العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مشكلة تلوث الأنهار في لندن وباريس

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأحد ٢٣ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

سباق‭ ‬‮«‬الترياثِلُون‮»‬‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬التايمز‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كباقي‭ ‬السباقات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬في‭ ‬المرات‭ ‬السابقة‭. ‬فهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضات‭ ‬يتطلب‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الرياضات‭ ‬المعروفة،‭ ‬وهي‭ ‬السباحة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬أو‭ ‬النهر،‭ ‬أو‭ ‬البحيرة،‭ ‬ثم‭ ‬الجري،‭ ‬وأخيراً‭ ‬ركوب‭ ‬الدراجة‭.‬

فالأمر‭ ‬الغريب‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬المتعلق‭ ‬بالسباحة‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬التايمز‭ ‬اللندني‭ ‬العريق‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬معالم‭ ‬لندن،‭ ‬حيث‭ ‬خرج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬متسابقاً‭ ‬مسرعين‭ ‬ومتألمين‭ ‬قبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬للسباحة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بسبب‭ ‬التعب،‭ ‬أو‭ ‬الإرهاق‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقطعها‭ ‬المتسابق‭ ‬لينهي‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬السباق،‭ ‬ولكن‭ ‬خرجوا‭ ‬متوجهين‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬وهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬وعكة‭ ‬عقيمة‭ ‬وأعراضٍ‭ ‬مرضية‭ ‬حادة،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الإسهال‭ ‬الشديد،‭ ‬والشعور‭ ‬بالدوار‭ ‬والغثيان،‭ ‬وآلام‭ ‬في‭ ‬البطن،‭ ‬وبعضهم‭ ‬تقيأ‭ ‬دماً،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬المرضية‭ ‬الحادة‭ ‬استمرت‭ ‬معهم‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭. ‬‮ ‬

وبعد‭ ‬إجراء‭ ‬التحاليل‭ ‬المطلوبة‭ ‬والاختبارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لمياه‭ ‬النهر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ودم‭ ‬المتسابقين‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬تأكد‭ ‬بأن‭ ‬المتسابقين‭ ‬كانوا‭ ‬يسبحون‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬التايمز‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ملوثة‭ ‬ومسمومة‭ ‬بمياه‭ ‬المجاري‭ ‬الخام‭ ‬وغير‭ ‬المعالجة‭ ‬التي‭ ‬تصرف‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬النهر‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬مستمر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أفادت‭ ‬التقارير‭ ‬بأنه‭ ‬قرابة‭ ‬72‭ ‬بليون‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬تم‭ ‬صرفها‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬التايمز‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬خلال‭ ‬سنتين‭ ‬فقط‭.‬‮ ‬‭ ‬

ولذلك‭ ‬مع‭ ‬السنوات‭ ‬الطوال‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬بطن‭ ‬النهر،‭ ‬تحول‭ ‬نهر‭ ‬التايمز‭ ‬التاريخي‭ ‬المعروف‭ ‬وطنياً‭ ‬وعالمياً‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬آسن‭ ‬مشبع‭ ‬بمياه‭ ‬المجاري،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬عمدة‭ ‬لندن،‭ ‬صادق‭ ‬خان،‭ ‬وصف‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئة‭ ‬الكارثية‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬مياه‭ ‬النهر‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬إحراج‭ ‬وطني‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬بأن‭ ‬مياه‭ ‬النهر‭ ‬غير‭ ‬صالحه‭ ‬وغير‭ ‬آمنة‭ ‬كلياً‭ ‬للسباحة‭ ‬الآن،‭ ‬وأن‭ ‬جهود‭ ‬التنظيف‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬ستستغرق‭ ‬قرابة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬البريطاني،‭ ‬وخاصة‭ ‬أهل‭ ‬لندن‭ ‬وضواحيها‭ ‬سيكونون‭ ‬محرومين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬التمتع‭ ‬بهذه‭ ‬الطبيعة‭ ‬النهرية‭ ‬الجميلة‭.‬‮ ‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬البريطانية‭ ‬ليست‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬ظاهرة‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المشهود‭ ‬لها‭ ‬تاريخياً‭ ‬بالرقي‭ ‬والتطور،‭ ‬كفرنسا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭. ‬

فمدينة‭ ‬باريس‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬محتدم‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬بسبب‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاستضافة‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬ستنطلق‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو،‭ ‬فعليها‭ ‬تجهيز‭ ‬واعداد‭ ‬كافة‭ ‬الملاعب‭ ‬التي‭ ‬ستُقام‭ ‬عليها‭ ‬المنافسات‭ ‬والألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬وجعلها‭ ‬صالحة‭ ‬للرياضيين‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الأولمبية‭ ‬المعتمدة‭ ‬والاشتراطات‭ ‬الدولية‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب‭ ‬هو‭ ‬نهر‭ ‬السين‭ ‬الذي‭ ‬سيحتضن‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضات‭ ‬المائية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬السباحة‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬المسبح‭ ‬الرياضي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية‭ ‬وبيئية‭ ‬مزمنة،‭ ‬وهي‭ ‬عدم‭ ‬صلاحيته‭ ‬للمتسابقين‭. ‬فهذا‭ ‬النهر‭ ‬المعروف‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬جودته‭ ‬ونقاوته،‭ ‬فهو‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬وغير‭ ‬صحي‭ ‬للسباحة‭ ‬فيه‭ ‬بسبب‭ ‬التلوث‭ ‬الحيوي‭ ‬البكتيري‭ ‬المزمن‭ ‬والمرتفع‭ ‬جداً‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬جداً‭ ‬والناجم‭ ‬عن‭ ‬صرف‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭.‬

ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬تقوم‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬وعريقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا‭ ‬العظمى‭ ‬وفرنسا‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المشينة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نشاهدها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتأخرة‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الوعي‭ ‬والتعليم،‭ ‬وينقصها‭ ‬المال‭ ‬والقناعة‭ ‬السياسية‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬وإنشاء‭ ‬المحطات‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك؟‭ ‬فلماذا‭ ‬تضطر‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬الخام‭ ‬المشبعة‭ ‬بكافة‭ ‬أنواع‭ ‬الجراثيم‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬والعلل‭ ‬الحادة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الملوثات‭ ‬الكيميائية‭ ‬الخطرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأنهار؟

في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬مواكبة‭ ‬وملاحقة‭ ‬تطوير‭ ‬وإنشاء‭ ‬الخدمات‭ ‬الضرورية‭ ‬والأساسية‭ ‬للبرامج‭ ‬التنموية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والصناعية،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬كانت‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬أسرع‭ ‬بكثير،‭ ‬وتنمو‭ ‬بشدة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتحديث‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تصاحب‭ ‬وتنمو‭ ‬مع‭ ‬نفس‭ ‬نمو‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬وخطوة‭ ‬بخطوة‭.‬

فإذا‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬أصلاً‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬المقيمين‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬والأجانب،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬تُشكل‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬المرافق‭ ‬والخدمات‭ ‬العامة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬خدمات‭ ‬معالجة‭ ‬مياه‭ ‬المجاري،‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬مياه‭ ‬الشرب،‭ ‬أو‭ ‬الطرق،‭ ‬أو‭ ‬العلاج‭ ‬الصحي،‭ ‬أو‭ ‬خدمات‭ ‬جمع‭ ‬ومعالجة‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة،‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية،‭ ‬أو‭ ‬خدمات‭ ‬الطرق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الخدمية‭ ‬الضرورية‭.‬

ولذلك‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬لا‭ ‬تصاحبها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬زيادة‭ ‬وتحديث‭ ‬وتوسعة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة،‭ ‬فستمثل‭ ‬ذلك‭ ‬ارهاقاً‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

فمع‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬ترتفع‭ ‬أحجام‭ ‬مياه‭ ‬المجاري،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬توجد‭ ‬محطات‭ ‬معالجة‭ ‬ذات‭ ‬كفاء‭ ‬تشغيلية‭ ‬عالية،‭ ‬فإن‭ ‬مصيرها‭ ‬سيكون‭ ‬بصرفها‭ ‬في‭ ‬المسطحات‭ ‬المائية،‭ ‬أو‭ ‬البرية،‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬مسطحات‭ ‬أخرى‭.‬

فهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬فيها‭ ‬الخدمات‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬وتحمل‭ ‬ومواكبة‭ ‬أعباء‭ ‬البرامج‭ ‬التنموية‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬المتزايدة‭ ‬والمتسارعة‭.‬

فهذا‭ ‬الدرس‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬المتطورة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عنده‭ ‬كثيراً،‭ ‬ونعتبر‭ ‬منه،‭ ‬ونتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬فيه،‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬التنمية‭ ‬أداة‭ ‬بناء‭ ‬ورقي‭ ‬للجميع،‭ ‬وآلية‭ ‬لتحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا