العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التكامل الاقتصادي العربي.. رؤية لمسيرة لم تكتمل

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الخميس ١٣ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

تطرقنا‭ ‬في‭ ‬المقالات‭ ‬السابقة‭ ‬حول‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المقاربة‭ ‬الشمولية‭ ‬ذات‭ ‬الأبعاد‭ ‬الأربعة‭ (‬سياسية‭ ‬اقتصادية‭ ‬اجتماعية‭ ‬فكرية‭) ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وذلك‭ ‬لخلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬يوحد‭ ‬كلمة‭ ‬الامة‭ ‬ويحفظ‭ ‬حقوقها‭ ‬ومكانتها‭. ‬تحدث‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬6‭ ‬يونيو‮»‬‭ ‬حول‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬كغاية‭ ‬ووسيلة‭ ‬لإحداث‭ ‬التقارب‭ ‬العربي‭. ‬

يقول‭ ‬تقرير‭ ‬لمنظمة‭ ‬الاسكوا‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬2014‭ ‬‮«‬إن‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬النهضة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬امتلاك‭ ‬مقوماتها‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬مسـتقلة،‭ ‬وعلم‭ ‬مبدع،‭ ‬وقـدرة‭ ‬فعلية‭ ‬للابتكار‭ ‬والإنتاج،‭ ‬وحياة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وسياسية‭ ‬دائمة‭ ‬التجديد‭ ‬والتجدّد‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬ونبذ‭ ‬الجمود‭ ‬الفكري،‭ ‬ونضيف‭ ‬إعادة‭ ‬دراسة‭ ‬تراثنا‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ثروة‭ ‬فكرية‭ ‬وتسامح‭ ‬والتمسك‭ ‬بقيمها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإسلامية‭ ‬واحترام‭ ‬فردية‭ ‬الإنسان‭ ‬وعقله‭ ‬وحقوقه‭. ‬والتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬وسائل‭ ‬امتلاك‭ ‬هذه‭ ‬المقومـات‭ ‬لتصبح‭ ‬بـها‭ ‬الأمة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اسـتئناف‭ ‬دورها‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسـانية‭. ‬

واجه‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سياسي‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مؤسسي‭ ‬وثقافي‭ ‬وفكري،‭ ‬اتسمت‭ ‬التحديات‭ ‬بضعف‭ ‬الاستعداد‭ ‬القطري‭ ‬للتنازلات‭ ‬والالتزام‭ ‬بقرارات‭ ‬القمة‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬المنظمة‭. ‬السؤال‭ ‬الملح،‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ستظل‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬دون‭ ‬تفعيل‭ ‬هذا‭ ‬الحلم؟‭ ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬‮«‬7‭-‬6‭-‬2001‮»‬‭ ‬تقرر‭ ‬استكمال‭ ‬مشاريع‭ ‬التكامل‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬إلى‭ ‬2020،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬كان‭ ‬يسيرا‭. ‬

مؤخرا‭ ‬رأى‭ ‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬العربية‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬لرفع‭ ‬فعالية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأخرى‭ ‬وخرجت‭ ‬بتوصيات‭ ‬رُفعت‭ ‬إلى‭ ‬قيادات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬مضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬و«الاجتماعي‮»‬‭ ‬العربي،‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬ومساواة‭. ‬بينت‭ ‬الغرف‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬شبكات‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭ ‬لتدارك‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الفئات‭ ‬الضعيفة‭ ‬فيها،‭ ‬إضافة‭ ‬ولفتة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬غرف‭ ‬التجارة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭. ‬وقد‭ ‬طالب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ (‬خالد‭ ‬حنفي‭) ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ترؤس‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬تطرقت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدائري‭ ‬والتشاركي‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬التشريعية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬وكذلك‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬مواصلات‭ ‬واتصالات‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬واعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة‭ ‬للتعليم‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬والسوق‭. ‬

من‭ ‬التوصيات‭ ‬المشجعة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬غرف‭ ‬التجارة‭ ‬العربية،‭ ‬اعتماد‭ ‬سياسة‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة‭ ‬لإصلاح‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬ومخرجاتها‭ ‬وما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬سيادة‭ ‬العقلانية‭ ‬والفكر‭ ‬النقدي،‭ ‬استراتيجية‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدائر‭ ‬التشاركي،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لتحسين‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬البينية،‭ ‬ومشاريع‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والزراعة‭ ‬الحديثة‭. ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإجراءات‭ ‬فقد‭ ‬أوصت‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬بوضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬واقعية‭ ‬متدرجة‭ ‬بجدول‭ ‬زمني‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭. ‬

هذه‭ ‬توصيات‭ ‬طموحة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تطبيقها‭ ‬سوف‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬وخلافات‭ ‬مستعصية‭ ‬أخرت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التوصية‭ ‬الأهم‭ ‬هي‭ ‬تغيير‭ ‬التوجه‭ ‬الفكري‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أولوية‭ ‬السياسة‭ ‬لفرض‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬أولوية‭ ‬التنمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭. ‬فالأمن‭ ‬يتحقق‭ ‬تلقائيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنمية‭ ‬للجميع‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬والضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتطوير‭ ‬المسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وتقبل‭ ‬الاختلاف‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ظاهرة‭ ‬طبيعية‭ ‬تضمن‭ ‬حق‭ ‬السؤال‭ ‬والمساءلة‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬مفهوم‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬أنها‭ ‬تطالب‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باتخاذ‭ ‬مبادرات‭ ‬لبناء‭ ‬قدرات‭ ‬بحثية‭ ‬علمية‭. ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أبحاث‭ ‬اساسية‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ويبني‭ ‬عليها‭ ‬أبحاث‭ ‬تطبيقية،‭ ‬أما‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فهو‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬للقيام‭ ‬بمشاريع‭ ‬إنتاج‭ ‬المعرفة‭ ‬الأساسية،‭ ‬فهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحكومات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬معرفيا‭ ‬والتي‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬الثورة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحالية‭. ‬ولولا‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬الإنترنت‭ ‬والهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاختراعات‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الحكومية‭ ‬الغربية،‭ ‬والأمريكية‭ ‬خاصة‭.‬

تعَرَّض‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬جراء‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصراعات‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬وتفرض‭ ‬ميزانيات‭ ‬عسكرية‭ ‬وأمنية‭ ‬ضخمة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التكامل‭ ‬ضرورة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬تشاركي‭ ‬وتقدم‭ ‬مجتمعي‭ ‬معرفي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬يجعل‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬غاية‭ ‬مهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬نهضة‭ ‬إنسانية‭ ‬تقلل‭ ‬وتعالج‭ ‬الخلافات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والسياسية‭ ‬البينية،‭ ‬وتحقق‭ ‬تقدما‭ ‬فكريا‭ ‬وثقافيا‭ ‬ومعرفيا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التعددية‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلاف،‭ ‬يملك‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ناصية‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العربية‭.‬

التكامل‭ ‬هذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬دور‭ ‬القيادة‭ ‬وتضع‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬موحدة‭ (‬تصور‭ ‬مشترك‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬أحد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭) ‬تحفز‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬للعمل‭ ‬والسير‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬وتوطيد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ثانيا‭ ‬كلما‭ ‬اهتمت‭ ‬الدول‭ ‬بمستقبلها‭ ‬وأعطت‭ ‬وزنا‭ ‬أكبر‭ ‬لمكاسب‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬وقدمت‭ ‬مصلحة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬إمكانية‭ ‬التكامل‭ ‬أكبر‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭. ‬ثالثا‭ (‬وفق‭ ‬الأسكوا‭ ‬2014‭) ‬تخليص‭ ‬الموارد‭ ‬المادية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والتبعية‭ ‬الأجنبية‭ ‬ورفع‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬كشريك‭ ‬متساو‭ ‬مع‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تُطرح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬ضرورة‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬القوى‭ ‬البشرية‭ ‬والقوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وضمان‭ ‬حريتها‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬وفقاً‭ ‬لمتطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتقليل‭ ‬هجرة‭ ‬الأدمغة‭ ‬العربية‭ ‬وتقليص‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭. ‬إن‭ ‬وضع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬سياسية‭ ‬تتحقق‭ ‬مع‭ ‬الانفتاح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬الفاعلة‭ ‬التي‭ ‬تزيل‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الأنظمة‭ ‬والشعوب،‭ ‬بعدها‭ ‬يمكن‭ ‬للاقتصاديين‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬سيناريوهات‭ ‬عملية‭ ‬تُطرح‭ ‬للنقاش‭.‬

الخلاصة،‭ ‬أن‭ ‬التصور‭ ‬العملي‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬تدريجيا‭ ‬ضمن‭ ‬التكتلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الثلاث،‭ ‬تتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭. ‬المشروع‭ ‬المشترك‭ (‬التصور‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭) ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬أداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬توافرت‭ ‬له‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬والموارد‭ ‬اللازمة‭. ‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الطريق‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬أفضل‭ ‬للمواطن‭ ‬العربي‭ ‬وأمن‭ ‬قومي‭ ‬ووطني‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬الأمة‭.‬

 

drekuwaiti@gmail‭.‬com‭  ‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا