العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

«قائمة العار» تتسع للمزيد!

{‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬المظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭ ‬والغرب‭ ‬وصحوة‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬وتطهير‭ ‬عرقي‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭! ‬وأن‭ ‬تدرج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الهمجي‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭ ‬للدول‭ ‬قتلة‭ ‬الأطفال‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الكيان‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬جراء‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬وحشية‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬حتى‭ ‬غدا‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المكان‭ ‬الأخطر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭! ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ ‬‮«‬اليونيسف‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬قتل‭ (‬15‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭) ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬منذ‭ ‬العدوان‭ ‬قبل‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬والعدد‭ ‬يتزايد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وحيث‭ ‬أيضا‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬الغذاء‭ ‬اللازم‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬حياتهم‭ ‬بالموت‭! ‬ولا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬الماء‭ ‬والدواء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انهيار‭ ‬النظامين‭ ‬الغذائي‭ ‬والصحي،‭ ‬والكارثة‭ ‬أكبر‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬أدرج‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭ ‬فإنه‭ ‬استغرق‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬الإبادة‭ ‬وقطع‭ ‬رؤوس‭ ‬الأطفال‭ ‬وتشوه‭ ‬الجثث‭ ‬وجميعها‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العدوان‭! ‬القائمة‭ ‬العالمية‭ ‬مدرجة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬الأطفال‭ ‬والصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬تقديمه‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يونيو‭ ‬الحالي‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬ويصبح‭ ‬ساري‭ ‬المفعول‭ ‬مدة‭ ‬4‭ ‬سنوات‭.‬

الطريف‭ ‬كان‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬الكيان‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬العار‭ ‬لأنه‭ ‬أصدر‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭! ‬وكما‭ ‬وضحت‭ (‬القناة‭ ‬13‭ ‬الإسرائيلية‭) ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬مسؤول‭ ‬صهيوني‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بذل‭ ‬جهودا‭ ‬لمنع‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭! ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬قلقه‭ ‬هو‭ ‬التداعيات‭ ‬العملية‭ ‬المفترضة‭ ‬حول‭ ‬الإضرار‭ ‬المرجح‭ ‬بإمدادات‭ ‬الأسلحة‭ ‬للكيان‭! ‬أي‭ ‬إن‭ ‬قلقه‭ ‬هو‭ ‬الأسلحة‭ ‬لكي‭ ‬يواصل‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬وليس‭ ‬إيقاف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬أو‭ ‬السمعة‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمعنوية‭ ‬الأسوأ‭! ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬كآخر‭ ‬مصدر‭ ‬للقلق‭ ‬عنده‭! ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يواصل‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭! ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭! ‬

{‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دخل‭ ‬مسبقا‭ ‬صحيفة‭ ‬العار‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬الدموية‭ ‬والبربرية‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬وقائمة‭ ‬العار‭ ‬ليست‭ ‬حصيلة‭ ‬حاصل‭ ‬اليوم‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تماهت‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭! ‬وتمده‭ ‬بكل‭ ‬أسلحة‭ ‬وآليات‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭! ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العدوان‭! ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ومجازر‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تقوده‭ ‬وقد‭ ‬توحدت‭ ‬مع‭ ‬الوحشية‭ ‬الدائرة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وكل‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والحقوقية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬ادعت‭ ‬زورا‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭!‬

{‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬هاجرت‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الصمت‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تغسل‭ ‬ثوب‭ ‬العار‭ ‬الذي‭ ‬تلطخ‭ ‬بدماء‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬عبر‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭! ‬والقائمة‭ ‬تتسع‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬شاهد‭ ‬المجازر‭ ‬اليومية‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يشاهد‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬هاجروا‭ ‬بدورهم‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الصمت‭ ‬وأرض‭ ‬اللافعل‭ ‬فيما‭ ‬الصور‭ ‬البشعة‭ ‬والمجازر‭ ‬تتلاحق‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وآخرها‭ ‬مجزرة‭ ‬مخيم‭ ‬النصيرات‭ ‬الذي‭ ‬أبيد‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬شهيد‭ ‬ومئات‭ ‬المصابين‭ ‬لتحرير‭ ‬4‭ ‬أسرى‭ ‬اعتبره‭ ‬الكيان‭ ‬انتصارا‭ ‬ساحقا‭ ‬له‭! ‬وينوي‭ ‬الاستمرار‭ ‬فيه‭ ‬وسط‭ ‬تشجيع‭ ‬ومباركة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬وبعض‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭!‬

{ قائمة‭ ‬العار‭ ‬تطل‭ ‬بسوادها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬خذل‭ ‬ضميره‭ ‬وإنسانيته‭ ‬وقد‭ ‬جلس‭ ‬فوق‭ ‬مقاعد‭ ‬الفرجة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬ساحتها‭ ‬وكأنها‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬البرلمانات‭ ‬العربية‭ ‬والمنظمات‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والإنسانية‭! ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الصمت‭ ‬غطى‭ ‬بعاره‭ ‬الأحزاب‭ ‬العربية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإسلامية‭! ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حصيلة‭ ‬تحرك‭ ‬أغلبها‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الصفر‭! ‬ولكأن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الواجهات‭ ‬المدنية‭ ‬والشعبية‭ ‬والأهلية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬إلا‭ ‬النادر‭ ‬قد‭ ‬سربلت‭ ‬نفسها‭ ‬بغطاء‭ ‬الغفلة‭ ‬والنوم‭! ‬ولكأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أمامها‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وإبادة‭ ‬لا‭ ‬يستدعي‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬جاد‭ ‬منها‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬حكوماتها‭ ‬لتتخذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والغرب‭ ‬ليوقف‭ ‬مجازره‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬لعبة‭ ‬المفاوضات‭ ‬غير‭ ‬المجدية‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬القرار‭ ‬وكل‭ ‬الإرادة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭!‬

{‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬هي‭ ‬شهود‭ ‬زمن‭ ‬العار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭! ‬زمن‭ ‬اختزلت‭ ‬فيه‭ ‬الشهور‭ ‬الثمانية‭ ‬حقيقة‭ ‬العري‭ ‬العالمي‭ ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬متفرجا‭ ‬ملتبسا‭ ‬بالجرائم‭ ‬الدائرة‭ ‬لتنهار‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والمبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬على‭ ‬مذبح‭ ‬غزة‭! ‬وتغتسل‭ ‬معا‭ ‬بدم‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬صعد‭ ‬عاليا‭ ‬وسكب‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الوجوه‭ ‬سواء‭ ‬المتآمرة‭ ‬أو‭ ‬الداعمة‭ ‬أو‭ ‬الصامتة‭ ‬فالكل‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الإلهية‭ ‬وفي‭ ‬قائمة‭ ‬العار‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا