭ ‬في‭ ‬السبّاق،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬القمة‭ ‬بحقّ‭ ‬وجدارة‭ ‬أن‭ ‬تُسمّى‭ ‬قمّة‭ ‬القِمم،‭ ‬وقمّة‭ ‬الهِمم،‭ ‬وذلك‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الشخصية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬إلى‭ ‬ملوك‭ ‬وقادة‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬ومرورا‭ ‬بتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهدّ‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لجميع‭ ‬الوزارات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بتسخير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والسّبل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لإنجاح‭ ‬القمة،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬التجهيزات‭ ‬العالية،‭ ‬وتهيئة‭ ‬وسائل‭ ‬الراحة،‭ ‬والاستقبالات‭ ‬الملكية،‭ ‬والتنظيم‭ ‬الدقيق‭ ‬لحركة‭ ‬المرور،‭ ‬والتسهيلات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬التشريفات،‭ ‬والمراسم‭ ‬الملكية‭ ‬بمطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬والمركز‭ ‬الإعلامي‭ ‬النموذجي‭ ‬المصاحب‭ ‬للقمّة،‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التجهيزات‭ ‬والمفاخر‭ ‬التي‭ ‬مثّلت‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمواهب‭ ‬البحرينية‭ ‬خير‭ ‬تمثيل،‭ ‬وأظهرت‭ ‬التلاحم‭ ‬والتكاتف‭ ‬وصدق‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬مع‭ ‬أرض‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وقيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬وكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والأهلية‭.‬

ومما‭ ‬أوضح‭ ‬هذا‭ ‬التناغم‭ ‬والتضامن‭ ‬مبادرة‭ ‬البنوك‭ ‬وشركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والعلامات‭ ‬التجارية،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬الاحتفاء‭ ‬والترحيب‭ ‬بضيوف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬بحرين‭ ‬العروبة‭ ‬عبر‭ ‬الشاشات‭ ‬الكبيرة‭ ‬المزيّنة‭ ‬بأعلام‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬والطُرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬تغنّى‭ ‬بها‭ ‬الشاعر‭ ‬السفير‭ ‬الدكتور‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬بقوله‭:‬

بحرينُ‭ ‬هذا‭ ‬أوانُ‭ ‬الوصلِ‭ ‬فانْسكبي‭ ‬

عليّ‭ ‬بحرينُ‭ ‬مِنْ‭ ‬دُرٍّ‭ ‬ومِنْ‭ ‬رُطب

والناظر‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬والبيان‭ ‬الختامي‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬يدرك‭ ‬بوضوح‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬أثمرتها‭ ‬القمة‭ ‬حيث‭ ‬حفزت‭ ‬التضامن‭ ‬العالمي‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأوصلتها‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ولفتت‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬نصرة‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬ومؤازرته‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الإبادة‭ ‬الشعواء‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها،‭ ‬وتأكيد‭ ‬سيادة‭ ‬أراضي‭ ‬فلسطين‭ ‬ودولتها‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭.‬

شمعة‭ ‬أخيرة‭: ‬

من‭ ‬مبشرات‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬مبادرة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية‭ ‬وهي‭ ‬إسبانيا‭ ‬وإيرلندا‭ ‬والنرويج‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬والقادم‭ ‬أفضل‭ ‬لنصرة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا