العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دور التطور الديمقراطي في إنجاح التجارب التنموية

بقلم: د. جاسم بونوفل

الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

الديمقراطية‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬والمهمة‭ ‬التي‭ ‬شغلت‭ ‬حيزا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬تفكير‭ ‬أهل‭ ‬السياسة‭ ‬والأدباء‭ ‬والمفكرين‭ ‬العرب‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬قضية‭ ‬مطروحة‭ ‬منذ‭ ‬استقلال‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؛‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬تأخر‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬اللحاق‭ ‬بالدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬أخذهم‭ ‬بالنظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كأساس‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭. ‬ولهذا‭ ‬يذهب‭ ‬معظم‭ ‬المفكرين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬ملتقياتهم‭ ‬ومؤتمراتهم‭ ‬وندواتهم‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬لكل‭ ‬مشكلات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬وهي‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬الأمم‭ ‬وتقدمها‭. ‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬القديمة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الساحتين‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يتجدد‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والصحفية‭ ‬كلما‭ ‬استجد‭ ‬طارئ‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬أميرها‭ ‬الجديد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬بحل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الكويتي‭ ‬وتعليق‭ ‬بعض‭ ‬مواد‭ ‬الدستور‭. ‬بالمناسبة‭ ‬تُعد‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الكويتية‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬العربية‭ ‬الناصعة‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬التي‭ ‬تخللتها‭. ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬قرار‭ ‬حل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الكويتي‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬متباينة‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الساحة‭ ‬الكويتية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العربي‭ ‬عامة‭ ‬والخليجي‭.‬

ولهذا‭ ‬سيتركز‭ ‬حديثي‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬وهي‭: ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬بالفعل‭ ‬أقصد‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭- ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لنا‭ ‬الديمقراطية؟‭ ‬وهل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بدعة‭ ‬غربية‭ ‬تتنافى‭ ‬مع‭ ‬قيمنا‭ ‬الاسلامية‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬كما‭ ‬يصرح‭ ‬البعض‭ ‬بذلك؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬نقل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كنظام‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وتعريبها؟‭ ‬بمعنى‭ ‬نقل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬البيئة‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬بعض‭ ‬التغييرات‭ ‬والتعديلات‭ ‬عليها‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭. ‬أسئلة‭ ‬عديدة‭ ‬يتم‭ ‬طرحها‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬وفي‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة‭.‬

قبل‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التساؤلات‭ ‬دعونا‭ ‬نتوقف‭ ‬برهة‭ ‬عند‭ ‬فكرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إليها‭ ‬الأدبيات‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع؛‭ ‬فالديمقراطية‭ ‬كنظام‭ ‬أساسي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وتعني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يحكم‭ ‬الشعب‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬متكامل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزالها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬أو‭ ‬الآليات‭ ‬مثل‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬مبادئ‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وقيمه‭ ‬مثل‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬وفصل‭ ‬السلطات،‭ ‬والتعددية‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭.‬

الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬الآنف‭ ‬الذكر‭ ‬وهي‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وليست‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬نيلها‭ ‬الاستقلال‭ ‬والتي‭ ‬جاء‭ ‬تطبيقها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬زعماء‭ ‬بعض‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭ ‬كمحاولة‭ ‬منهم‭ ‬لتجميل‭ ‬صورتهم‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬فهم‭ ‬ركبوا‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬وأخذوا‭ ‬بالنظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬كأسلوب‭ ‬للحكم‭ ‬فقط‭ ‬ليقال‭ ‬عنهم‭ ‬إنهم‭ ‬يسيرون‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الحداثة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬أنفسهم‭ ‬غير‭ ‬مقتنعين‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬وإن‭ ‬أخذوا‭ ‬بها‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬‮«‬مكره‭ ‬أخاك‭ ‬لا‭ ‬بطل‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬فلا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬وضعها‭ ‬كديكور‭ ‬ما‭ ‬دمنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التحضر‭ ‬والتقدم،‭ ‬التي‭ ‬بدونها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجميل‭ ‬صورتنا‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬ذهب‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬العرب‭ ‬وهم‭ ‬معروفون‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الأدبية‭ ‬والفكرية‭ ‬إلى‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للبلدان‭ ‬العربية،‭ ‬وان‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬غير‭ ‬جاهز‭ ‬للديمقراطية‭ ‬قطعا‭ ‬وإن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مستبد‭ ‬مستنير‭ ‬وحكم‭ ‬رشيد،‭ ‬وبعدئذ‭ ‬تجيء‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬تدريجية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يستنير‭ ‬الشعب‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬ليس‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬والأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬العرب‭ ‬يرون‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬يؤكدون‭ ‬في‭ ‬مقارباتهم‭ ‬للموضوع‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬لكل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬ويذهبون‭ ‬في‭ ‬كتاباتهم‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لبلداننا‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تطبق‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

في‭ ‬اعتقادي،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إطلاقاً‭ ‬أن‭ ‬العيب‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كنظام‭ ‬مع‭ ‬اقرارنا‭ ‬بأنها‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬ثناياها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬العيوب‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬البشرية،‭ ‬بحسب‭ ‬رأي‭ ‬معظم‭ ‬منظري‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬لا‭ ‬أتفق‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لنا،‭ ‬فهي‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬تصلح‭ ‬لمجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬مثلما‭ ‬تصلح‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬بشري‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يقفز‭ ‬إلى‭ ‬الذهن‭ ‬هو،‭ ‬لماذا‭ ‬فشلت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية؟‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬لماذا‭ ‬انحرفت‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬للبعض‭ ‬أن‭ ‬يقول؟‭ ‬

إن‭ ‬الاجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نلقي‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬وسنكتشف‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬النظم‭ ‬العربية‭ ‬تحمل‭ ‬بعض‭ ‬الملامح‭ ‬الأولية‭ ‬لنظام‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬نشاهدها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العريقة،‭ ‬فهي‭ ‬مازالت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬وإن‭ ‬بقيت‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬الحالي‭ ‬ستظل‭ ‬قاصرة‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لديها‭ ‬دساتير‭ ‬متوافق‭ ‬عليها‭ ‬وطنياً،‭ ‬وفي‭ ‬نصوصها‭ ‬تحمل‭ ‬أسس‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقانون‭ ‬ومواطنة‭ ‬متساوية‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات،‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬جوفاء‭ ‬وغير‭ ‬مفعلة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬مخالفتها‭ ‬وتجاوزها‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬يبقى‭ ‬الدستور‭ ‬مجرد‭ ‬ديكور‭ ‬للتباهي‭ ‬والتفاخر‭.‬

وصحيح‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بعض‭ ‬الآليات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬مثل‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬وصناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬لكن‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تشوبه‭ ‬الهنات‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬المراقبين‭ ‬السياسيين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬التصويت‭ ‬أو‭ ‬الممارسات‭ ‬الانتخابية‭. ‬

ولو‭ ‬تعمقنا‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬فسنجد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المكملات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬الحدود‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬خذ‭ ‬مثلا‭ ‬سقف‭ ‬الحريات‭ ‬فهو‭ ‬مازال‭ ‬منخفضاً‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬تنقصه‭ ‬الأسس‭ ‬المدنية‭ ‬والوطنية،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يخوضون‭ ‬الانتخابات‭ ‬ويصلون‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬البرلمان‭ ‬هم‭ ‬أفراد‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬او‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬ولا‭ ‬يربطهم‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانهم‭ ‬سن‭ ‬تشريعات‭ ‬او‭ ‬قوانين‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬هل‭ ‬يحق‭ ‬للرافضين‭ ‬للديمقراطية‭ ‬تحميلها‭ ‬وزر‭ ‬اي‭ ‬تعثر‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬وترديد‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لمجتمعاتنا‭ ‬وأنها‭ ‬بدعة‭ ‬غربية‭. ‬أم‭ ‬أن‭ ‬المطلوب‭ ‬منهم‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬أصول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتطبيقاتها‭. ‬من‭ ‬ناحيتي‭ ‬فأنا‭ ‬أردد‭ ‬‮«‬إن‭ ‬حل‭ ‬معظم‭ ‬مشكلاتنا‭ ‬التنموية‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا