يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
التعاون الثقافي والفكري مع روسيا والصين
تحدثت أمس عن الأهمية الكبرى لاستثمار زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى كل من روسيا والصين وما دشنته من حقبة جديدة من العلاقات الاستراتيجية من أجل تحقيق نقلة نوعية في العلاقات والاستفادة القصوى. وذكرت ان الحاجة ملحة إلى المبادرة بطرح الأفكار والتصورات في المجال الاقتصادي والاستثماري.
ونفس الشيء يصح للتعاون في المجال الثقافي والفكري. نحن بحاجة هنا أيضا إلى مبادرات وأفكار لدفع هذا التعاون إلى الأمام.
الحقيقة ان التعاون الثقافي والفكري والشعبي بين البحرين وروسيا والصين له أهمية استثنائية فهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه العلاقات.
معنى ان تكون العلاقات استراتيجية بعيدة المدى انها يجب ان تقوم على أسس من التفاهم المشترك في الرؤى والتصورات حول العلاقات الثنائية وحول مستقبل العالم والنظام العالمي الجديد عموما، وعلى أسس من خطط وبرامج تعاون تترجم هذه الرؤى.
والمثقفون والمفكرون وممثلو القوى المدنية هم بالذات القادرون على صياغة هذه الرؤى والتصورات المستقبلية وبالتالي إرساء الأسس الدائمة للعلاقات الاستراتيجية.
الحديث يطول إذا أردنا تحديد مجالات التعاون الثقافي والفكري والمدني التي نتطلع الى طرح مبادرات بحرينية بخصوصها، لكن نشير إلى بعض أهم هذه المجالات باختصار.
في مقدمة هذه المجالات على الاطلاق التعاون والتفاعل مع المثقفين والمفكرين والباحثين في روسيا والصين عبر مراكز الأبحاث.
نتطلع هنا إلى خطة لتكثيف التعاون مع مراكز الأبحاث الروسية والصينية، وإلى توثيق العلاقات بين الباحثين والمثقفين في البحرين ونظرائهم في روسيا والصين. كما نتطلع الى برامج عمل مشتركة بين مراكز الابحاث في شكل مشاريع مشتركة ولقاءات فكرية منتظمة من أجل التفاهم حول التصورات والرؤى الاستراتيجية فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا العالمية الكبرى.
ونتطلع هنا إلى ان يأخذ الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة عبر مركز «دراسات» زمام المبادرة وطرح الأفكار والتصورات في هذا الخصوص.
وأتمنى في هذا السياق مثلا الانفتاح والتعاون مع المستشرقين الروس الذين لهم تاريخ حافل في الاهتمام بالشئون العربية. هذه مدرسة كبرى متميزة ولها نتاج هائل. وبالمناسبة في الأشهر الماضية عقدت ندوات وصدرت تقارير روسية حول تطوير والاهتمام أكثر من جانب المستشرقين الروس بالعلاقات مع الوطن العربي وتطوير برامجهم ودراساتهم بهذا الخصوص. البحرين يجب ان تدعم هذا التوجه وتعزز العلاقات مع هذه المدرسة الاستشراقية الروسية.
والتعاون بين جامعات البحرين والجامعات في روسيا والصين وفي مجال التعليم عموما له أهمية كبرى. التفاعل الدائم بين الجيل الشاب الجديد عبر الجامعات أحد اركان التفاهم الدائم.
وهناك بالفعل اتفاقات ومذكرات تفاهم في مجال التعليم تم توقيعها مع البلدين. والمطلوب ان تأخذ الجهات المسئولة في البحرين زمام المبادرة لتفعيلها.
ونحن بحاجة إلى خطة شاملة لتكثيف الحضور البحريني المتواصل في روسيا والصين على المستويات الثقافية والفنية والمدنية. من المهم جدا ان نستغل الفرص التي اتاحتها زيارة جلالة الملك ونتائجها في تقديم الصورة الحضارية الجميلة للبحرين في البلدين الكبيرين.
هذه مهمة يجب ان تتعاون في إنجازها كل الجهات المعنية في البحرين في مجالات الثقافة والفنون وفي مختلف المجالات بهذا لخصوص.
نريد انفتاحا أكبر على الثقافة والفنون في الصين، وحضورا بحرينيا فاعلا في البلدين في هذا المجال. يتطلب هذا مبادرات وخطة لفعاليات مشتركة واوجه تعاون دائم.
هذه بعض الجوانب المحدودة وباختصار شديد لما نتطلع اليه في مجال التعاون الثقافي والفكري والفني والمدني بين البحرين وروسيا والصين.
المهم فيما ذكرناه أمس واليوم ان علاقات البحرين مع روسيا والصين لها أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للبحرين وكل الدول العربية في المستقبل خصوصا وان نظاما عالميا جديدا بعيدا عن الهيمنة الغربية آخذ في التشكل بالفعل.
وعلى ضوء هذا، ينبغي استثمار الآفاق الاستراتيجية الكبرى التي فتحتها زيارة جلالة الملك للبلدين وتقديم المبادرات بهذا الخصوص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك