العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية زيارة جلالة الملك للصين

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

مثلت‭ ‬زيارة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬لجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬سياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬وقومي‭ ‬عربي

فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬للصين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬وذلك‭ ‬باعتبار‭ ‬جلالته‭ ‬رئيس‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دروتها‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬لقادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬سلام‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬نتيجة‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬عربية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيضا‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬لروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬ولقائه‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬الثنائي‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لتكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دعم‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والعلمية‭ ‬والسياحية‭ ‬والثقافية‭ ‬وذلك‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬وطيدة‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬طويلة‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬الزيارة‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لتوقيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬ستستفيد‭ ‬منها‭ ‬البحرين‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والبعيد‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬ما‭ ‬للصين‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والصعيد‭ ‬العلمي‭ ‬باعتبارها‭ ‬دولة‭ ‬متقدمة‭ ‬ذات‭ ‬وزن‭ ‬اقتصادي‭ ‬وصناعي‭ ‬وعلمي‭ ‬ثقيل‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بإمكانها‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كما‭ ‬استفادت‭ ‬منها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬أو‭ ‬إفريقيا‭ ‬أو‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬تمتلك‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬ضخمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والبحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصينية‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الصناعية‭ ‬والرقمية‭ ‬والسياحية‭.‬

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬للصين‭ ‬طرقا‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتطوير‭ ‬علاقاتها‭ ‬وتنويعها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬لتكون‭ ‬استكمالا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬سابقة‭ ‬لتطوير‭ ‬علاقات‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬خصوصا‭ ‬وإن‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تتجه‭ ‬اليوم‭ ‬نحو‭ ‬تنويع‭ ‬علاقاتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬المكانة‭ ‬المتقدمة‭ ‬والكبيرة‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬وهذا‭ ‬التنوع‭ ‬لا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬البحرين‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬الراسخة‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬لتنويع‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬والاستثمار‭ ‬لصالح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬لمواجهة‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنتدى‭ ‬فإن‭ ‬الاجتماع‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬لأنه‭ ‬مثل‭ ‬فرصة‭ ‬طيبة‭ ‬لكسب‭ ‬الطرف‭ ‬الصيني‭ ‬لصالح‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬اهتمام‭ ‬العرب‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬فيها‭ ‬غزة‭ ‬الجريحة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ومجاعة‭ ‬حقيقية‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬العرب‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬الصينية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والصين‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬سوف‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬جديدة‭ ‬وواسعة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية‭ ‬السانحة‭ ‬لمد‭ ‬جسور‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬العربي‭ ‬والصيني‭.‬

إن‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬يعد‭ ‬منصة‭ ‬حقيقية‭ ‬للبناء‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬صوره‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والصين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تربط‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالدول‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬بل‭ ‬تبني‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تعد‭ ‬زيارة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ناجحة‭ ‬ومبشرة‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا