العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأثير الجماعات المؤيدة لإسرائيل على الانتخابات الأمريكية

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬هُزم‭ ‬النائب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬عن‭ ‬ولاية‭ ‬نيويورك‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬في‭ ‬محاولته‭ ‬الترشح‭ ‬لولاية‭ ‬ثالثة‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭. ‬وفي‭ ‬معرض‭ ‬تعليقها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة،‭ ‬لم‭ ‬تتطرق‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومحللو‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬السطحي‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬وكيفية‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك‭ ‬والعواقب‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المستقبلية‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬حاولت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬رغم‭ ‬اعترافها‭ ‬بأنها‭ ‬أنفقت‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لهزيمة‭ ‬جمال‭ ‬بومان،‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬الحبلين‭ ‬والعزف‭ ‬على‭ ‬وترين‭. ‬فمن‭ ‬ناحية،‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬مشاركتهم‭ ‬كانت‭ ‬دليلاً‭ ‬حاسما‭ ‬على‭ ‬‮»‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مؤيداً‭ ‬لإسرائيل‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬جيدة‭ ‬ومجزية‮«‬‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬حاولت‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬دورهم،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خسارة‭ ‬السيد‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬راديكاليته‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬الناخبون‭ ‬تفضيلهم‭ ‬للمرشح‭ ‬الأكثر‭ ‬‮«‬وسطية‮»‬،‭ ‬وقارنوا‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬بين‭ ‬شغف‭ ‬السيد‭ ‬بومان‭ ‬مع‭ ‬سلوك‭ ‬خصمه‭ ‬الأكثر‭ ‬ثباتًا‭ ‬وهو‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمقاطعة‭ ‬ويستتشستر،‭ ‬جورج‭ ‬لاتيمر‭.‬

وكانت‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬استخلصتها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فازت‭ ‬بالفعل،‭ ‬وخسر‭ ‬التقدميون،‭ ‬وأن‭ ‬دعم‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬نهجا‭ ‬انتخابيا‭ ‬محفوفا‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬قد‭ ‬تجاهلت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬القصة‭ ‬الأعمق‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭.‬

أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمبالغ‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنفاقها،‭ ‬ولماذا‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬استخدامها،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬المسابقة‭. ‬إن‭ ‬مبلغ‭ ‬الـ25‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬التي‭ ‬أنفقتها‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لهزيمة‭ ‬السيد‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬كانت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬إنفاقًا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للكونغرس،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬للإعلانات‭ ‬السلبية‭ ‬والهجمات‭ ‬البريدية‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬تشوه‭ ‬شخصية‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬وتنتقد‭ ‬أسلوبه،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬ذكر‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬الدعائية‭ ‬الانتخابية‭.‬

خلال‭ ‬بعض‭ ‬مراحل‭ ‬الحملة،‭ ‬تعرض‭ ‬الناخبون‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬الدعائية‭ ‬التي‭ ‬هاجمته‭. ‬كان‭ ‬الانطباع‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬كان‭ ‬شخصًا‭ ‬معيبًا‭ ‬ومرشحًا‭ ‬غير‭ ‬جدير‭. ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬المراقبين‭: ‬‮«‬لو‭ ‬بقيت‭ ‬والدة‭ ‬جمال‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬تشاهد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬استهدفه،‭ ‬لما‭ ‬صوتت‭ ‬لابنها‭ ‬أيضاً‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الإعلانات‭ ‬الدعائية‭ ‬السلبية‭: ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالمرشحين‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للهجوم‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تعريفهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬معيبون‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬أنصارهم‭ ‬يتم‭ ‬تثبيطهم‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الانتخابات‭. ‬وهذا‭ ‬التكتيك‭ ‬هو‭ ‬ببساطة‭ ‬شكل‭ ‬مكلف‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬قمع‭ ‬الناخبين‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬تفوق‭ ‬لاتيمر‭ ‬على‭ ‬بومان‭ ‬في‭ ‬‮«‬التطرف‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإدلاء‭ ‬بتعليقات‭ ‬مشينة‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬عنصرية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬استخدامها‭ ‬ضده‭. ‬لكن‭ ‬السيد‭ ‬بومان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديه‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لتحديد‭ ‬شخصية‭ ‬السيد‭ ‬لاتيمر‭ ‬أو‭ ‬تدميرها‭. ‬وهكذا،‭ ‬نشأ‭ ‬الانطباع‭ ‬بأن‭ ‬السيد‭ ‬بومان‭ ‬كان‭ ‬مرشحا‭ ‬معيبا‭ ‬وأن‭ ‬السيد‭ ‬لاتيمر‭ ‬هو‭ ‬المرشح‭ ‬المسؤول‭.‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬العنصرية‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الشاب‭ ‬الأسود‭ ‬الغاضب‭ ‬والمخيف‭ ‬مقابل‭ ‬الرجل‭ ‬الأبيض‭ ‬الأكبر‭ ‬سنًا‭ ‬الهادئ‭ ‬والمفكر‮»‬‭. ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬الأموال‭ ‬شيء،‭ ‬ولكن‭ ‬سبب‭ ‬جمعها‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬التمعن‭ ‬فيه‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تخسر‭ ‬المناقشة‭ ‬العامة‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬ــ‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬الديمقراطيين‭. ‬ويعارض‭ ‬معظم‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬بشدة‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬كما‭ ‬يريد‭ ‬غالبية‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬المستوطنات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومع‭ ‬إدراك‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تجعل‭ ‬حملاتها‭ ‬الانتخابية‭ ‬بمثابة‭ ‬استفتاء‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭. ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬خصومهم‭. ‬وعندما‭ ‬يفوزون،‭ ‬يزعمون‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬انتصاراً‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ودعماً‭ ‬لسياساتها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬أبداً‭.‬

كان‭ ‬هناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي‭ ‬تجاهله‭ ‬المعلقون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭. ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬تقسيم‭ ‬منطقة‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬بومان‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ (‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الولاية‭ ‬ضمت‭ ‬السيد‭ ‬لاتيمر‭). ‬

أزالت‭ ‬المنطقة‭ ‬الجديدة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬للسيد‭ ‬بومان‭ ‬وتضمنت‭ ‬مناطق‭ ‬جديدة‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬للسيد‭ ‬لاتيمر‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬بومان‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭ ‬وحد‭ ‬من‭ ‬فرصه،‭ ‬ما‭ ‬أتاح‭ ‬لبعض‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الفرصة‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬وجعل‭ ‬الأمر‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنهم‭ ‬فازوا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجدارة‭.‬

تاريخيا،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يؤدون‭ ‬بها‭ ‬عملهم‭ ‬‭ ‬ملاحقة‭ ‬المرشحين‭ ‬الضعفاء‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬تركوا‭ ‬وحدهم‭ ‬أعضاء‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬ولكن‭ ‬أقل‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نجدهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتفاخرون‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬الآخرين‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأنهم‭ ‬لا‭ ‬يقهرون‭.‬

وإذا‭ ‬أمعنا‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬المانحين‭ ‬الداعمين‭ ‬لهذه‭ ‬الحملات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬مؤيدون‭ ‬لإسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المساهمين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬المليارديرات‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭.‬

إن‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬الأموال‭ ‬المعتمة‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الخاضعة‭ ‬للتنظيم‭ ‬والتي‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬متزايداً‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭. ‬لقد‭ ‬حاولت‭ ‬مرتين‭ ‬وفشلت‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بحظر‭ ‬الصناديق‭ ‬التي‭ ‬تودع‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬وفشلت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وكان‭ ‬تحذيري‭ ‬آنذاك‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬التكتيك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الآن،‭ ‬فلماذا‭ ‬لن‭ ‬تستخدم‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬القوية‭ ‬الأخرى‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟

وإذا‭ ‬تركت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بلا‭ ‬ضوابط،‭ ‬فإن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬المشوهة‭ ‬بالفعل‭ ‬بفِعل‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬الضخمة،‭ ‬قد‭ ‬تتعرض‭ ‬للإغراق‭ ‬والتدمير‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أصحاب‭ ‬المليارات‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يجعلون‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬لعبتهم‭ ‬التي‭ ‬يستغلونها‭ ‬للتلاعب‭ ‬بالناخبين‭ ‬متى‭ ‬شاءوا‭.‬

هناك‭ ‬ملاحظة‭ ‬أخيرة‭ ‬موجهة‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطيين‭: ‬في‭ ‬حين‭ ‬هُزم‭ ‬السيد‭ ‬بومان،‭ ‬فإن‭ ‬دعم‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬التنامي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استياء‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬فضلوا‭ ‬بومان‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬المستهدفين‭ ‬سوف‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬التزايد‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الأصوات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬سيحتاج‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬للفوز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭. ‬لذا،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يعالج‭ ‬الحزب‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬فقد‭ ‬يخسر‭ ‬عددًا‭ ‬كافيًا‭ ‬من‭ ‬قاعدته‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بالاستياء‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬مؤسسة‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأبطال‭ ‬التقدميين‭ ‬مثل‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬فوز‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬وإلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بجمال‭ ‬بومان‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا