العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

التعاون الثقافي والفكري مع روسيا والصين

تحدثت‭ ‬أمس‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لاستثمار‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وما‭ ‬دشنته‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭. ‬وذكرت‭ ‬ان‭ ‬الحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬بطرح‭ ‬الأفكار‭ ‬والتصورات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري‭.‬

ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬يصح‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭. ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬وأفكار‭ ‬لدفع‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬والشعبي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬استثنائية‭ ‬فهو‭ ‬الأساس‭ ‬الراسخ‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭ ‬العلاقات‭.‬

معنى‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬العلاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬انها‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬حول‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وحول‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬والنظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬عموما،‭ ‬وعلى‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬تعاون‭ ‬تترجم‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭.‬

والمثقفون‭ ‬والمفكرون‭ ‬وممثلو‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬هم‭ ‬بالذات‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬المستقبلية‭ ‬وبالتالي‭ ‬إرساء‭ ‬الأسس‭ ‬الدائمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

الحديث‭ ‬يطول‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬والمدني‭ ‬التي‭ ‬نتطلع‭ ‬الى‭ ‬طرح‭ ‬مبادرات‭ ‬بحرينية‭ ‬بخصوصها،‭ ‬لكن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬باختصار‭.‬

في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬التعاون‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والباحثين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬عبر‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭.‬

نتطلع‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬لتكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الروسية‭ ‬والصينية،‭ ‬وإلى‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الباحثين‭ ‬والمثقفين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ونظرائهم‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭. ‬كما‭ ‬نتطلع‭ ‬الى‭ ‬برامج‭ ‬عمل‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬مراكز‭ ‬الابحاث‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬ولقاءات‭ ‬فكرية‭ ‬منتظمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفاهم‭ ‬حول‭ ‬التصورات‭ ‬والرؤى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬والقضايا‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭.‬

ونتطلع‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬يأخذ‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عبر‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وطرح‭ ‬الأفكار‭ ‬والتصورات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

وأتمنى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬مثلا‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المستشرقين‭ ‬الروس‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬تاريخ‭ ‬حافل‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالشئون‭ ‬العربية‭. ‬هذه‭ ‬مدرسة‭ ‬كبرى‭ ‬متميزة‭ ‬ولها‭ ‬نتاج‭ ‬هائل‭. ‬وبالمناسبة‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬عقدت‭ ‬ندوات‭ ‬وصدرت‭ ‬تقارير‭ ‬روسية‭ ‬حول‭ ‬تطوير‭ ‬والاهتمام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المستشرقين‭ ‬الروس‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وتطوير‭ ‬برامجهم‭ ‬ودراساتهم‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭. ‬البحرين‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تدعم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬وتعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬الاستشراقية‭ ‬الروسية‭.‬

والتعاون‭ ‬بين‭ ‬جامعات‭ ‬البحرين‭ ‬والجامعات‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬عموما‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭. ‬التفاعل‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الشاب‭ ‬الجديد‭ ‬عبر‭ ‬الجامعات‭ ‬أحد‭ ‬اركان‭ ‬التفاهم‭ ‬الدائم‭.‬

وهناك‭ ‬بالفعل‭ ‬اتفاقات‭ ‬ومذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬مع‭ ‬البلدين‭. ‬والمطلوب‭ ‬ان‭ ‬تأخذ‭ ‬الجهات‭ ‬المسئولة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬لتفعيلها‭.‬

ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬لتكثيف‭ ‬الحضور‭ ‬البحريني‭ ‬المتواصل‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬والمدنية‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬ان‭ ‬نستغل‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬اتاحتها‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ونتائجها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الصورة‭ ‬الحضارية‭ ‬الجميلة‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬الكبيرين‭.‬

هذه‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتعاون‭ ‬في‭ ‬إنجازها‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬بهذا‭ ‬لخصوص‭.‬

نريد‭ ‬انفتاحا‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬وحضورا‭ ‬بحرينيا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬يتطلب‭ ‬هذا‭ ‬مبادرات‭ ‬وخطة‭ ‬لفعاليات‭ ‬مشتركة‭ ‬واوجه‭ ‬تعاون‭ ‬دائم‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬المحدودة‭ ‬وباختصار‭ ‬شديد‭ ‬لما‭ ‬نتطلع‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬والفني‭ ‬والمدني‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭.‬

المهم‭ ‬فيما‭ ‬ذكرناه‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬ان‭ ‬علاقات‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬كبرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين‭ ‬وكل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬خصوصا‭ ‬وان‭ ‬نظاما‭ ‬عالميا‭ ‬جديدا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬التشكل‭ ‬بالفعل‭.‬

وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬هذا،‭ ‬ينبغي‭ ‬استثمار‭ ‬الآفاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬فتحتها‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للبلدين‭ ‬وتقديم‭ ‬المبادرات‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا